رسالة قد تصل
شعر: علي البتّيري
كنّا السلاطين ما بعنا لهم ديكا
والآن بعنا فأصبحنا مماليكا
عدنا من السوقِ لا ديكٌ ولا ثمنٌ
لنرتجي نظرةً من عطف أمريكا
هل تُرتجى رأفةٌ ممّن يساومنا
ممَّن يزيد ُ مع المحتلِّ تشبيكا ؟
ما للجراح على سيف الغزاةِ غفت
مذ زادنا النومُ تخديراً وتفكيكا ؟
يا ويح من أسلموا للروم مقودهم
ومن لكسرى انبروا يبدون تبريكا
يا ويح من أصبح التطبيع غايتهم
لجسرِهِ اليومَ قد شادوا مداميكا
وقد أداروا لنا ظهراً وأقفيةً
وأمعنوا في صمود الشعبِ تشكيكا
يا من خذلتم لنا وعداً بنخوتِكم
كأننا عندكم من أهلِ بلجيكا
يا من فجعتُم لنا لحناً وأغنيةً
لما عزفتُم ” لإسرائيلَ” “مزّيكا”
لستُم من العدلِ في شيءٍ وإنَّ بكم
للظلم دعمٌ وخيطُ الظلم قد حيكا
يا من جهلتُم لنا جرحاً وتضحيةً
إنكاركُم حقَّنا قد باتَ ” أنتيكا”
على يديكم تناءى فجرُ عودتِنا
وعزمُكُم بيعَ للأعداءِ تمليكا
لا تحسبوا أننا أتباعُ رقدتِكم
ويا مُطبِّعُ لسنا من مواليكا
***************
بيتُ العروبةِ صُنّا نحنُ مدخلَهُ
وغيرُنا حولَهُ باعَ الشبابيكا
لا تحسبوا قفلَهُ قد بات في يدكم
لن تستطيعوا لقفل البابِ تحريكا
حرّاسُهُ نحنُ في صحوٍ وفي حلمٍ
نقولُ للّيلِ : قد خابت مساعيكا
إن هدَّدَ المدُّ في الظلماءِ مركبَنا
نقول : يامدُّ لن نخشى أعاليكا
