دراساتمقالات

الحدود الآمنة ( لدولة إسرائيل) بقلم علي رهيف الربيعي

بقلم علي رهيف الربيعي

الحدود الآمنة ( لدولة إسرائيل)
بقلم علي رهيف الربيعي -العراق-
لم يكن ” للحدود الآمنة” في المفهوم الإسرائيلي اي مدلول سياسي قبل انتصارها في حرب عام ١٩٦٧ . ف ( إسرائيل) دولة ” بلا حدود، تقف حدودها مؤقتا عند آخر موقع عسكري تحتله بانتظار ان تتقدم إلى موقع جديد. نجدها بشكل خاص عند أولئك الذين صنعوا حاضر إسرائيل مثل :
” ييغال آلون” الذي قال :” إن الحدود الحقيقية لدولة ( إسرائيل) تتحرك وتتكون مع حركة وموقع حارث الأرض والعامل اليهودي” (١).
و ” موشي ديان الذي قال في حديث له بتاريخ ٢٧ كانون الأول ١٩٦٨ :” إن حدود ١٩٤٨ التي تعكس فقط نتائج الحرب ليست أمرا مقدسا. إن المستعمرات المدنية والزراعة والصناعية والقواعد العسكرية سترسم” خريطة جديدة، وزاد قائلا : ” إذا وقع السيف من يدنا فسوف نموت” ( ٢).
و” بن غوريون” الذي قال : ” إن تحقيق أمننا لا يكون إلا طريق انتصاراتنا العسكرية ” (٣).
و” غولدا مائير ” التي قالت في خطاب القته بتاريخ ٢٥ /٩ /١٩٧١ في مستعمرة” ميروم هاغولان ” :” إن الحدود الصحيحة هي الأماكن التي يقطن فيها اليهود، لا الخطوط المرسومة على الخرائط ” (٤).
نشأت نظرية ” الحدود الآمنة ” إذن من حرص إسرائيل على إيجاد مسوغ تبرر بواسطته الاحتفاظ بالأراضي العربية التي احتلتها إبان حرب ١٩٦٧، وهي سيناء والضفة الغربية وقطاع غزة والجولان ( وإن كانت قد تنازلت، وربما مؤقتا، عن سيناء لقاء صفقة مغرية طالما حلمت بها وسعت إليها ، وهي استبدال سيناء معاهدة صلح مع مصر أكبر الدول العربية واقواها عسكريا). وبدأ قادة إسرائيل ومنظروها يختلقون تعاريف مختلفة لهذه النظرية بغية وضعها موضع التداول العالمي، فيعرفها ” ييغال آلون” مثلا بأنها :
” الحدود الآمنة” إلى ثلاثة عوامل اساسية هي :
ا – المقتضيات الأمنية الإسرائيلية.
ب _ الروابط التاريخية للشعب الإسرائيلي ببلاده.
ج – الإمكانيات السياسية.
اي انه يعيد أسس هذه النظرية إلى الأطماع الأساسية التاريخية والدينية لليهود في فلسطين وباقي الأرض الممتدة من الفرات إلى النيل وفقا للتوراة . ويربط تنفيذ ” مقتضيات الأمن” المتعلقة تعلقا مباشرا بالروابط التاريخية للشعب اليهودي بفلسطين بالإمكانات السياسية التي تتغير وفقا للظروف والأحوال ، وهي إمكانيات لا بد أن إسرائيل تستطيع اقتناصها والاستفادة منها كلما سنحت . ولذا فهو يرفض ” الصلح” مقابل ” الأمن” أي ” الأرض “، ويقول : ” إن معاهدة صلح في حد ذاتها ليست ضمانات للأمن ، إذ معظم الحروب التي نشبت على مر العصور وقعت بين شعوب كانت تسود بينها أوضاع سلمية” (٥)
الحواشي
(١) الموسوعة الفلسطينية، القسم الثاني ص٤٩٩.
(2) نفس المصدر.
(٣) نفس المصدر
(٤)نفس المصدر ص٥٠٠.
(٥) نفس المصدر ص٥٠٠.
2024 حزيران 05

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب