عربي دولي
ذبح وتمثيل بالجثث في حرب السودان.. هل سيطر الإرهابيون؟

ذبح وتمثيل بالجثث في حرب السودان.. هل سيطر الإرهابيون؟
هواجس وكوابيس ومخاوف سابقة محلية وإقليمية ودولية تحققت على أرض الواقع في السودان، بانتشار مشاهد التقتيل والتمثيل بالجثث والذبح في مشاهد انتقامية تحت عناوين متباينة حَسَبَ الأطراف المتقاتلة، وهو ما يفضح حَسَبَ الكثيرين حالة الانحطاط واللا أخلاقية المسيطرة على المشهد السوداني، بعد وضوح أن قرار الحرب وإدارتها في يد إسلاميي الخُرْطُوم دون نفي أو إخفاء أو إنكار، ووقوفهم ضد أي مشروعات أو مبادرات لوقف الحرب.. فهل أضحت الجماعات الإرهابية جزءًا من الحرب في السودان؟
الخُرْطُوم: الهدف
معلومات وقراءات
لا يبدو أن مخاطر الحرب الحالية وإمكانية أن ينتج عنها خلخلة للنظام الإقليمي والدولي أمرا مستبعدًا، كما لا يبدو أن وجود جماعات إرهابية في السودان وليد لحظات الحرب أو مقتصرًا على استغلال المساحة المتوفرة للدخول إلى السودان، بل يأتي في سياق خُطَّة منهجية الهدف منها محاولة تعديل ميزان القوة لمصلحة الجيش والإسلاميين الذين يخوضون الحرب ضمن معسكر واحد في مواجهة قوات الدعم السريع.
ويذهب المحلل الاستراتيجي حسن سيد أحمد في حديثه لـ(الهدف) إلى أن واحدة من اهم أسباب استطالة عمر نظام الإنقاذ المباد خاصة في سنواتها العشر الأخيرة هي قدرتها على إقناع الولايات المتحدة بأنها صمام أمان ضد الجماعات المتشددة في امتداد الحزام السوداني من الصومال شرقا حتى مالي غربا، وأضاف: وكان هذا هو المشروع الأمريكي الذي بنت عليه الإدارة الأمريكية مشروع الهبوط الناعم، أي نظام مدجن في الخُرْطُوم يقدم مجموعة خدمات للغرب منها امتصاص تأثير الجماعات الإسلامية في أفريقيا. وتابع: هذا كان خط سياسي في الحركة الإسلامية ومثل صلاح قوش رأس الرمح فيه.
وأبان سيد أحمد أنه وبناء على هذه الرؤية تم بناء أضخم سِفَارة أمريكية في القارة، مع وعود أمريكية للخرطوم بأن تشهد نهضة اقتصادية ضخمة تضمن للسودان أن يكون دولة مؤثرة عوضا عن إثيوبيا، وهذا الأمر حدثت فيه تفاهمات كبيرة إبان تولي إبراهيم غندور منصب وزير الخارجية.
ويبدو أن تلك المعادلة هي ما تبرر إصرار المبعوثين الأمريكيين السابقين دونالد بوث وبريستون ليمان وقبلهما سكوت غرايشون وتصريحاتهم لدى مغادرتهم الخُرْطُوم وانتهاء حِقْبَة عملهم قبل الثورة السودانية، بأن الإدارة الأمريكية لا تدعم تغيير النظام السوداني بالقوة.
تحذيرات ومخاوف
المخاوف الدولية والإقليمية فضلا عن المحلية لم تكن سرابًا حيال إمكانية استيراد المجموعات الإرهابية وبروزها في السودان مستغلة حالة الحرب التي يوظف فيها وعبرها الإسلاميون كل أدواتهم للعودة للسلطة بما في ذلك علاقاتهم بالتنظيمات الإرهابية التي احتضنها إسلاميو الخُرْطُوم سابقا..
أبرز المخاوف والتحذيرات جاءت في أغسطس الماضي على لسان مسؤول برنامَج القطاع الأمني في الهيئة الحكومية للتنمية (الإيقاد) أبيبي ملونيه، الذي حذر من استغلال الجماعات الإرهابية الفراغ في السودان للتمدّد وتابع: «الجماعات الإرهابية في سوريَا تبحث عن فراغ لاستغلاله بعد هزيمتها. هذا الفراغ متوفر الآن في منطقة شرق أفريقيا». وأوضح أنه “على سبيل المثال هناك خطر في السودان. إذا لم يتم التوصل لحل للمشكلة في السودان، فمن المعتقد أن الجماعات الإرهابية سوف تستغل هذا الفراغ”.
وفي العام 2019 حذرت وزارة الخارجية الأميركية من وصول تنظيم الدولة الإسلامية إلى السودان بعدما تقلصت كثيرًا مناطق سيطرته في سوريَا والعراق. وقالت الوزارة الأميركية في تقريرها عن الإرهاب العام 2019 “على الرغْم غياب الهجمات الواسعة في السودان، يبدو أن تنظيم الدولة الإسلامية لديه شبكة نشطة من المسهلين في السودان”. وأضافت أن مسؤولين أقروا بوجود متطرفين مرتبطين بتنظيم الدولة الإسلامية”داعش”في البلاد التي تحدها مصر شمالًا حيث ينشط تنظيم الدولة الإسلامية في شبه جزيرة سيناء.
بيد أن سيد أحمد يرى أن حِقْبَة الإنقاذ الأولى وفرت حاضنة للجماعات من الخارج وجندت الآلاف من السودانيين وما تزال بقاياها موجودة، مشيرًا إلى أن اغلبها تقاتل مع داعش في سوريَا بصفة قيادات، وأضاف: هذه العناصر يمكن لها أن تعود أو عادت إلى السودان لتواصل ذات عملها هنا مستغلة حالة اللا دولة، قاطعا بأن الجماعات الإسلامية الإرهابية يمكنها الوجود والعمل في السودان ولكن ليس بناءًا على توجيهات أو طلب من مجموعة علي كرتي بل لوجود خلايا نائمة لها وحالة اللا دولة، وتابع: فكل الشروط الموضوعية متوفرة لها في السودان مع وجود خطوط اتصال وإمداد من الصومال حتى مالي.