مقالات

العرب من والى اين بقلم إسماعيل السامرائي

بقلم إسماعيل السامرائي

العرب من والى اين
بقلم إسماعيل السامرائي
من المناسب اليوم ان تجري تسمية العرب البائدة بالسابقة وان يستبدل ذلك المدلول القاسي والاكتفاء بالاسبقية التاريخية من باب الاحقية والامانة التأريخية وحسب بصرف النظر عن الخوض عميقا بخلفية ذلك الامر والسجال الازلي ..مجددا وجدت نفسي في رجعة لموضوع الزميل الدليمي ولي ملاحظتين خاطفتين سادلي بهما على عجالة الاولى تتعلق باشارته لنفي اجندة الابادة او التشكيك بحدوثها..رغم انه امر خلافي عريض وعميق وحساس لما ورد بمجمل القرآن الكريم عن بعض فقراته وما اثير على مر الحقب حول وضع العرب الاولى وعن هيئتهم وخلقتهم الجسمانية ووالخ وصولا الى السعي لملاحقتهم وتصفيتهم كعرق!!كأن يقال مثالا ان اخرهم امرأة قتلت بالمنامة وذاك يقل اخرهم قتل بموضع اخر ونحو ذلك الا اني ساقل ان احتمالية انتشارهم واردة ومقبولة ومسندة وقد اشرت الى ذلك بكتابي عن العرب كأمة (اتحاد ولايات العرب) عن منطلق ظاهرة انتشارهم او نشرهم على وجه التحديد الذي تحصل وجرى ببلادنا العراق والذي تجلى بحملات اشهرها كانت الحملة الاشورية التي امر بها الملك الشجاع تجلا تبلا سر بمسعى استقدام العنصر العربي الكريم ونشره مابين نينوى والبحرين على طول خارطة ارض السواد لتحسين نمطية شعوبها على يد ذلك الملك الهمام (الذي حكم المنطقة باسرها واخضع العروش من كنعان حتى السودان واسقط اورشليم واسر اليهود وملكهم يوشع وسار لاخضاع مصر فراعنة الشمال واخضعها ووصل بجيوشه حتى مشارف السودان سعيا وراء فرعونها الذي فر والتجأ لدى فراعنة الجنوب وذلك راسخ في خلد التأريخ ) وهذا يفسر الحيرة بشان سلوكية المجتمع العراقي وتباينها ببعض المواقف التي تتجلى بتواجد ميلا عروبيا طاغيا لايجارى من الشمال الى الجنوب حتى بمناطق غير العرب ضد توجات اخرى مناوئة بصراع ازلي ومن هنا ياتي الميل لفئوية راسخة متأصلة جسدت صراعا كامنا يغفل عنه المؤرخون وعن واقع العراق كشعب وهل يستحق تلك السمة وذلك التوصيف العمومي الذي يتطلب تراصا وتناغما موحدا بحيث يراعى تقديم الولاء الوطني على اية ولاء فئوي !!
الامر الثاني متعلق بموضوع اللغة فلغة العرب المعروفة السائدة اليوم هي مختلفة عن سابقتها الام وهو امر غريب كنت قد اشرت اليه بعدة مواضع يتجلى بالفارق الكبير بين اللغة الام وما بعدها اي الحالية وهذا امر تناقش به سابقونا بخاصة على ايام الحكم العباسي وكانت تجري مباحثات ومسامرات اصلها التنافس في اظهار اصالة العرب عند القبائل العربية المنغلقة على نفسها وتدعي انها اصل العرب ولازالت الى اليوم تحافظ على ذلك المسار تقريبا كتلك التي كانت تتواجد باليمن وحضرموت عن العرب الاخرى لما نسميها دارجا بالعاربة كمساجلات الطرماح الحضرمي بحضرة ابى العباس وغيرها وواحدة من ابرز فقرات تلك المساجلات كان الفارق اللغوي بين لغتي الفريقين او الجيلين كان كبيرا بحيث لايفهم المعنى ولا حتى المفردات والتسميات واقعا فمثالا الذئب الحيوان عندنا يكن عندهم النكع والذؤب هو ذقن والناب السن ضيسن والخ ولايحسمها الا ان اللغة الحالية اتى بها القرآن الكرين فيسقط بايدي اولئك لكن وبحال بحثنا في الامر وتبصرنا به جيدا سنجد ان لاداع للاختلاف بشانه فالعمود الفقري والقاسم المشترك كبنية بينهما هو الاحرف المشتركة الواحدة التي تميز اللغتين فهي نفسها والذي تغير فقط هو هيئة التراكيب اللغوية بتقادم المراحل على مر الزمن والاختلاط بالاقوام الاخرى التي انتجت اللغة الحالية والتي ابدع من استفاض في خلفيتها الاستاذ العراقي في بريطانيا نبيل الجنابي الذي اثبت بدراسة طبعت ككتاب موجود بالاسواق عن ان اللغة العربية هي ام اللغات وربط بينها وبين الانجليزية وغيرها واثبت ذلك لفظيا بغالب المفردات.
الموضوع اللاحق من صفحة الاستاذ الدليمي
‏‏‎العرب القدماء…
(العرب البائدة)
الجزء الثالث
ياسين جبار الدليمي
شاع عند بعض المؤرخين والنسابين مصطلح تقسيم العرب الى
(عرب بائدة – وعرب عاربة – عرب مستعربة )
وهذا التقسيم برأي المتواضع مجافي للحقيقة التاريخية ولاسس واستشراطات تكوين الامم
بل ومنافيا لاصول عالم الاجناس والانسان ومرد ذلك هو: الالتباس في تمايز اللهجات التي قامت عند القبائل العربية وقلة ما وردنا من وثائق ونقوش وكتابات تؤرخ النشوء الاول
وما تبعه لحال العرب الاقدمين
دونما اغفال تأثر البعض من المؤرخين بكتابات التوراة وانجرار ما سردته بقصد او دون قصد على هذا التقسيم المسوق لنا
مع العلم ان التوراة بالمقياس التاريخي قد جاءت متاخرة عن نشوء العرب
وان الجزيرة العربية قائمة وسكانها العرب القدماء قبل الديانة اليهودية بالاف السنيين .
ان التوراة جاءت متاخرة بالقياس تاريخياً ولم تكن معايشة لحال العرب القدماء
ان الاخذ بما جاءت به التوراة والاخبارين المتاخرين قد جاء بلبس تأريخي في وصف حال العرب الاقدمين
فلا يمكن الاحاطة باصولهم باستمرارية الحاضر على الماضي السحيق وهذا مبتعدا عن ملامسة للحقائق التاريخية
وبهذا درج النسابة والتاريخين على تقسيم العرب الى ثلاث طبقات
الاولى / العرب البائدة –
ومن قال انهم قد انقطعوا نسلاً ولم يعقبوا احدا
مع العلم:
ان عرب جنوب الجزيرة العربية هم من شادوا الحضارات الاولى في المدن
فقامت في المدن الحضارات واقمت الدولة بتوحد المدن
اما سكان البادية فهم الغالبية وان كانت الكوارث الطبيعية التي حلت بهذه المدن او الغضب الرباني على بعض سكانها لطغيانهم.
وعدم تصديق المرسلين قد حل بها غضب الله تعالى هلاكاً لهم
ومنطقياً فهل المرسلين لم يجدوا من يؤمن بهم من ابناء سكان هذه المدن التي حل بها الهلاك والذي حدث في فترات زمنية متباعدة..؟؟؟
فالمرسلين والذين امنوا بهم قد نجوا من العذاب والهلاك وانهم قد ارتحلوا عن مدنهم وقومهم قبل حلول العذاب المهلك لقومهم
والسؤال يطرح نفسه اين هم الناجون مع الرسل من العذاب والهلاك ؟؟
واين حلوا واين هم سكان البادية ؟
واين منازلهم وصلة انسابهم ؟
وارى بتواضع انهم رحلوا من هذه الديار واستوطنوا في اماكن اخرى في وسط الجزيرة العربية واطرافها
ولا ابعد عن الحقيقة قولا :
ان العرب لم يهلكوا جميعاً
وانهم قد هاجروا الى اماكن اخرى بدلائل كبيرة نوردها وعلى عجالة
1- لم تعرف الجزيرة العربية باستقرار كاملاً للقبائل العربية في المدن
فهناك من استقر في المدن ادارة وتجارة وسكناً
وهؤلاء ليس كل العرب بل هناك سكان البادية وهم الغالبية
2- شهدت الجزيرة العربية هجرات متعددة ومتعاقبة بين القبائل العربية التي سكنت شمالها وجنوبها ووسطها تبادلاً استيطانياً
فتجد من قبائل الجنوب قد سكنت الحجاز واشهرها قبيلة جرهم الجنوبية – وقبيلة مضر الشمالية في الجنوب
3- قامت إمارات لقبائل عربية من الجنوب في وسط الجزيرة العربية .
4- شهدت اطراف الجزيرة العربية هجرات عربية متعددة ومتباعدة تاريخياً
حيث شهدت بلاد الرافدين توافد القبائل العربية واقامت دويلات المدن في جنوب العراق ووسطه وشماله
وشهدت بلاد الشام ذلك ولتقوم حضارات متعددة في الصحراء (تدمر)
ولم يقتصر ذلك على الصحراء
فالقبائل العربية قد امتد سكنها واستيطانها على سواحل البحر المتوسط
فحضارة اوكاريت وركوبهم البحر على امتداد السواحل الى بلاد المغرب العربي
وحضارة السلطان العربي على البحر المتوسط من خلال الفينقين ومدنهم الساحلية المتعددة بل وعبورهم للساحل الاوربي
وقصة الامير العربي (فيليب العربي) اميراً على روما لشاهد على ذلك
ومن بلاد الشام وفلسطين وصلت القبائل العربية براً الى بلاد النيل
وعرف العرب عندهم (عبر الاغريق والرومان)
باهل البادية
واهل الماء
واهل المشرق
واهل الشمس لكون قدومهم من مشرق الشمس وهي ارض الجزيرة العربية .
5- وصول القبائل العربية الى القرن الافريقي والاستيطان في الهضبة الحبشية التي اخذت اسمها من قبيلة حبشات العربية والتي أقامت مملكة اكسوم
واخذت الحبشة تسميتها من اسم هذه القبيلة العربية .
فاي هلاك واندراس للعرب القدماء ؟؟
ان قلة مادون عن العرب القدماء وقد يكون ضياعه او اسباب اخرى اعاقت الوصول اليه هو ما قاد بعض المؤرخين وعلماء الانساب للوقوع خطأ في اطلاق هذه التسمية ….
وارى بتواضع قولاً :
ان يطلق على العرب الاقدمين بالعرب القدماء بدلاً ( من العرب البائدة)
ومرجع هذا يعود الى فهمي من المدرسة التحليلية التاريخية التي اشتهر بها اهل العراق وبتواضع ادعي انتمائي لها
د.ياسين جبار الدليمي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب