مقالات
خطاب ثقافة الكراهية معكوساً العراق وفلسطين وأوكرانيا بفلم د- عزالدين حسن الدياب-
بفلم د- عزالدين حسن الدياب-

خطاب ثقافة الكراهية معكوساً العراق وفلسطين وأوكرانيا
بفلم د- عزالدين حسن الدياب-
أطروحة”السامية” أطروحة أتت بها الصهيونية العالمية سلاحا توظفه في معاركها التي تخوضها قلباً للحقائق التاريخية.في
سبيل حلم صهيوني يستند إلى مفردات دينية تلمودية،وأساطير قائمة على أطروحة،فيها المغالبة لشعوب العالم،وما
بينها من تواصل حضاري،ومشتركات ثقافية،أطروحة”الشعبالمختار”.والمعروف أن أطروحة” السامية” تنامت وكبرت وأصبح لها
حضورها وتواجدها في ثقافة المجتمعات الأوربية والأمريكية،في أعقاب ماقامت به النازية،غداة النّهج العنصري الذي اعتمده
هتلر،وماحمل من مغالطات،وتدخلات منقادة بتوجهات أوربية سياسية واقتصادية،مسكونة بحلول للخلاص من اليهود،وإيجاد
الموطن الذي يضمن الحل.وتماهت الصهيونية العالمية مع الحل الأور-أمريكي،دافعة به خطوات إلى الأمام،وعينها مصوبة نحو فلسطين،فأساطيرها الصهيونية،وقيادتها للعالم،وما كانت عليه الأمة العربية آنذاك من ضعف وتخلف وفرقة أتاحت لها الظفر بوعد بلفور.ومن ذلك التاريخ،ومن يوم اغتصاب فلسطين،تشهر الصهيونية أطروحتها”السامية”.وجاءت اللحظة المناسبة،في أعقاب تحرك الطلاب العالمي،وخاصة في الجامعات الأمريكية والفرنسية، للصهيونية العالمية لاستحداث مفهوم”خطاب الكراهية”وتوظيفه ضد هذا الحراك المساند بقوة لفلسطين لما قام به الكيان الصهيوني من جرائم إبادة وعنصرية صهيونية في غزة لم يعرفها التاريخ من قبل. وخطاب الكراهية معكوسا،بأسانيده المعادية أصلاً للأمة العربية،أخذ يتردد على لسان بايدن،بعد أن حملت احتجاجات الطلبة في الجامعات الأمريكية المساندة للمقاومة في غزّة رياح اقتلاع الثقافة الصهيونية،من الثقافة الأورو-أمريكة،وتحول الرأي العام العالمي لصالح القضية الفلسطينية،ومافي هذا التحول من مخاوف على وجود الكيان الصهيوني في فلسطين. والحقيقة التي تمليها وتقررها حقائق التاريخ،بأن الكيان بات على مفترق طرق تبشر بزواله،وهذا مادعى بايدن لمغالبة رياح الثورة الطلابية بقوله إنّ في حراك طلاب الجامعات الامريكية معاداة للسامية،وسماه بخطاب الكراهية،مغمضا العين عن مكونات الطلبة الذين يناصرون غزّة،وفي مقدمتهم اليهود،جنباً إلى جنب مع المسلمين والمسيحين وانتماءاتأخرى.
لم خطاب الكراهية معكوساً عند با يدن،رغم كل الحقائق التاريخية الثقافية التي حملت القضية الفلسطينية،وفيً المقدمة المقاومة البطولية في غزّة معزّزة مكرمة للرأي العام وسكنت في ضميره ووجدانه. وهل نجد في العدوان على العراق،الذي قام به الخلف الأطلسي بقيادة الإمبريالية الأمريكية الصهيونية،منعا للأمة العربية،الظفر بدورها الحضاري الذي بشر به عراق العروبة بإنجازاته،على طريق النهضة العربية.نقول هل نجد فيه إشارات عن خطاب الكراهية معكوساً عند بايدن،مضافاً إليه
مسارعة الحلف الأطلسي لمناصرة أوكرانيا؟.*أفكر بما يحدث في أوكرانيا،وأرى تعاطف الغرب بصهيونيته معها،وسخاء البيت الأبيض بالمال والسلاح،وأتذكر العدوان الأطلسي على العراق،وكرمه بكل مايدمر العراق وشعب العراق.وتذكرت ذلك المدعي البربري في غرونوبل،وكيف يساعده اليمين الفرنسي ويساره،هل تفصح لكم ياعرب عدوانية الغرب عليكم،وهل لكم في كلمات بايدن الرئيس الأمريكي عندما قال”: أنا لست يهوديًا انا صهيوني إفصاحاً عن صهيونية السياسة الامريكية،في كل عهودها ومراحلها تجاه القضايا العربية المصيرية،التي تمثلت بالعدوان الهمجي الصهيوني على العراق،ومناصرة الصهيونية وكيانها في فلسطين،ضد الشعب العربي الفلسطيني.
