دراساتمقالات

موقف الاتحاد السوفيتي من المسألة اليهودية ( 3 – 3 ) قراءة وتلخيص : علي رهيف الربيعي

قراءة وتلخيص : علي رهيف الربيعي

موقف الاتحاد السوفيتي من المسألة اليهودية ( 3 – 3 )
قراءة وتلخيص : علي رهيف الربيعي 
وقد ظهر هذا الاهتمام العملي بفلسطين، بوصفها عنصرا يوظف في خدمة المصالح ، في صورة تحول كامل على المستوى العقائدي وعلى مستوى الخطاب السياسي . ويلاحظ انه ، في اعقاب الحرب العالمية الثانية ، بدأ تأيد الاتحاد السوفيتي لفكرة الدولة اليهودية في فلسطين يتخذ صورا واضحة. ففي فبراير عام ١٩٤٥ ، عقد مؤتمر نقابات العمال العالمي في لندن وصوت الوفد السوفيتي إلى جانب قرار يؤيد إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين . ونص القرار أيضا على ضرورة إيجاد علاج اساسي عن طريق عمل دولي لإصلاح الخطأ الذي وقع على الشعب اليهودي ، وان تكون حماية اليهود من الاضطهاد والتمييز في اي بلد من بلدان العالم من واجب السلطات الدولية الجديدة. وان يعطى اليهود الفرصة في الاستمرار لبناء فلسطين كوطن قومي عن طريق الهجرة والاستيطان الزراعي والإنماء الصناعي ، على أن يكون ذلك مقرونا بتأمين المصالح الشرعية لكل السكان في فلسطين، وتأمين المساواة في الحقوق والفرص كذلك. وهذا جزء لا يتجزأ من الخطاب السياسي الغربي العلماني النفعي الذي لا تثقله ايه مثاليات أو مطلقات.
كما اتفق ستالين مع كل من روزفلت وتشرشل في مؤتمر يالطا في فبراير عام ١٩٤٥ على ضرورة إنشاء وطن قومي يهودي في فلسطين، وعلى وجوب إزالة كل معوقات الهجرة اليهودية إلى فلسطين فورا مقابل السماح للسوفيت بإقامة مناطق نفوذ في أوربا الشرقية. وبادر الاتحاد السوفيتي في يوليو من العام نفسه إلى الاعتراف بالوكالة اليهودية وسمح بفتح مكتب لها في موسكو . ثم قام جروميكو بتايد قرار التقسيم حتى يتم التعايش بين الشعبين العربي واليهودي في ابريل ١٩٤٧ . وتحدث جروميكو في ١٣ أكتوبر ١٩٤٧ من العام نفسه عن أرتباط الشعب اليهودي ( التاريخي) بفلسطين . وأشار إلى الظروف التي وجد الشعب اليهودي نفسه فيها نتيجة الحرب. وهنا لا نجد مجرد منطق ذرائعي ، وإنما نجد كل مكونات الخطاب الغربي العنصري تجاه اليهود باعتبارهم شعبا ومادة استيطانية متحركة لها أرتباط أزلي بفلسطين، الأمر الذي يعطيها حقوقا ازلية في هذه الأرض، خصوصا وان ما يعانيه اليهود في الغرب لابد من تعويضهم عنه في المشرق، وهذا هو منطق الإمبريالية . كما يمكن استخدام هذا الوضع لخدمة الحضارة الغربية متمثلة هذه المرة في الاتحاد السوفيتي .
ولم تكن علاقة الاتحاد السوفيتي بالصهيونية على مستوى العقيدة النظرية أو على مستوى الاعتراف القانوني وحسب، وإنما امتدت لتشمل الدعم البشري والعسكري، إذ سهل السوفيت عملية الهجرة للعديد من يهود بولندا إلى مناطق احتلال الحلفاء في النمسا وألمانيا مدركين ان هؤلاء المهاجرين سيتوجهون في النهاية إلى فلسطين . كما أن تشيكوسلوفاكيا زودت المستوطنين بالأسلحة التي لعبت دورا أساسيا. ويبدو ان السوفيت في الخمسينات ، حينما اكتشفوا عدم جدوى الدولة اليهودية وعدم نفعها، قطعوا العلاقات السياسية معها ودخلوا في تحالف مع العرب . ولكن مع تغير سياسة الدولة السوفيتية باتجاه الانفتاح ، شهدت العلاقات مع إسرائيل تحسنا مرة أخرى، إلى أن فتحت بوابات الهجرة على مصاريعها أمام من يريد أن يهاجر من أعضاء الجماعات اليهودية.
المصدر :
(1) د. عبد الوهاب المسيري، موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية، المجلد الأول، الموسوعة الموجزة في جزاين، دار الشروق. الطبعة السادسة ٢٠١٠،
2024 حزيران 15

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب