ثقافة وفنون

نانسي عجاج.. حملة سياسية أم نقد فني؟ بقلم خالد ضياء الدين

بقلم خالد ضياء الدين -السودان -

نانسي عجاج.. حملة سياسية أم نقد فني؟
بقلم خالد ضياء الدين
• مختلفة… في وقفتها، جلستها، صوتها، حتى في ارتداء الثوب مختلفة.
• جمهورها مختلف، تعاطيها معه مختلف، أما فنها، وما تقدمه فهو قابل للنقد بعيدا عن الشخصية أو المواقف السياسية، فهي فنانة ملتزمة لها رؤية وموقف، لم تغن لحزب ولا حكومة، ولم تتبن أيديولوجيا، إنما هو انتماء ووعي كامن بالجماهير، بالفقراء منهم، لذلك من غير الممكن بجرة قلم يحلم البعض بتجريدها من الوطنية، بإطلاق سهامهم أثناء صراعهم المتطرف عليها لدرجة التشكيك فيها كفنانة وأنها لا تملك صوتا.
• كيف ذلك؟! وهناك من يتوجها أميرة، وسندريلا الغناء، أميرة متوجة على محبيها وهذا أمر طبيعي، لا يمنع الآخر من تقييمها سلبا أو إيجابا فنيا.
• قد يكون “لله في الله” دون قياسات علمية ومنطقية أن تحب فلانا أو تكرهه، ولكن هل من المنطقي قيام حملة أسفيرية على فنانة لأنها تبنت موقفا من الحرب ترفض فيه القتل والدمار، بينما بعض زميلاتها انحزن للسوخوي وتغزلن في البندقية ولبسن زي الجيش أو الدعم السريع؟
• لقد اختارت نانسي الاصطفاف مع (لا للحرب) فقامت دنيا الفلول عليها فدبجت المقالات التي تحاول تجريدها من تصنيفها كفنانة… ولو أنها سارت على نهج بعض زميلاتها لقالوا عليها أم كلثوم السودان، فنفس الأقلام المنتقدة رفعت ميادة الثريا وهي الاقل قدرات من بنات جيلها من الفنانات، لو لا الكورس والرق والدلوكة لانتهى أمرها في حلقات برنامج أغاني وأغاني مثلها مثل كثيرات .
• نانسي عجاج اختارت منذ ظهورها خندق البسطاء على الرغم من ظهورها الأنيق المهندم، وملامحها التي قد تخدعك من الوهلة الأولى بأنها واحدة من فنانات البلاط الملكي.
• غنت نانسي لـ أندريا وتغنت بروائع من سبقوها فكانت (مرحبتين بلدنا حبابا … حباب النيل حباب الغابة) وأبدعت في (بلد هيلي أنا).
• غنت للوطن فسمعها السياسي والمثقف المستنير، كما عشقها المتلقي البسيط وردد معها بكائية (أندريا).
• تظل نانسي عجاج واحدة من فنانات هذا الجيل، عبرت عن أحلامهم، وتبنت قضاياهم فاحتلت قلوبهم قبل سمعهم، اعتبروها أيقونتهم، دافعوا عنها معربين عن محبتهم لما تقدمه، رددوا معها أغنياتها فبادلتهم حبا بحب، نهضت بالذوق الشكلي للفنانات، كما اهتمت بمضمون ما تقدمه… لم يجرفها سيل أغاني القوات ، ولم نسمعها في سفالاتهن (وردحيهن) على الوسائط، كما لم تقدم وصلات ما يطلبه المستمعون فلان وفلانة ووين الشوايقة وين المسيرية و… إلخ. وهنا تظهر واحدة من اختلافاتها عن فنانات جيلها.
• بالنسبة لي قد لا تكون نانسي عجاج أفضل فنانات جيلها كما يعتقد البعض، وأظن أن إيمان الشريف تمتلك خامة صوت أفضل “وفق ذوقي”، لكنني أظن أن بصمتها في فنانات الجيل القادم ستكون ظاهرة، ولن يقدر أعداء السلام تهشيم ما بنته بالصبر والاجتهاد من خلال حملتهم غير المنطقية، فهذا الجيل قادر على الدفاع عن قناعاته ورموزه الفنية، فمثلما طوقوا محمود عبد العزيز حيا وميتا بفيض محبتهم، أراهم الآن في دفاعهم عن السندريلا نانسي يقفون سدا منيعا في وجه صناع الدمار، فلن تترك وحدها من تغنت للوطن :
(بلد هيلي أنا
دموعها دموعي أنا
أساها… أساي أنا
ضميرها… ضميري أنا
كل آمالي أنا
السلام يملاها …
يطلع من هنا
والحمام يتشابى)
• لنانسي الفنانة كل الدعم، ولمواقفها الإنسانية كل الاحترام… ولا ثم لا، وألف (لا للحرب).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب