مقالات

خارج “الوطن” وفي قلب “الاحتراق” بقلم محمد الطريفي -السودان –

بقلم محمد الطريفي -السودان -

خارج “الوطن” وفي قلب “الاحتراق”
بقلم محمد الطريفي -السودان –
في احدى ليالي الصيف الحار حدثني صديقي، ونحن على مقهى اعتدنا الجلوس عنده ومشاهدة المباريات، بأن طعم القهوة في هذا المقهى قد تغير واصبح مراً كالعلقم شاركنا أخر بأن حبات البُن قد احترقت ، قلت في نفسي لعله الألم الذي بداخلنا ، لعلها مرارة الظروف الصعبة ، لا بل الظروف أصبحت الغول الذي ضاعف انفاسنا حتى شارفت ان تنقطع لشدة صراعنا معها ولضعف حيلتنا وقساوتها، انستسلم ونحن “العلينا الرك” اعمدة البيوت ، بنك الضعفاء رغم تقازم دخلنا امام منصرفاتنا واهلنا؟
أثر في نفسي كل ذلك سارحاً حتى احرقني عقاب سجائري و نهضت منتفضاً معللاً ذلك قائلا “القهوة لا شيء فيها دعونا نذهب فقد سهرنا زيادة عن اللازم”
تأثير الحرب بلا شك لم يقتصر على الموجودين في ولايات التماس بل تمدد مع استطالة أمد الحرب اقتصاديا و نفسيا و معنويا على المواطن في الولايات الآمنة و المواطن المتغرب خارج السودان.
المغتربين خارج السودان تضرروا ماديا و نفسيا و معنويا بصورة كبيرة فالشباب الذين رسموا احلامهم لسنوات منهم من حقق بعض من اهدافه في ارض الوطن فأصبحت رماداً مع نيران البنادق و هدير المدافع و ازيز الطائرات ومنهم من احترقت احلامه قبل ان تلامس ارض الواقع ومنهم الكثير ولما يزيد عن عام كامل يمضي بلا اهداف سوى هم واحد ان يسلم اهله ولا يمدون يدهم الى الغير اعطوهم او منعوهم ومنهم من زهد عن نبل الاهداف المستقبلية و كرس نفسه و ماله و وقته لاخراج ذويه من مناطق الصراع الى ولاية امنة او إلى أي بلد أخر.
كثيرون اعرفهم تم الاستغناء عنه في العمل لتراجع كفاءته بسبب السهر وقلة التركيز وادمان الهاتف متابعا للاخبار ومتواصلا مع الاهل والاقران والجيران.
ان المغتربين يحملون لسنوات عبء مصاريف الاهل “اسرة او اسرتين” واليوم يتضاعف العبء وبذات المرتب الذي يتقاضاه يصرف على ما يزيد عن ٣ الى ٥ أسر “اهل / جيران / أقارب / اصدقاء” ويساهم كثيرون من مصروفهم الشخصي استجابة لنداء المتطوعين داخل السودان و دعماً للنازحييين و المطابخ و التكايا .
أن الحرب قتل و دمار و خراب و أذى نفسي و بدني، اوقفوا هذه الحرب فقد وصلت البلاد إلى مراحل متأخرة تصعب معها و بعدها العودة إلى مربعات السلم و السلام و الأمن و الامان .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب