الصحافه

وول ستريت جورنال: حديث متزايد عن دور القيادي السابق محمد دحلان في غزة ما بعد الحرب

وول ستريت جورنال: حديث متزايد عن دور القيادي السابق محمد دحلان في غزة ما بعد الحرب

ابراهيم درويش

نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” تقريرا أعدته سمر سعيد وفاطمة عبد الكريم وستيفن كالين قالوا فيه إن مسألة من سيحكم غزة أعاقت الجهود الرامية إلى إنهاء الحرب التي تخوضها إسرائيل منذ تسعة أشهر لتدمير حماس. وقالوا إن بعض المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين والعرب يسعون لمنح دور إلى المسؤول الأمني الفلسطيني السابق محمد دحلان، الذي حاول ذات مرة سحق الجماعة المسلحة، ثم تم نفيه في وقت لاحق من الضفة الغربية ويعيش الآن في رفاهية في أبوظبي.

وتقول الصحيفة إن بعض المفاوضين باتوا ينجذبون وبشكل متزايد إلى دحلان كحل مؤقت للمعضلة التي تواجه غزة ما بعد الحرب: تعيين شخص مسؤول عن الأمن في القطاع، وهو الأمر الذي تجده إسرائيل وحماس والقوى الأجنبية مثل الولايات المتحدة ودول الخليج العربي أمرا مستساغا. وتشير إلى أن المناقشات تتسارع مع محاولة وسطاء وقف إطلاق النار وإحياء المحادثات المتوقفة. وكان المفاوضون يخططون للاجتماع في الدوحة، قطر، هذا الأسبوع ولكن من المرجح الآن أن يجتمعوا الأسبوع المقبل.

وقال محللون سياسيون إسرائيليون إن دحلان هو زعيم فلسطيني “نادر” ومستقل عن حماس والسلطة الفلسطينية التي تدير أجزاء من الضفة الغربية، مما يجعله شخصا يمكن للحكومة الإسرائيلية أن تعمل معه.

يرى محللون سياسيون إسرائيليون أن دحلان هو زعيم فلسطيني “نادر” ومستقل عن كل من حماس والسلطة الفلسطينية مما يجعله شخصا يمكن للحكومة الإسرائيلية أن تعمل معه

وتعلق الصحيفة أن دحلان، رجل الأعمال الثري الذي نشأ فقيرا في غزة، ظل على هامش السياسة الفلسطينية لأكثر من عقد من الزمن، وقال مؤخرا إنه لا يريد أن يقود غزة بنفسه. لكنه لديه حزب سياسي نشط هناك وله صلات بمجموعات على الأرض يمكن أن تساعد في تشكيل قوة أمنية للمرور من نهاية القتال إلى ما سيأتي بعد ذلك. فمنذ بدء الحرب، كان يتنقل بين الإمارات – الدولة الثرية التي يمكن أن تساعد في تمويل إعادة إعمار غزة وتوفير قوات لقوة استقرار دولية – ومصر، التي تجعل حدودها مع غزة وإسرائيل جزءا لا يتجزأ من مستقبل القطاع. وقد قدم دحلان المشورة لقادة البلدين واستفاد من رعايتهما.

وفي القاهرة، دعا رجال الأعمال في غزة ورؤساء الأسر الثرية، الذين فروا من الصراع، إلى إيجاد سبل لإيصال الإمدادات التي تشتد الحاجة إليها إلى القطاع. وقامت الشركات والعائلات في جنوب شرق غزة، التي كانت متحالفة تاريخيا مع دحلان، بتوفير الأمن لبعض الشحنات التجارية.

وقال مسؤولون عرب وحماس إنه في المحادثات الأخيرة مع حماس وفتح، قدم دحلان نفسه على أنه الشخص الذي يمكنه في نهاية المطاف الإشراف على توزيع المساعدات في الإدارة الفلسطينية الجديدة في غزة.

وقال آرون ديفيد ميلر، مفاوض السلام الأمريكي المخضرم في الشرق الأوسط، إن دحلان يتمتع بالكاريزما والمصداقية في الشارع والعلاقات مع مختلف الأطياف السياسية لتحقيق النجاح، “وهو فعال بشكل لا يصدق ويمكنه أن يحقق نتائج في ظل ظروف تسمح له بذلك”، بما في ذلك وجود حكومة إسرائيلية داعمة ودعم من الولايات المتحدة والدول العربية الرئيسية.

والأهم من ذلك، فقد خففت حماس من معارضتها لدحلان، وأشارت للوسطاء في الأسابيع الأخيرة إلى أنها يمكن أن تقبله كجزء من حل مؤقت للمساعدة في إنهاء الحرب.

وقال باسم نعيم، المسؤول الكبير في حماس، إن الحركة تعطي الأولوية لرؤية شاملة لغزة ما بعد الحرب “تقوم على المصلحة الوطنية والإجماع الوطني” على المعارضة أو دعم أفراد محددين. وقال للصحيفة: “من غير المقبول أن يفرض أي طرف من الأعلى”.

وقال دحلان إنه يتحدث الآن مع حماس بانتظام ويعتقد أنه لا يمكن القضاء عليها. وذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن إسرائيل تواصلت مع دحلان في السابق للمساعدة في تعيين الفلسطينيين المناهضين لحماس مسؤولين عن المساعدات لغزة، وهي خطة تحركت حماس بسرعة للقضاء عليها.

وقال مسؤولون عرب إنه وفقا لخيار قيد الدراسة حاليا، سيشرف دحلان على قوة أمنية فلسطينية قوامها 2500 رجل تعمل بالتنسيق مع قوة دولية، مع انسحاب القوات الإسرائيلية. وقال المسؤولون إن القوات الفلسطينية ستخضع للتدقيق من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل ومصر ولن يكون لها ولاءات واضحة للسلطة الفلسطينية، التي لا يريد لها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو السيطرة على غزة.

وأضاف المسؤولون أنه في حالة نجاح القوة، فمن الممكن أن تتوسع للمساعدة في إعادة إعمار غزة، بتدريب من الولايات المتحدة والدول العربية. وقال المسؤولون إن شركات الأمن الغربية الخاصة يمكن أن تلعب أيضا دورا.

ويجري النظر أيضا في شخصيات أخرى لإدارة قوة الأمن في غزة، بما في ذلك ماجد فرج، مدير جهاز المخابرات التابع للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل.

وقال إيهود يعاري، المحلل الإسرائيلي في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، إن دحلان أجرى محادثات أولية مع مسؤولين أمنيين إسرائيليين حول دور محتمل في غزة، لكن القبول الإسرائيلي غير مؤكد. وأضاف: “يمكن لدحلان أن يلعب دورا، لكنه لا يستطيع أن يكون الحل. يمكنه مشاركة العبء”.

من فيلته في أبوظبي، وضع دحلان (62 عاما) رؤية موسعة للأراضي الفلسطينية الفقيرة والتي دمرت الآن إلى حد كبير حيث ولد ونشأ في خان يونس. ولا يزال لديه عائلة تعيش في غزة.

وتعكس أفكاره إلى حد كبير أفكار الدول العربية المشاركة إما في محادثات وقف إطلاق النار، مثل مصر، أو في المناقشات حول تمويل إعادة إعمار غزة، مثل الإمارات. وهي تشمل حكومة انتقالية لإدارة الأمن والخدمات الأساسية إلى أن يتم اتخاذ ترتيبات أكثر استدامة، ربما من خلال الانتخابات البرلمانية.

تعكس أفكار محمد دحلان إلى حد كبير أفكار الدول العربية المشاركة إما في محادثات وقف إطلاق النار، مثل مصر، أو في المناقشات حول تمويل إعادة إعمار غزة، مثل الإمارات

وقالت ديانا بوتو، مفاوضة السلام الفلسطينية السابقة التي عملت مع دحلان: “لقد ظل دائما على الساحة ولكن ليس على الساحة، لأنه لم يزر فلسطين منذ عام 2011. ربما يكون قد غادر غزة، لكن غزة لم تتركه أبدا”.

ومن شأن الدور المستقبلي لتأمين المساعدات أن يعتمد على العمل الذي قام به دحلان في الأشهر الأخيرة لإيصال السلع التي تشتد الحاجة إليها إلى الجيب المحاصر، حيث أدى انهيار النظام المدني إلى عرقلة تسليم المساعدات الدولية.

وقال مسؤولون مصريون إن شركاء دحلان قد ينتهي بهم الأمر إلى المساعدة في إدارة معبر رفح بين غزة ومصر إلى جانب شركاء دوليين. وكانت الحكومة التي تديرها حماس تدير المعبر حتى شهر أيار/ مايو، عندما استولى الجيش الإسرائيلي على جانب غزة من المنطقة الحدودية الممتدة على مسافة 9 أميال. وتريد إسرائيل الحفاظ على مراقبة أمنية دائمة هناك لمنع تهريب الأسلحة، لكن مصر تقول إن ذلك سينتهك معاهدة السلام التي أبرمتها مع إسرائيل عام 1979.

تمكين دحلان من شأنه أن يخاطر بتهميش السلطة الفلسطينية، التي تعتبره هاربا

وتعلق الصحيفة أن تمكين دحلان من شأنه أن يخاطر بتهميش السلطة الفلسطينية، التي تعتبره هاربا. ومن شأنه أيضا أن يمثل عائقا لإدارة بايدن، التي قالت إن السلطة الفلسطينية المعاد تنشيطها يجب أن تتولى السلطة في نهاية المطاف. علاوة على ذلك، يعارض المسؤولون الإسرائيليون قيام دولة فلسطينية، والتي تقول الولايات المتحدة والدول العربية التي يمكنها تمويل إعادة الإعمار إنها ضرورية للأمن الإقليمي.

وتتباين وجهات النظر حول دحلان بين الفلسطينيين. وفي انتخابات القيادة، سيحصل على حوالي 8%، معظمها تقريبا من غزة، وفقا لاستطلاع للرأي أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية ومقره الضفة الغربية في حزيران/ يونيو. وهذا يضعه على قدم المساواة مع القائد العسكري لحماس يحيى السنوار، لكنه يتخلف كثيرا عن زعيم حماس السياسي إسماعيل هنية والمسؤول القديم في فتح مروان البرغوثي، الذي يقضي خمسة أحكام بالسجن المؤبد في سجن إسرائيلي بتهم القتل والعضوية في منظمة إرهابية.

القدس العربي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب