الهوية الوطنية وحق العودة وأولوية الصراع مع إسرائيل من الثوابت الفلسطينية
الهوية الوطنية وحق العودة وأولوية الصراع مع إسرائيل من الثوابت الفلسطينية
بقلم رئيس التحرير
“إن نكبة فلسطين بدأت في العام 1948 ولم تنته، وإحياء ذكرى النكبة لم يتوقف حتى تحرير فلسطين ونيل الشعب الفلسطيني لكافة حقوقه الوطنية والتاريخية وهي مستمرة حتى الآن. وتحل هذا العام ذكرى النكبة في ظل حرب وحشية قل نظيرها في التاريخ الحديث وتتسم بحرب الإبادة ومحاولات التهجير ألقسري وقد مرّ عليها أكثر من 7 أشهر، جاهر قادة الكيان الصهيوني منذ بدايتها، بارتكاب نكبة ثانية، حظيت بإجماع صهيوني، إن كان من الائتلاف الحاكم، أو المعارضة الصهيونية، التي تدعم بقوة، الحرب واضطهاد الفلسطينيين في كافة أماكن تواجدهم .
العالم مطالب اليوم بالعمل الجاد والحقيقي على وقف الحرب على الشعب الفلسطيني ووضع حد لمعاناة الفلسطينيين من خلال الحصار والتجويع وفي غزة خصوصا، حيث يتعرض أهل غزه لحرب الإبادة الجماعية الرهيبة والتهجير والتجويع وهدم البيوت السكنية والجامعات والمؤسسات الصحية والتعليمية، وارتكاب الفظائع والتعذيب الذي تجاوز الخيال بحق الأسرى الفلسطينيين، واستهداف الصحفيين والعاملين في الأجهزة الصحية”.
لقد كشفت حرب الإبادة التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني في غزه والضفة الغربية والقدس ومناطق 48 ، حقيقة هذا الكيان المتوحش والمتعطش للدم الفلسطيني المستباح وكشفت حجم الدعم الأميركي الإمبريالي لنهج الاحتلال والحرب والدمار الإسرائيلي؛ والدعم الأميركي لهذه الحرب يجعلها شريكة فعالة فيها، وما الأصوات الصادرة في الأيام الأخيرة من واشنطن، بشأن اجتياح رفح، ما هي إلا للاستهلاك الإعلامي، والعلاقات العامة، خاصة أمام اتساع رقعة التضامن الشعبي العالمي مع الشعب الفلسطيني وتبرز بشكل خاص في الأسابيع الأخيرة، المظاهرات التي عمت عشرات الجامعات الأميركية، وأيضا الأوروبية، عدا المظاهرات الميدانية التي تعم العالم، التي يتم قمعها بوحشية وشراسة، خاصة في أميركا ودول أوروبية. كما تأكد من جديد، حجم التواطؤ الدولي مع الاحتلال الإسرائيلي، وسعيه، واهما، للقضاء على الشعب الفلسطيني وقضيته؛ لكن هيهات دون تحقيق ذلك ، فالشعب الفلسطيني المتمرس في مواجهة المآسي، هو المنتصر حتما، مهما اجتمعت المآسي والكوارث عليه، فهكذا علم التاريخ: إن المستقبل هو للشعوب، وكل طغيان زائل، مهما اشتد واستشرس”.
أن الفلسطينيون أكثر تصميما على نيل حقوقهم وهم مصممون على ذلك ، وما زالت القضية الفلسطينية تتبوأ مركز الصدارة والاهتمام كافة المنابر والمؤسسات العربية والإقليمية والأممية. وأيا كانت المؤامرات التي تستهدف القضية الفلسطينية تبقى الهوية الوطنية وحق العودة احد أهم الثوابت الوطنية الفلسطينية .
رغم الفيتو الأمريكي ضد قرار منح فلسطين عضويه كأمله في الأمم المتحدة ، إلا أن اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً ينصّ على أنّ فلسطين مؤهلة لعضوية الأمم المتحدة، ويوصي مجلس الأمن الدولي بإعادة النظر في هذا الأمر بصفة إيجابية؛ أي على نقيض مشروع سابق في المجلس تقدمت به الجزائر، وصوتت لصالحه 12 دولة، وامتنعت بريطانيا وسويسرا عن التصويت، وأفشلته الولايات المتحدة عن طريق استخدام حقّ النقض (الفيتو) الشهير. قرار الجمعية العامة حظي بأغلبية ساحقة بلغت 143 صوتاً، مقابل معارضة 9 دول، وامتناع 25 عن التصويت مما عد عزلة متزايدة لإسرائيل دوليا وواشنطن تشوه سمعتها
ورغم أنّ القرار، على أهميته الرمزية العالية، ليست له «أسنان» تنفيذية في نهاية المطاف، ما دام الـ»فيتو» الأمريكي سيفا مسلطا على رؤوس أعضاء مجلس الأمن الدولي؛ فإنّ بعض التمعن في أصوات المعارضة والامتناع يمكن أن تمنح المرء فرصة إضافية لتأكيد ما هو مسلّم به، بصدد توازنات القوى داخل هيئات الأمم المتحدة المختلفة، وطبائع التصويت على مشاريع القرارات عموماً.
أن معركة طوفان الأقصى أحدثت تغير جيوسياسي في المنطقة برمتها وباتت المرحلة تتطلب مراجعه للذات وتقييم للأداء لتخطي كل المعيقات وتوحيد الصف الفلسطيني والعربي والإسلامي لمواجهة حرب الإبادة الجماعية وتداعياتها وتشن من قبل إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني
هناك مؤامرة تستهدف شعبنا الفلسطيني وتسعى لتكريس الانقسام والخلاف الفلسطيني والصراع الداخلي الفلسطيني بهدف استهداف نفسية الشعب الفلسطيني وقتل الروح الوطنية والانقضاض على مشروعنا الوطني التحرري وان الانقسام والتشرذم أمر مدمر ويؤدي بنا للضياع ويزيد في متاعب الشعب الفلسطيني
علينا بعد اليوم أن نتحرر من عقدة الانقسام وعقدة تقديس الأشخاص و أن نقدس الوطن ونتحرر من عقدة الأنا التي أصبحت مسيطرة على العقول والجيوب وأن فلسطين هي الأغلى ولم يعد مكان لتجار الوطن المقايضين على مصالح الوطن ضمن مقايضة الحقوق بالمصالح الشخصية للبعض ، وأن الشعب الفلسطيني بغالبيته ما زال متمسك بالعناوين الفلسطينية الهوية وحق العودة وتحرير فلسطين وما زلنا نؤمن أن فلسطين ستنتصر مهما طال الزمن أو قصر وان التاريخ سيطوي صفحات ويفتح صفحات للمستقبل