فلسطينمقالات

أحمد بشير العيلة: الجامعات الفلسطينية تصنع المعجزات باحثٌ فلسطيني في الأكاديمية الليبية يثبت فعالية السلوك القيادي الأكاديمي الفلسطيني

أحمد بشير العيلة

أحمد بشير العيلة: الجامعات الفلسطينية تصنع المعجزات باحثٌ فلسطيني في الأكاديمية الليبية يثبت فعالية السلوك القيادي الأكاديمي الفلسطيني

أحمد بشير العيلة

حظيت جامعة الأقصى الفلسطينية ببحثٍ أكاديمي تمت مناقشته يوم الاثنين الموافق 22/7/2024 بقسم الادارة التعليمية بالاكاديمية الليبية فرع بنغازي، وهو رسالة ماجستير معنونة بـ (فاعلية السلوك القيادي لدي القيادات الأكاديمية بجامعة الاقصي الفلسطينية من وجهة نظر أعضاء هيئة التدريس) للباحث الفلسطيني محمد موسي يوسف أبوجزر وتكونت لجنة المناقشة من السادة: أ.د. عبدالرحيم محمد البدري مشرفاً. أ.د. رمضان سعد كريم ممتحناً أول، أ.د. ميكائيل إدريس الرفادي ممتحنا ثان.

جامعاتٌ ناضلت وكافحت

وقبل المناقشة وإجازة الرسالة، قال الباحث أبو جزر في كلمته الممنوحة له، وعن اختياره للموضوع؛ إن موضوعات عديدة في مجال تخصصه في القيادة الأكاديمية قد تدافعت إلى ذهنه، وقال: “لكن الله هداني أن أوجه البوصلة إلى جامعاتٍ ناضلت وكافحت وتغلبت على كل محاولات التجهيل والتهميش لشعبنا في فلسطين المحتلة -موطني- وحاولتُ أن أكون باراً ببلدي في أن أسخر علمي لحل بعض المشكلات التعليمية فيه، وكنت كالطير الذي يحمل عوداً صغيراً لإنشاء بناءٍ ضخم، وهذه هي سنة الحياة، فكل ما نعمل ما هو إلا ذرة بمقياسنا وهي بمقياس الله عظيمة في الميزان، وبالفعل، وبعد تشاورٍ مع أساتذتي وأصدقائي استطعت أن أحدد موضوع المشكلة في جزئية تخص أداء القيادة الأكاديمية في إحدى الجامعات الفلسطينية البارزة وهي جامعة الأقصى”.

من هنا رأى الباحث أن يُركز في دراسته على فاعلية السلوك القيادي فهو الذي يجب أن يُراعى عن اختيارات القيادات الجامعية فهو محرك فاعل وبنّاء في التأثير على الأنماط الإدارية.  منطلقاً من من سؤال رئيسي تمثلت صياغته في: ما مدى فاعلية سلوك القيادات الأكاديمية بجامعة الأقصى الفلسطينية من وجهة نظر أعضاء هيئة التدريس (وفق نظرية “هيرسي وبلانشارد”)؟

وقد تكوّن مجتمع الدراسة من (396) عضواً، ووفق المقاييس الإحصائية فقد تم اختيار عينة عشوائية بسيطة حجمها (192) عضواً، أرسلت لهم الاستبانات من مدينة بنغازي إلى قطاع غزة في ظروفٍ صعبة خفَّف منها الاستجابة الفاعلة الملحوظة لملء الاستبانات من قبل أعضاء هيئة التدريس في جامعة الأقصى في العام 2022، ولجمع البيانات استخدمت الدراسة أداة قياس فاعلية السلوك القيادي وهي نظرية هيرسي وبلانشارد، وهي من النظريات الحديثة المهمة في القيادة.

وقد أوصى الباحث أبو جزر بعد عرضه لنتائج دراسته، أن يتم تنويع أساليب القيادة وتشجيع القياديين الأكاديميين على اعتماد الأسلوب الأنسب والأكثر فاعلية بناءً على الظروف والإمكانيات، واحتياجات الفرق والأفراد.والعمل على تحويل المشكلات إلى فرص.

  • من (فوج الأقصى) إلى (طوفان الأقصى):

أجيزت رسالة الباحث محمد موسى أبو جزر، لكن بعد أن نسف الاحتلال جامعة الأقصى موضوع الرسالة، وصارت بالتالي أثراً بعد عين، ناهيك عن استشهاد عدد كبير من أعضاء هيئة التدريس بها والإداريين والطلاب، لكن القيادة الأكاديمية للجامعة، ظلت أكثر قدرة على التكيف مع الظروف مهما كانت صعوبتها، أكثر بكثير من ما أرادته توصيات الدراسة.

في الثاني من أكتوبر 2023 شهدت جامعة الأقصى حفلَ تخرجٍ أسطوري كان من المفترض أن يستمر ستة أيامٍ بلياليها، في مقر الجامعة في مدينة خان يونس، لكن الحرب جلست على عرشها في اليوم السادس وهو الموافق للسابع من أكتوبر حيث أعلنت الجامعة تعليق الدراسة. ومن المفارقة العجيبة أن شعار حفل التخرج الأسطوري هذا كان (فوج الأقصى) وما إن قارب على نهايته حتى انفجر (طوفان الأقصى).

  • كيف تدير الجامعات الفلسطينية الأزمة بجدارة؟

كنتُ معجباً جداً بالأداء الأكاديمي للجامعات الفلسطيني، وأثناء زيارتي لقطاع غزة في 2011، كنت قد زرت معظمها وخاصة جامعة الأقصى في مدينتي غزة وخان يونس، معجباً بصرحها القريب من مواصي خان يونس ذي اللون الطوبي، وتشرفت بلقاء عديد الأساتذة فيها، ثم شرفتني الجامعة بأن تطلق دراسة ماجستير عن أعمالي معنونة بـ (الصورة الشعرية عند أحمد بشير العيلة) للباحثة هدى وشاح تحت إشراف د. أسامة عزت أبو سلطان، لكني ازددتُ تعمقاً في أداء الجامعة الفذ من خلال قراءتي لرسالة ماجستير الباحث محمد موسى أبو جزر التابع للأكاديمية الليبية فرع بنغازي، وكنت على نقاشٍ مستمر مع الباحث بل ومراهناتٍ (بريئة) على أن الجامعات الفلسطينية ستنتصر.

بالفعل، وبعد متابعتي الدقيقة لأداء المؤسسات الفلسطينية ومنها الجامعات بعد التدمير الممنهج الوحشي على الفسطيني ومؤسساته بل ووجوده، ورأيت كيف يدير الفلسطيني الأزمة بجدارة جديرة بأن يتفوق ويقف بشموخٍ ووعي ضد الإبادة الجماعية التي يمارسها ضده شذاذ الآفاق الصهاينة.

وعلى الرغم من استشهاد العشرات من القادة الأكاديميين، إلا أن الجامعات الفلسطينية بدأت تنهض من وسط الركام، فمثلاً أعلنت جامعة الأقصى -موضوعنا اليوم- عن استئناف الدراسة بطريقتين، الأولى تعتمد على التعليم الإلكتروني من خلال اعتماد منصة مودل Moodle للتواصل والتفاعل مع الطلبة، ورفع المحاضرات والواجبات والتكليفات. وعبر تطبيق Google Meet للتعليم عن بعد.

أما الطريقة الثانية لإدارة الأزمة فهي الاعتماد على برنامج التبادل الأكاديمي الدولي ايراسموس، مؤكدة على تطبيق الاتفاقيات مع الجامعات العالمية، مثل التقدم لمنح التبادل الأكاديمي مع جامعة ألميريا في اسبانيا. ناهيك عن ابتكار قيادتها الأكاديمية لبرنامج (الطالب الزائر) لاستئناف الدراسة إلكترونياً في الجامعات الفلسطينية في الضفة الغربية، “مجاناً” بالتنسيق مع وزارة التعليم العالي الفلسطينية، بحيث يستطيع الطلبة اختيار أي جامعة فلسطينية تناسبهم للتسجيل بها كطالب زائر حسب المساقات المطروحة في تلك الجامعة والتي تتناسب مع خطتهم الدراسية.    

أما عن تدريس المناهج والمساقات المعتمدة لدى جامعة الأقصى نفسها، فقد قامت بالتنسيق مع جامعة النجاح بفتح باب التطوع  في التدريس ضمن مبادرة جامعة النجاح (تمكين طلبة غزة من استكمال تعليمهم الجامعي) عبر منصات جامعة النجاح التعليمية.

  • الفلسطيني يصنع المعجزات

لقد استشد ثلاثة من رؤساء الجامعات الفلسطينية ضمن حرب الإبادة على الشعب الفسطيني، حيث تعمد الاحتلال الاغتيال الممنهج للنخب الوطنية الفلسطينية، وحرمان الجامعات ومراكز البحث العلمي ومنظمات المجتمع من كوادرها، بل إنه استهدف بقتل (107) من علماء وأساتذة جامعات وباحثين أعدمهم الاحتلال. ضمن أكثر من خمسين ألفاً بين شهيدٍ ومفقودٍ، مدمِراً بشكل كلي (116) مدارس وجامعات. و(331) مدرسة وجامعة بشكل جزئي. حسب بيانات المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.

إن الفلسطيني يصنع المعجزات حتى بين فكي هذه الإبادة الجماعية، وكل يوم نسمع انتصاراً أكاديمياً ليس فقط في إعادة تسجيل طلاب الجامعات، في إدارة عبقرية للأزمة من خلال التعليم عن بعد، لانعدام وجود مقرات، بل تتابع الأخبارمن قطاع غزة عن مناقشات رسائل ماجستير ودكتوراه تحت الركام، بل إن امتحانات الزمالة في بعض التخصصات الطبية أجريت رغماً عن هذا الدمار العظيم… إنها فعالية السلوك الإداري للقيادات الفلسطينية.

كاتب وإعلامي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب