اسقطت الطائرات الحربية الاسرائيلية تحذيرات باخلاء رفح فصرخ طفل فلسطيني والدموع تفر من عينيه الى اين نذهب نحن لسنا ارقاما بقلم مروان سلطان.
بقلم مروان سلطان -فلسطين

اسقطت الطائرات الحربية الاسرائيلية
تحذيرات باخلاء رفح فصرخ طفل فلسطيني والدموع تفر من عينيه الى اين نذهب نحن لسنا ارقاما
بقلم مروان سلطان -فلسطين
7.5.2024
ليلة امس شرعت طائرات الاحتلال الاسرائيلي بدك المنطقة الشرقية لرفح، وتحركت الدبابات لتحتل الجانب الفلسطيني لمعبر رفح وتسيطر على منطقة العبور الوحيدة في قطاع غزة التي هي متنفس قطاع غزة الى العالم ومن خلاله يتم ادخال المساعدات الانسانية اليها. وقبيل الشروع بالاعمال العسكرية اسقطت الطائرات الاسرائيلية على منطقة رفح تحذيرا يدعو فيه النازحين باخلاء رفح باتجاه منطقة المواصي التي اعدت لاستقبال النازحين من منطقة رفح حال بدء العمليات العسكرية على المدينة اخر المدن في قطاع غزة التي يعتزم الجيش الاسرائيلي ان يدخلها .
على اثر التحذيرات الاسرائيلية نقلت الفضائيات المختلفة ردود الفعل للمواطنين النازيحين، وجميع تلك الردود تعبر عن الالم العميق الذي يراود المواطنين الفلسطينين لاسباب سببتها الحرب من الفقد والاسر واليتم والحرمان والفقر والجوع والمرض. اظهرت المقابلات عبر الاعلام كيف يعاني الناس رغم صبرهم العميق ودموعهم تنهمر الما وحزنا وحال لسانهم يقول الى اين نحن ذاهبون؟ كم مرة علينا ان ننزح ، وماذا يخبئ لنا المستقبل؟ غير ان اكثر ما لفت انتباهي حديث طفل الى احد هذه الفضائيات والدموع تنهمر من عينيه كانها لؤلؤة تفر من صدفتها ، ويغطي بعض وجهه غبار الحرب ويقول بملئ فيه نحن لسنا ارقاما.
وتحدث ببعض الكلمات الاخرى التي تعبر عن الخوف والغضب ، والاستهجان، فشعرت للوهلة الاولى انني امام مارد من نار . انهم اطفال غزة كم من المرات لاقوا الموت بصدورهم العارية، وكم من المارات افرغت فوهات المدافع حممها باتجاه صدورهم، وكم من المرات القت الطائرات حممها على رؤوسهم وهم نيام وهم يلعبون وهم يتسوقون وهم يريدون ان يحصلوا على حصى من طعام لهم ولعوائلهم. كم من الاطفال ارتقوا ش^داء ولا ذنب لهم الا انهم اطفال فلسطين.
متى ستكون اخر الطلقات التي توقف القتل والتدمير والحقد للحاقدين؟ متى سيلاقي اطفالنا الحماية ، وسيتوقف لديهم الخوف من الموت الذي يطاردهم في كل زوايا المكان؟
لعل الحقد الذي خطته حكومة اليمين الاسرائيلي بزعامة بنيامين نتنياهو ، تجد من يلجمها وتنتهي هذا الكابوس الذي القى بظلاله على النساء والاطفال والامنين. بت اليوم على يقين ان هذه الحكومة التي اصبحت تشكل “مكرهة دولية” في كل عيون العالم حتى في اكثر الداعمين لدولة اسرائيل ما عادوا يطيقونها ويتمنون زوالها ، ويرون مكانها في المعتقلات الدولية بتهم اقلها جرائم الحرب ووصف اعمالهم في غزة بالنازية. “ورفض زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، الديمقراطي شومر، طلب نتنياهو التحدث الى الحزب الديمقراطي الامريكي قائلا إن “قضية إسرائيل يجب أن تكون قضية مشتركة بين الحزبين، ولا ينبغي جعلها قضية حزب واحد”.” ودعا شومر، إسرائيل إلى إجراء انتخابات جديدة، واعتبر أنّ نتنياهو “ضلّ الطريق”، وبات يشكل “عقبة أمام السلام” في المنطقة، وسط أزمة إنسانية متزايدة في غزة”. ودعا تشومر الى انتخابات مبكرة في اسرائيل لاعادة انتخاب ممثلين جدد في اسرائيل.
كاثرين راسل مديرة اليونسيف تقول ان رفح مدينة اطفال ، ولا يوجد مكان في غزة يلذون اليه في غزة ، وفي حال بدء العمليات العسكرية فلن يتعرض الأطفال لخطر العنف فحسب، بل أيضاً للفوضى والذعر — وهم منهكون جسدياً وعقلياً بالأصل”.
اذا كان عدد الذين ارتقوا في قطاع غزة اليوم ش^داء بلغ حوالي خمسون الفا فان %30 هم من الاطفال. عدا عن الجرحى ، واصحاب الاعاقات الذين مع انتهاء الحرب سيشعرون بالام فقدناهم لاعضائهم.
انتهت النازية والفاشية من الارض، واذا كان اليهود احد ضحاياها في الحرب العالمية الثانية، فان غزة اهلها واطفالها هم احد ضحايا المحرقة الحديثة في القرن الحادي والعشرين ، ومن المؤكد ان النازية الحديثة اخذة بالزوال ، ولن يرحم التاريخ مرتكبي الجرائم وحروب الابادة ، وان الله ذكر في كتابه العزيز سيرة اصحاب الاخدود في قوله تعالى {قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودالنَّارِ ذاتِ الْوَقُودِ) لتبقى القصة خالدة الى يوم الدين، وهذه غزة واطفالها الخالدون.