هذا الكلام أقوله الآن،بعد أن شاهدت مقابلة في الفضائية الفرنسية،عن مغني بربري/أمازيغي كان يغني الأغنية القبائلية في الجزائر وفرنسا،وكيف هذه المحطة تناصر النزعة الأمازيغية،لاحبا في عرب القبائل التي تسكن الجبال الجزائرية،تحت سياسة فرنسية عنصرية،تريد معاكسة حقائق تاريخ سكان الجبال في الجزائر،لإضعاف وحدة بنية الجزائر العربية المسلمة،والتاثير على القرار الجزائري حتى يصب في صالح العدوانية الغربية.وإنما كرهاً في الأمة العربية.
هل الموقف الاورو/أمريكي تجاه أوكرانيا يوقظ النخوة في حكامنا العرب،ومن في معيتهم من محطات فضائية،وحركات انفصالية مصنَّعة من قبل العدوانية الغربية الأمريكية الصهيونية،ويجرون المقارنة بين الموقف المناصر لهذه العدوانية تجاه أوكرانيًا،وموقفها المعادي للعرب في كل تنوعاتهم ومكوناتهم. مع أني أرى صعوبة أن تستيقظ هذه النخوة في حكام مولوا العدوان على الشعب العراقي،وهرولوا للتطبيع بخسة ووقاحة مع الكيان الصهيوني،وتفاخروا بتبعيتهم للصهيونية العالمية،رغم كل ماتفعله الصهيونية في المسجد الأقصى،وشوارع القدس العربية،عاصمة لأحرار الأمة العربية،فالتفاؤل دائماً سيد الموقف.
مهداة بغاياتها،هذه الومضة،إلى كل النطاطين ممن يدعون الثورة والثوار،والانتماء للقضية الفلسطينية،وهم الآن يهرولون بساحات ومدن التطبيع،وإلى شطار النضال ممن يتباهون بيسراويتهم،حيث إن هذه اليسراوية،تماهت مع أموال من يطبع على المكشوف مع الصهيونية،تمهيدا للتطبيع مع كيانها.
ويلٌ لكم فحروب الفرنجة،يامن تحسبون على الأمة العربية،لم تتوقف،ولن تتوقف إلاّ إذا جعلتم هذا الشعب العربي المناضل،يرتقي إلى مستوى التحديات التي تواجهها الأمة العربية،في معركة مستقبلها،فكففتم عن إيذائها بتبعيتكم ودونيتكم واستبدادكم،وولاءاتكم الجهوية والعشائرية والمذهبية.ودائماًً ايقظوا في نفوسكم مأساتنا في الأندلس،وما ملكت من دروس،توقظ الأموات،فهل توقظكم يا حكام العرب؟
النصر آت يا أحرار الأمة العربية،فأيقظوا في جوانيتكم كل ممكنات النضال،ولكم في مشاهد متنوعة ومتعددة يرسمها النضال العربي في أقطاره،ويتركها لك شاهد عصر،بأنّ العروبة عصية على الفناء،لأنّها عروبة ثقافية إسلامية،والعروبة ولدت قوية ومحرِّرة بولادة الإسلام رسالة لها. وترسمها غزّة العروبة بنضالها ضد الصهيونية العالمية،وضد خطاب الكراهية في وعي بايدن،وصحبه من حكام أوربا.
حياكم الله أبناء أمتي العربية،التي حصنها الإسلام بقيمه الإنسانية،يوم جعل من نفسه رسالة لها.وحي على الجهاد ضد الرعاع والأتباع والصهيونية العالمية،رسالة للمال الصهيوني وقيمه،التي تقول بالشعب المختار، وقتل الآخر ،والمحفز على تفكيك أواصر المحبة بين الشعوب، وتنشيط ثقافة البغي،والدعارة، والزواج المثلي،وكل مامن شأنه،وضع اختيارات الأمم رهناً للمال الصهيوني.
*الجزء الثاني من هذا المقال،ومن الفقرة التي أشير إليها بالنجمة.
د- عزالدين حسن الدياب-4-5-2022.