مقالات

التضليل الفكري في التيار القومي العربي بقلم د- عزالدين حسن الدياب

بقلم د- عزالدين حسن الدياب

التضليل الفكري في التيار القومي العربي
بقلم د- عزالدين حسن الدياب
اعتمدت في كثير من كتاباتي،وخاصة الدراسات المستقبلية،التي كتبتها،وفي الأبحاث والدراسات النقدية ،أن أتناول كباحث له خلفية منهجية أنثروبولوجية، المشاهد،باعتبار أن المشهد يعكس ويصور العديد من الواقعات التي أريد دراستها،وكأنه حالة مجتمعية،أخترتها من حياتنا الاجتماعية، بحيث تقدم لي العديد من المحددات والمؤشرات ، التي تمكنني من بلوغ الواقعة البنائية،محل البحث والدراسة،بكل جزئياتها ومكوناتها،ومن ثم التعامل معها بالتحليل والتفسير،تمهيداً لوضع المعاني الصحيحة لها.
المشهد:
“وخلال شرحي له عن مفهوم المواطنة،في بعدها البنائي العربي،في فكر الأستاذ،قال لي هذا الكلام أسمعه لأول مرة مرة،فأجبته:إنً التضليل الفكري الذي مارسة مجموعة من أعداء البعث اللذين جاؤوا إلى البعث في غفلة من الزمن المخطط،فعتموا على فكر البعث،وأتو بأطروحاتهم اليسراوية،تحت عنوان غاية في التضليل:”اليمين واليسار”،فغربوكم عن حقائق البعث الفكرية،ووجد هذا التضليل هواه عند بعض الجهلة،وممن عَرَفَ في البعث التفرغ،حتى يتهرب من الخدمة العسكرية، ويسرح ويمرح في الحياة راكبا حصانه اليسراوي، ومدعواً على موائد شخصية مختارة من اصحاب النعم الحديثة.”
وفي هذه الحالة البنائية،الواقعة والظاهرة البنائية،لا أقصد شخصا بعينه،لأنّها حالة متكررة تعيد نفسها،بين وقت وآخر،لكنها حمالة للجديد،التي تضيفها المتغيرات الحادثة داخل البناء الاجتماعي العربي،في أبعاده،الجهوية،والوطنية،والقومية/العربية.
وألمشهد السابق،على ضيق مكوناته،علّه يساعدني في تسليط الضوء،على ظاهرة التضليل الفكري التي مورست ولعقود عدًة،ضد فكر البعث.
علماً أن هذا التضليل جاء من مصادر متباينة،بعضها تمثل في الهجمة التي قادها الإعلام في الجمهورية العربية المتحدة،خلال الخلاف بين البعث وعبد الناصر،واعتمدت فيه الوان ومستويات من التضليل،التي أراد ت تجريد البعث من شرعياته المنهجية،بشعارات وأهداف البعث نفسها،وإن أعيد من قبلهم ترتيبها،حسب أولوياتها.حسب زعمهم.
ثم جاء التضليل من طرف التيار الإسلامي السياسي،الذي كان يشكك بمصداقية الفكر،من خلال التشكيك بالأصول القومية لمؤسس البعث،وماترافق ذلك من أكاذيب،تريد في النهاية التضليل لفكر البعث،ووصفه بالعداء للإسلام .
ترى هل المشهد أعلاه ،يعطينا صورة متكاملة،أو مشهد بنائي فيه دلائل على التضليل الفكري،الذي جاء هذه المرّة من البنيان التنظيمي للبعث،والذي كان يستهدف أصالة البعث الفكرية ،وإجاباته المنهجية،عن اسئلة الواقع العربي الراهن،في تواصله مع ماضيه ومستقبله.
تكملة المشهد:
أتعبني البحث عن دراسة كتبتها منذ سنوات،وهي حصيلة نقاش بيني وبين صديق تسلم منصبا وهو في سن الشباب،قلت له ماذا قرأت من فكر البعث، وأقصد بالفكر هنا كتابات الأستاذ في موسوعته “في سبيل البعث” فأجاب: عدة مقالات،وسألته وهل هذا يكفي حتى تعطي حكماً،بأن هذا الفكر لايفي بمتطلبات المرحلة التي تعيشها الأمة،وانكم تملكون المسوغات،التي تقول لهذا الفكرلم يعد لك شرعيتك،وأصبح رحيلك وتجاوزك مطلوباً.
،فأجاب،كل ماكتبه،كما تقول الأستاذ ،لايتعدى أكثر من عشر مقالات،قلت له ماكتبه الأستاذ،وماقاله جمع في خمسة أجزاء،فاستغرب هذا القول وشكك فيه.”
لم أوفق الظفر بهذه الدراسة،وأطرح المشهد لنقاش لاحق،يسوغ شرعيته السؤال الذي يقول هل توقف التضليل الإعلامي لفكر البعث،أم إنه ياتي بصور وآليات جديدة،ولكن هذه المرة تحت نزعة الانقسام،والتشكيك في شرعيته التنظيمية،وتلبية لوازع الزعامة الفارغة،من قبل أشخاص لم يعرفوا من البعث،إلا وهو على قمة السلطة السياسية،ومغانمها،فسهل عليهم تسليم البعث،لتلك النزعات،وما صاحبها من وازع فردي، تأبط الدور القيادي لقطر عربي،في قيادة البعث.
فإذا كانت اليسراوية قد أرادت،من تضليلها الفكري تغيير فكر البعث،وأن تاتي بماركسية هجينة،حتى تؤسس لحزب يحمل اسم البعث،لكن في حقيقته يقاتل البعث التاريخي في حقائقه الفكرية والمنهجية،بوصفه حزب الامة العربية،فماذا يريد التضليل الاعلامي الفكري للبعث،من قبل النزعات الانقسامية الجديدة/القديمة.
اسئلة المقاربة ،تريد حواراً جاداً ومنهجياً،ومن كافة الامكانات الفكرية،البعيدة عن لغة هواة الشتم والاتهامات الفاقدة لمسوغاتها.
د- عزالدين حسن الدياب -1-5-2022

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب