مقالات

 الرئيس بايدن في اطار الصفقة مع نتنياهو يسقط خيار الدولة الفلسطينية وحماس لن توافق على اي صفقة دون تدخل ايران المباشر بقلم مروان سلطان- فلسطين

بقلم مروان سلطان- فلسطين

 الرئيس بايدن في اطار الصفقة مع نتنياهو يسقط خيار الدولة الفلسطينية وحماس لن توافق على اي صفقة دون تدخل ايران المباشر

بقلم مروان سلطان- فلسطين

7.6.2024

———————————

العمى السياسي الذي تبديه الولايات المتحدة باتجاه الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني ، لا يمكن ان يكون عفويا بقدر ما هو متعمدا ويعني تجاهلا للشرعية الفلسطينية لاهداف سياسية وسياسات معينة ، وله ابعاد بعيدة المدى واثاره على الاقليم ستكون ملموسة اذا لم تجابه هذه السياسات المعادية التي تهدف الى احباط المشاريع الوطنية والمصالح العليا للشعب الفلسطيني. 

خيار الدولة الفلسطينية الذي تنادي به امريكا لعقود كان وهما تسوقه للفلسطينين اولا وللعرب والمسلمين وثانيا هي تهدف الى تخدير المواقف الى اجل غير مسمى. الواضح في الصفقة التي طرحها الرئيس الامريكي افكار اسرائيلية وفق رؤية نتنياهو او تشابه وجهات النظر التى لا تخرج عن السياق الاسرائيلي . الهدف الرئيس للورقة هو تحقيق مصالح الرجلين سيد البيت الابيض  الذي يستعد للانتخابات الرئاسية في غضون عدة اشهر ويرى ان الرضى الاسرائيلي وتهدئة الشارع العربي مصلحة سياسية له للبقاء في البيت الابيض. ونتنياهو رئيس وزراء اسرائيل، مصلحته العليا هو عودة ما يسمى المخطوفين الاسرائيلين لدى حماس الى بيوتهم وعوائلهم ، يرى في ذلك نصرا له وتحقيقا لاهداف الحرب المعلنة على غزة. والحقيقة ان نتنياهو يفضل حلا مع سيد البيت  الابيض الجديد ان كان ذلك من الممكن ان يحدث بمعنى ان الحلول باعتقادي لن تكون قبل تتويج الرئيس الامريكي الجديد اي كان مع ان نتنياهو يفضل الرئيس ترامب باعتباره صديقه الشخصي منذ زمن بعيد.

هذه الصفقة التي تتكون من ثلاث مراحل تنتهي باعمار قطاع غزة  غيبت شمولية الحل الفلسطيني، وتحدثت عن غزة وغيبت بوضوح  المشهد الفلسطيني مصير قطاع غزة  بانها جزء لا يتجزء من الاراضي الفلسطينية على حدود 1967 ودور “م ت ف ” في الحلول الشمولية للقضية الفلسطينية  ورغبة الفلسطينين الجامحة لانهاء الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية عليها. 

لا شك انها تعتبر سابقة خطيرة في اسقاط الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني م ت ف عن مفاوضات الصفقة التي من الممكن ان تفضي لحلول هي ستشكل خروجا عن رؤية القيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني لواقع قطاع غزة في المستقبل القادم.  الحل المطروح هو استمرار لاحتلال غزة واخراج حركة حماس من المنظومة السياسية في قطاع غزة. وهذا لن يفضي الى حل للنزاع بل سيفضي الى تاجيج الصراع وعودة القضية الفلسطينية الى المربع الاول. 

حركة حماس وهي اللاعب الحاضر في قطاع غزة ، وهي تدرك تماما ان الحركة اليوم  اصبحت امام مازق سياسي كبير لان العالم يعتبر هجوم السابع من اكتوبر 2023 ، هو عدوان على اسرائيل وسمح لاسرائيل بالدفاع عن نفسها من خلال هجومها عل قطاع غزة والتي استباحت فيه قطاع غزة وامعنت في القتل والدمار الى درجة ارتكاب جرائم حرب تسببت في مقتل عشرات الالاف من المدنيين الفلسطينين وتدمير مؤسسات المجتمع المدني واخرجتها عن الخدمة. دخول اذرع ايران في الصراع وفتح جبهة الشمال ، واطلاق الصواريخ الباليستية على اسرائيل وضع المنطقة في حسابات جديدة سمحت بادخال ايران في الصراع القائم في فلسطين ، وهذا ما سمعناه من خلال تصريحات المسؤوليين الايرانيين وعلى راسهم المرشد اية الله خامنئي. وهذا يؤكد ان ايران دخلت لعبة الصراع من اوسع ابوابه وستضع لمسات انهاء اللعبة وفق مصالح ايران . وبناء عليه فان اي صفقة ستحمل بصمات ايران لانهاء هذه الحرب وفق الرؤيا الاقليمية.

للاسف ان غياب م ت ف ، وعدم الاخذ برؤيتها هو التفاف على القضية الفلسطينية، كما ان الحلول القادمة في غزة ، ولبنان ستحمل بصمات ايران التي ستخدم مصالحها، لكن هذا يعني اننا امام تعقيدات تزيد من معاناة قطاع غزة وكانت القضية الفلسطينية في غنى عنها، كل ذلك بسبب تعنت تجاهل الولايات المتحدة الامريكية 🇺🇸، وحكومة اسرائيل بقيادة اليمين الاسرائيلي ورئيسها نتنياهو والقفز عن  القضية  الفلسطينية .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب