الصحافه

الدولة الفلسطينية المستقلة شرط جوهري لأمن المنطقة والعالم… والسفاح لم يقدم لشعبه سوى الاكتئاب

الدولة الفلسطينية المستقلة شرط جوهري لأمن المنطقة والعالم… والسفاح لم يقدم لشعبه سوى الاكتئاب

حسام عبد البصير

القاهرة ـ سيذكر التاريخ للأحفاد أن جنود الكيان وشعبه حظوا، رغم جرائمهم التي لم تعرف البشرية مثيلا لها منذ فجر التاريخ على قدر من “الرفاهية” ما لم يعرفه محتل آخر، كما نالوا ما أرادوا من دعم سخي، فضلا عن ضمان عدم الملاحقة لقيادات الكيان، بينما حرم ما يزيد على مليوني ضحية من الماء والطعام، للحد الذي طلب مجرمو الحرب في عاصمة القتل واشنطن من سفاح الكيان إرسال شحنة طعام في غضون شهر (يكفي لإزهاق آلاف الأرواح الإضافية) لشمال غزة الذي يعاني المجاعة في أبشع صورها منذ إغلاق معبر رفح قبل شهور. وقال الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية، أنه لا أمن ولا استقرار في المنطقة دون إقامة دولة فلسطينية مستقلة، موضحا أن هناك جهودا مصرية متواصلة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة ولبنان. وتابع، هناك اتصالات مصرية مكثفة مع الأطراف الإقليمية والدولية لخفض التصعيد في المنطقة وتنفيذ وقف فوري لإطلاق النار، مؤكدا خلال نقاش مع وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، أنه لا بد أن تكون هناك إرادة سياسية لدى إسرائيل لنشر الجيش الوطني اللبناني في الجنوب، ونطالب بوقف إطلاق النار لضمان تحقيق ذلك.
وحول أزمة مصر الوجودية قال عبد العاطي “مصر لن تسمح تحت أي ظرف أي مساس بحصتها المائية أو إحداث أي ضرر”. وبهدف تبديد مظاهر الغضب الشعبي أعلن الدكتور شريف فاروق وزير التموين والتجارة الداخلية، بالتنسيق مع وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة، عن عودة تفعيل البطاقات التموينية المتوقفة للمواطنين المسجلين بنظام ممارسة الكهرباء، اعتبارا من 1 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، بعد توقفها مؤقتا خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول الجاري. وأوضح الوزير أن هذا القرار يأتي في إطار حرص الوزارة على مصلحة المواطنين والاهتمام باحتياجاتهم الأساسية، مشيرا إلى أن الوزارة تسعى دائما لتقديم الخدمات بأعلى جودة، بما يضمن تلبية تطلعات المواطنين وتحسين مستوى معيشتهم.
افتتحت وزارة السياحة والآثار مؤخرا عددا جديدا من قاعات العرض في المتحف المصري الكبير، ضمن التشغيل التجريبي لقاعات العرض أمام الزائرين، لاستقبال الزائرين للمتحف المصري الكبير الذي يُعتبر أكبر متحف في العالم لعرض آثار حضارة واحدة. ومن الفتاوى الشرعية، أكد مركز الأزهر العالمي للفتوى، أن المراهنات التي يجريها المشاركون على مجموعات مواقع التواصل الاجتماعي والتطبيقات المختلفة، ويدفعون أموالا في حساباتها، ثم يأخذ هذه الأموال الفائز منهم فقط، ويخسر الباقون؛ هي عين القمار المحرم. وأشار المركز إلى أن القمار أكلٌ لأموال الناس بالباطل، وكبيرة من كبائر الذنوب. قضائيا، قضت محكمة جنح مدينة نصر، انقضاء محاكمة الباحث إسلام بحيري بالتصالح في اتهامه في قضية شيك دون رصيد، وكانت الأجهزة الأمنية قد ألقت القبض على إسلام بحيري، عقب تأييد حبسه 3 سنوات وغرامة 20 ألف جنيه، في اتهامه بإصدار شيكات دون رصيد.
هورمون مؤقت للسعادة
آلاف الأمريكيين الذين تحطمت بيوتهم وتضررت بفعل الإعصار يصرخون لأن صرف التعويضات من أجل إعادة البناء والترميم ستأخذ وقتا طويلا، وسوف تمر بمراحل روتينية تقتضي موافقات من الرئيس والكونغرس ولجان حكومية أخرى. يحدث هذا كما أخبرنا اسامة غريب في “المصري اليوم”، في الوقت الذي تحصل فيه إسرائيل على الأموال والأسلحة في لمح البصر، وبمجرد أن تطلبها، وهذا يعني أن المواطن الأمريكي يأتى في المرتبة الثانية بعد الوحش الإسرائيلي المدلل. الحقيقة أن إسرائيل تحصل على الأموال والأسلحة ليس من واشنطن فقط، ولكن دول الاتحاد الأوروبي أيضا تقوم بدور الخادم المطيع لتلبية طلبات دولة الاحتلال. ومع كل هذا الدعم يمكننا أن نقول إن نتنياهو مأزوم.. مأزوم رغم الانتصارات المرحلية التي حققها في وجه المقاومة في الفترة الأخيرة. وسر الأزمة لا يكمن فقط في تعافي المقاومة وإظهارها قدرات غير متوقعة، أبسطها النجاح في قصف قاعدة بنيامينا جنوب حيفا وقصف تل أبيب في كل وقت، لكن أزمة نتنياهو هي من نوع آخر يتمثل في أنه منح المستوطنين الإسرائيليين في تل أبيب وحيفا وعكا وصولا لبير سبع وإيلات، جرعة عالية من الدوبامين الذي هو هرمون السعادة والتفاؤل، وقد حصل مجتمع القتلة في إسرائيل على جرعة وافية منه طوال الشهر الماضي، وعلى نحو متصل.. كل يوم أخبار مبهجة من أول اغتيال هنية واغتيال شكر ثم ضربة البيجر إلى قتل قادة الرضوان، ثم تتويج البهجة بقتل السيد حسن نصرالله.
جلب الأمان
كل ما حدثنا عنه أسامة غريب من جرائم يندى لها الجبين، ارتكبها السفاح وعصابته على مدار ما يزيد على عام، أنعش المواطن الإسرائيلي وجعل الأشخاص الذين كانوا يفكرون في السلام وفي الوصول لاتفاقية لوقف إطلاق النار يتراجعون، إذ ما معنى السلام إذا كانت القوة والعمليات النوعية الدقيقة قادرة على سحق العدو، وجلب الأمان دون اتفاقيات متوازنة تأخذ وتعطى؟ لقد سرى إحساس بأن ما يفعله جيشهم القوى يجعلهم قادرين على أن ينتزعوا كل شيء دون أن يقدموا أي شيء. وقد تماهى بنيامين نتنياهو تحت تأثير زيادة الهورمون لديه شخصيا مع أحلام مواطنيه وآمالهم التي ارتفعت، فأعلن أنه بصدد إحداث تغيير جذري في الشرق الأوسط لصالح المواطن الإسرائيلي، وسمح لنفسه أن يقسّم دول المنطقة إلى دول النعمة ودول النقمة. ولم يتأخر وزير المالية سموتريتش عن إطلاق أحلامه هو الآخر فأعلن أن الامتداد الطبيعي للقدس هو دمشق وأن دولة إسرائيل الطبيعية يجب أن تتضمن أجزاء من العراق والأردن والسعودية ومصر. المشكلة الآن، أنه يتعين على نتنياهو أن يقدم لهؤلاء الناس كل يوم ما يحافظ على مستوى الدوبامين حتى يحتفظوا بحالة النشوة، لكن من أين يأتي لهم بحدث في مستوى اغتيال نصر الله؟ ومن أين يأتي بجريمة في مستوى عملية البيجر؟ الحقيقة أن نتنياهو بلغ الذروة في الإجرام ولم يعد لديه أعلى مما فعل، فلو أنه فجّر نفقا لحزب الله لاعتبروا الأمر طبيعيا، ولو قتل قياديا سيكون الخبر عاديا، ولو أعطب منصة صواريخ فلن يشعروا بالسعادة. المقبل منذ الآن هو اكتئاب وآلام انسحابية بفعل نقص الجرعة المحتوم.
لن تنجو
إسرائيل ارتكبت عدة أخطاء قاتلة منذ “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر/تشرين الأول لذلك يتوقع فاروق جويدة في “الأهرام”، انها ستدفع ثمنا أكبر للأسباب التالية: أخطأت حين دمرت غزة بوحشية وظنّت أنها ستقضي على المقاومة، وأعلنت الحرب وما زالت ترفض التفاوض.. كما أخطأت حين فتحت جميع الجبهات في غزة والضفة ولبنان وسوريا والعراق واليمن وإيران، ونسيت أن السيارة تطوف إسرائيل كلها في ساعتين، وأن عدد سكانها لا يزيد كثيرا على سكان أحد الأحياء وليس المدن في إيران.. أخطأت إسرائيل بعد أن خسرت تماما كل محاولات التقارب مع دول عربية.. أخطأت إسرائيل حين كشفت عن نياتها في رفض صريح لإقامة الدولة الفلسطينية وتهجير الشعب الفلسطيني، وحين أعلنت على لسان نتنياهو قيام دولة إسرائيل الكبرى في قلب 400 مليون عربي.. كما أخطأت إسرائيل حين ظنت أن حلفاءها في العواصم العربية سيرفعون الرايات لاستقبال الغزاة.. فشلت إسرائيل في الحرب والسلام والتطبيع والتفاوض وادعاء القوة، ونجحت في شيء واحد: أنها كشفت عن وجه وحشي قبيح أخفته عن العالم.. لذلك، فشل الإعلام الصهيوني في ترويج أكذوبة الدولة البريئة التي تعيش في “غابة عربية”.. ستحتاج إسرائيل وأبواقها من المطبعين زمنا طويلا لتغيير صورتها أمام العالم، وستبقى شواهد دمار غزة تحكي مأساة شعبٍ تعرض لوحشية عصابة.. كان الخطأ الأكبر أن إسرائيل فرطت في كل علاقاتها الدولية وتعاملت مع دول العالم بغرور وتعالٍ شديدين من أجل الدعم الأمريكي. وفي السياسة من الخطأ أن تلعب على ورقة واحدة، وفي الحرب لا تغلق كل الأبواب، فليست هناك ضمانات لنصر دائم.. أمريكا لا تستطيع أن تحارب مع إسرائيل لسنوات، ولا تستطيع أن تضمن النتائج، وقبل هذا فإن الشعب الأمريكي قد يقرر سجن رئيسه بايدن بسبب إسرائيل.. من أخطأ عليه أن يدفع الثمن.
حليف مضطر
“الجار المضطهد” شعار رفعته إسرائيل منذ نشأتها في الأربعينيات من القرن الماضي، في إدارة علاقاتها مع دول الجوار، حتى تخلق لنفسها كما يرى بيشوي رمزي في “اليوم السابع” الذريعة للإبقاء على حالة الحرب، حتى مع تغير الظروف الإقليمية، والدخول في معاهدات سلام مع عدد من دول المنطقة خلال العديد من المراحل، أبقت الحكومات العبرية المتعاقبة على شعارها، باعتبارها الدولة المستهدفة من كل جيرانها، عبر الترويج له، في المحافل الدولية، ليضفي غطاء من الشرعية على الانتهاكات التي طالما ارتكبتها في الأراضي المحتلة، تحت إطار الدفاع الشرعي عن النفس، كما هو الحال، في ما يتعلق بالعدوان على غزة، والممتد منذ عام كامل، أو الدفاع الاستباقي، وهو ما يمكن أن ينطبق على حالة العدوان على لبنان، إذا ما وضعنا في الاعتبار حقيقة أن حزب الله لم يقم بأي دور في عملية طوفان الأقصى أو ما تلاها من هجمات خلال مختلف مراحل العدوان على غزة. ولعل الذرائع الإسرائيلية، القائمة على فكرة الدفاع عن نفسها، سواء في أعقاب هجوم تعرضت له، أو بصورته الاستباقية، ليس جديدا على الإطلاق، إلا أن الأمر الجديد يتجسد في قيام حكومة بنيامين نتنياهو باستخدامهما معا في حرب واحدة، جراء تعدد جبهات القتال، التي يسعى الاحتلال إلى فتحها، وهو ما يهدف في الأساس إلى تعزيز الشعار، الذي يعد أحد أهم الأسس التي بنيت عليها الدولة العبرية، فتصدر لنفسها صورة الكيان الذي يحاربه الجميع، وتستهدفه سهام الدمار، من فلسطين، ولبنان، مرورا باليمن والعراق، سوريا، وحتى إيران. وبالنظر إلى توقيت التصعيد الإسرائيلي ليتجاوز قطاع غزة، نحو جبهات أخرى متعددة، نجد أن ثمة عنصرا مهما افتقدته حكومة نتنياهو، ربما كان دافعا لتوسيع نطاق الحرب، وهو التعاطف الدولي، الذي بدا واضحا في اللحظة الأولى من العدوان على غزة، حيث أكدت الولايات المتحدة، والقوى الكبرى في الغرب الأوروبي، حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، بينما تراجعت تلك الحالة تدريجيا، مع فشل جيش الاحتلال تحقيق أي من أهدافه، وعلى رأسها تحرير الرهائن، والقضاء على الفصائل.
بينما إخواننا يقتلون
هل يجوز أن تقيم في مصر مهرجانات للموسيقى العربية، في حين أن الأشقاء في فلسطين ولبنان يتعرضون لحرب إبادة صهيونية؟‎هذا السؤال سمعه عماد الدين حسين في “الشروق” من شخصيات يفترض أنها مثقفة، بل تعمل في مجالات الإبداع، ‎الإجابة هي نعم ومليون نعم؛ لأن الموسيقى ومعها سائر أنواع الفنون هي أسلحة مهمة جدا لا تقل تأثيرا عن الأسلحة الحربية، وينبغي أن لا نعطلها أو نعطل نمط حياتنا، تحت أي ظرف، كان لافتا للنظر أن هناك انفتاحا ملحوظا على تكريم أسماء مستقلة مصريّا وعربيّا ومنهم مثلا حازم شاهين مؤسس فرقتي «مسار» و«إسكندريلا»، وزياد الرحباني ابن المبدعين الكبار فيروز وعاصى الرحباني. ‎انتهت التكريمات وبدأت الأغاني، وفي برنامج اليوم الأول كانت المطربة السورية لينا شاماميان، وقد غنت لبلدها سوريا وما حدث لهما، ووجهت تحية لكل الموجوعين في لبنان وفلسطين وسوريا، ونالت تصفيقا كثيرا. وحينما جاءت فقرة الفنان التونسي لطفي بوشناق فقد كان يرتدى كوفية عليها علم فلسطين وعلم بلاده تونس، وأنشد بعض الأشعار قبل أن يبدأ فقرته الغنائية وعنوانها: «خليك صامد يا فلسطيني، إن الحق طريق القوة». كما قال شعرا وغزلا في مصر وشعبها ووجه تحية كبيرة للأشقاء في غزة ولبنان.‎ غالبية الجمهور الحاضر وحينما كانت تُذكر كلمة فلسطين فإن تصفيقه يكون واضحا وكبيرا. ‎ونعرف أنه كان يفترض أن يكون في جدول الحفلات سهرتان للمطربين اللبنانيين عاصى الحلاني ووائل جسار، وقد اعتذرا بسبب ظروف وتطورات العدوان الاسرائيلي، علما أن حضورهما كان مؤكدا حتى قبل بدء المهرجان بأيام قليلة.
لو كان هادفا
القضية حسب عماد الدين حسين، ليست أن نقيم مهرجانا، أو ننتج أفلاما ومسرحيات ومسلسلات أم لا، القضية هي ما هو نوع الفن الذي نقدمه في مثل هذه الأوقات الصعبة، التي تمر بها أمتنا. بعد هزيمة 5 يونيو/حزيران 1967 الصعبة والمحزنة جدا، رأينا أم كلثوم والعديد من المطربين يقيمون حفلات غنائية دعما للمجهود الحربي، تتضمن أغاني وطنية وأخرى عاطفية. ‎في هذه الفترة لم تتوقف السينما أو المسرح. وكان الفن المصري بكل أنواعه أحد أهم أسلحة القوة الناعمة. ونتذكر الأغاني الوطنية العظيمة التي ما نزال نستخدمها حتى الآن في كل مناسباتنا الوطنية. ‎حينما تكون لدينا أغانٍ وأفلام ومسرحيات جادة، حتى لو كانت غير وطنية بالمفهوم الشائع، فهي سلاح مهم حتى في أوقات الحرب.‎ النظرة الضيقة للتعامل مع الفن باعتبار أنه يكون زاعقا ومباشرا ومركزا فقط على القضية، هو تصور قاصر ويصب في مصلحة الأعداء فعلا من دون أن نقصد.‎ نتذكر أن المهرجان تم تأجيله العام الماضي لأن موعده جاء بعد أيام قليلة من بدء العدوان الإسرائيلي الوحشي على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي. ووجهة نظري الشخصية كانت ولا تزال أنه ينبغي أن لا نؤجل أي نشاط من الأنشطة الحياتية من أول حفلات الزفاف إلى سائر أنواع الفنون، طالما أنها جادة ومحترمة، بل حتى لو كانت عادية، لأنها سلاح مهم يمكن أن يؤدي دورا كبيرا في التصدي للأعداء الأكثر مهارة منا في الفنون والأدب والإعلام والتكنولوجيا، ولا ننسى الدور الذي لعبته الفنون في انتصار أكتوبر المجيد في 1973، سواء كانت أغاني أو أفلاما أو مسلسلات. الفلسطينيون يتزوجون ويقيمون الأفراح حتى على أنقاض بيوتهم المدمرة وما يفعلونه هو أحد أنواع النضال والبقاء.
صارت إقليمية
تاريخيا فإن الحروب التي تعلقت بالقضية الفلسطينية دارت في إطار الصراع العربي – الإسرائيلي، أو الفلسطيني – الإسرائيلي. ولكن حرب غزة الخامسة وفقا لما يراها الدكتور عبد المنعم سعيد في “الأهرام”، أخذت مسارا منذ بدايتها يتجاوز إطلاق صواريخ غزة، وإنما انتقلت إلى إسرائيل؛ وتجاوزت ذلك إلى الإقليم الشرق أوسطي الذي جرى انقسامه إلى معسكرين: أولهما محور “المقاومة والممانعة” الذي يشمل إيران كحجر الزاوية والميليشيات التابعة لها في العراق (قوات الحشد الشعبي) ولبنان (حزب الله) وفلسطين (حماس) واليمن (الحوثيون)؛ وفي سوريا حزمة من الميليشيات التي تشمل حزب الله اللبناني، وقوات الحرس الثوري الإيرانية. وهذه اعتبرت نفسها جزءا من الحرب في غزة، ومارست الاشتباكات مع إسرائيل بأشكال مختلفة من استخدام السلاح. وثانيهما محور الأمن والتنمية ويشمل دول الخليج الست، ومعها مصر والأردن والمغرب؛ وهذه تسعى إلى الإصلاح الشامل وتأمين الدولة الوطنية، وتجديد الخطاب الديني وتسعى بقوة لتحقيق الاستقرار الإقليمي والسلام في المنطقة. جهود هذه الدول هي العمل من أجل وقف إطلاق النار في غزة، مع إتاحة الفرصة لإقامة سلام عربي وفلسطيني عادل يعطي الفرصة لحل الدولتين. ما بين المعسكرين توجد دول عربية منشغلة بنتائج “الربيع العربي” مثل ليبيا والسودان واليمن وسوريا؛ ودول اكتفت بمناصرة الفلسطينيين في المحافل الدولية. وبعد عام من حرب غزة فإنها الآن صارت حربا إقليمية، ومعها تشحب فرص السلام والاستقرار الإقليمي. النتائج حتى الآن تفيد بتدمير قطاع غزة تدميرا شاملا؛ وبدأت القصة في صعودها لدى لبنان، وهناك ما يكفي من التوحش الإسرائيلي لمهاجمة كل من أطلق عليها صاروخا. وبعد أن كان نتنياهو يريد نصرا مطلقا على حماس، فإنه يريد الآن نصرا مطلقا على الجميع. الأمر لم يعد يتحمل إلا تحرك دول الإصلاح والتنمية، ودعت السعودية إلى تحالف دولي لإقامة حل الدولتين؛ والأمر بعد ذلك يتطلب جهودا أكبر، لأن عدم إطفاء الحرائق لا يعني بعد الضرر، وإنما يأتيك ليس فقط شراره، وإنما أكثر من ذلك لهيبه.
فات الميعاد
هل ضربة إسرائيلية للمنشآت الإيرانية ستكون كافية لإجهاض المساعي الإيرانية لامتلاك السلاح النووي؟ الحقيقة التي توصل لها الدكتورخالد أبوبكر في “الشروق” أن هذا الخيار “فات موعده”، وهو ما تؤمن به الإدارة الأمريكية غير المتحمسة له، بالنظر إلى انتشار المنشآت النووية الإيرانية، على مساحة جغرافية واسعة، فلديها مثلا: منشأة نتنز لتخصيب اليورانيوم، وهي الأكبر والأكثر تحصينا تحت الأرض، ومنشأة فوردو المحصنة داخل جبل قرب قم، التي تستخدم لتخصيب اليورانيوم بنسب عالية. هناك أيضا مفاعل أراك للماء الثقيل الذي كان مصمما لإنتاج البلوتونيوم قبل تعديله بموجب الاتفاق النووي، ومفاعل طهران للأبحاث المستخدم للأغراض الطبية. بالإضافة إلى منشأة أصفهان التي تقوم بتحويل خام اليورانيوم إلى غاز يستخدم في التخصيب، ومنجم ساغند الذي يزوّد البرنامج النووي باليورانيوم الطبيعي. وبالتالي فإن شن حملة جوية ضخمة على مواقع متعددة في إيران يتطلب قدرات لا تملكها إسرائيل حاليا، لا من حيث المسافة ولا من حيث المعدات. حسب الخبراء، حتى لو شنت إسرائيل هجوما على عدة موجات، فإنها تفتقر إلى القنابل الخارقة للتحصينات اللازمة لتدمير المنشآت تحت الأرض. وهناك أصوات بارزة داخل إسرائيل تعترف بأن الهجوم قد لا يكون ذا جدوى كبيرة. إيهود باراك رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، قال لصحيفة «الغارديان» في الرابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري: «قصف المنشآت النووية الإيرانية لن يعطل البرنامج بشكل ملموس؛ لأن إيران أصبحت متقدمة للغاية، بحيث لا يمكن لأي حملة قصف أن تعيقها بشكل كبير». وأوضح باراك: «قبل ما يزيد قليلا عن عقد من الزمن، ربما كنت الشخص الأكثر تشددا في القيادة الإسرائيلية الذي جادل بأن أمر الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية أمر يستحق النظر فيه على محمل الجد، لأنه كانت هناك قدرة فعلية على تأخيره لعدة سنوات.. هذا ليس هو الحال الآن، لأن إيران صارت دولة تقف على عتبة امتلاك السلاح النووي بحكم الأمر الواقع.. إنهم لا يملكون سلاحا بعد، وقد يستغرق الأمر عاما كاملا للحصول عليه، وربما نصف عقد للحصول على ترسانة صغيرة منه. ومن الناحية العملية، لا يمكنك تأخيرها بسهولة بأي طريقة».
ثمن الخائن بخس
يمتلك حسين حلمي في “الوفد” الموهبة التي تؤهله للهروب من الخطوط الحمر مهما كانت العواقب، ثم ما يلبث أن يعود لمنزله سالما: الخيانة هي الخطر الداهم، وأخطر أنواع الخونة هؤلاء الذين يتكلمون عن الديمقراطية في بلد تحت النار، ويقول عن نفسه بعد ذلك إنه كاتب ومفكر ومحلل سياسي، فهناك الكثير من المعلومات والقرارات والتحليلات غير الواقعية، فهؤلاء جميعا من اغتالوا أحلامنا وقضوا على كل واحد فينا، فالخيانة يا سادة ليست وجهة نظر، فمن يقبل أن يبيع ضميره قادر على أن يبيع الأوطان، فليس هناك كلمات قادرة على وصف هؤلاء الخونة.. وكم هزمتنا الخيانة دون قتال حقيقي، فالخيانة للأسف تزدهر وتقتل الشرفاء وتطول سيد الشرفاء، من قال «لا» في وجه الجبناء، ورفض بيع الأوطان، ولن ينال الخونة الذين باعوا دم السيد إلا الخزي والعار، لأنهم لم يقدروا على فعل ما فعله.. ولكن سيظل أرشيفة ضد الأعداء سوف يفضح هؤلاء الخونة وسوف يحكي من تكون، وكم كان ثمنك البخس، وسوف يورثون لأولادهم العار والخزي من خيانتهم لك.. فنقول لهذا الحقير كما قال نابليون عندما رمى على الأرض كيس الفلوس لخائن مثلك فقال له الخائن «أسمح لي بشرف مصافحتك.. قال له: خذ الذهب فهو لك، ولكن يدي لا تُصافح خائنا.. فأنت ملعون لدينا ولدى أعدائنا»، سوف نعرفك مهما طالت الأيام وربما قبل أرشيفهم، وهم للأسف كُثر حولنا ولكن لا نشعر بهم.
سقطة أبو الغيط
أعرب عبد القادر شهيب في “فيتو” عن أمله في أن يكف ضيوف الفضائيات عن مقارنة أسعار الداخل بأسعار الخارج، لأنها مقارنة لا تعكس كل الحقيقة، والأكثر من ذلك فإنها لا تهدئ من روع عموم المصريين الذين يعانون من ارتفاع التضخم وحدة الغلاء، بل على العكس تماما تثير استفزازهم، ولعل هذا ما كشف عنه الجدل الدائر الآن حول ما قاله الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، ومقارنته سعر الساندوتش في داخل مصر وخارجها، فإن المقارنة الموضوعية تتم بين متماثلين، وهذا ليس متوفرا بين الداخل والخارج.. ففى معظم دول الخارج معدل التضخم رقم أحادي، أي أقل من عشرة في المئة، بينما لدينا يتكون من رقمين ويساوى الأن أكثر من خمسة أمثال معدل التضخم في أمريكا، والعديد من الدول الأوروبية.. وهذا معناه أن وطأة التضخم عندنا أشد من وطأته على الأمريكيين والأوروبيين.. كما أنه لا يكفي ونحن نقيس وطأة التضخم في بلد ما بالمقارنة ببلد آخر يتعين أن نقارن في الوقت ذاته مستوى الأجور والرواتب أيضا.. وذلك لسببين، أن السندويتش الذي يباع في أمريكا بما يساوى ألف جنيه مناسب لقطاع كبير من الأمريكان لأنهم يتقاضون أجورا تجعلهم قادرين على شراء مثل هذا الساندوتش بهذا الثمن الباهظ بالنسبة لنا. ثم إن مثل هذه المقارنة ستواجه بمن يقول، إن الثمن الذي يبدو مرتفعا بالنسبة لنا للسندوتش الأمريكي والأوروبي حدث بعد انخفاض الجنيه بأكثر من ثلثي قيمته في غضون وقت قصير، وبالطبع عموم المصريين ليسوا مسؤولين عن هذا الهبوط الذي أصاب الجنيه.. وإنما المسؤولون هم من يديرون اقتصادنا، الذين اعتمدوا على الأموال الساخنة في سد الفجوة الدولارية، وعندما هربت بشكل جماعي من أسواقنا قبل عامين اشتدت أزمة النقد الأجنبي لدينا، وهبط الجنيه بهذا الشكل، وبعدها لم يتخذ من يديرون اقتصادنا قرارات صارمة بترشيد استيرادنا من الخارج.
غضب كنسي
منذ اعتلائه سد الكرسي المرقسي خلفا للبابا شنودة، سعى البابا تواضروس إلى إحلال وتجديد الكنيسة وتغيير الشكل الكنسي، مجريا إصلاحات كنسية وصفها، كما أخبرنا طانيوس تمري في “المشهد”، بأنها أول اهتماماته، وفتح أفقا وقنوات حوار مع الكنائس كافة في مختلف أرجاء العالم، وقام برسامة عدد كبير من الأساقفة في عدة أماكن متفرقة داخل مصر وخارجها، فضلا عن القضاء على الفكر المتشدد داخل الكنيسة وقام بإبعاد أساقفة من داخل أروقة المقر البابوي ليتولوا مهام أخرى في عدة محافظات. حركة التغيير الذي دشنها البابا تواضروس لم تلق استحسانا من الحرس القديم للبابا شنودة – أي الأساقفة الذين يقولون عن أنفسهم، أنهم يحملون الفكر الشنودي حافظ الإيمان السليم ـ ومن ملامحه عدم المشاركة الدينية مع الطوائف المسيحية الأخرى. بدأ الصراع بين أساقفة البابا شنودة الراحل والبابا تواضروس داخل أروقة المجمع المقدس عند إنشاء مجلس كنائس مصر عام 2015، ثم زيارته كنائس العالم كافة وفتح قنوات حوار وتبادل الفكر الديني، التي شملت زيارته للبابا فرانسيس الأول بابا الفاتيكان، بعد قطيعة لأكثر من عقد، ثم زيارته الكنيسة المارونية في لبنان والكنيسة الأرثوذكسية في روسيا والإنجيلية في الولايات المتحدة الأمريكية. اشتد الصراع بين الأساقفة وحدثت بلبلة نتجت عنها استقالة الأنبا رافائيل من سكرتارية المجمع المقدس، عندما قام البابا تواضروس بالصلاة داخل الكنيسة اللوثرية التي ترأسها امرأة. سيطر البابا تواضروس وبعض الأساقفة المناهضين على الوضع، وتم إخماد نار الغضب، وتولى الأنبا دانيال أسقف المعادي سكرتارية المجمع المقدس خلفا للأنبا رافائيل.
ضد البابا
اليوم، والكلام ما زال لطانيوس تمري، تشهد أروقة الكاتدرائية المرقسية في العباسية صراعا آخر، ولكن يعتبر الأقوى في تاريخ الكنيسة منذ أكثر من 60 عاما، حيث اعترض أكثر من ثلاثين أسقفا من أساقفة المجمع المقدس – مسجلين اعتراضهم عبر فيديو على قرار البابا تواضروس الثاني بأن يكون المتكلمون في اجتماع المجمع المقدس المقبل الدكتور جوزيف موريس فلتس المفكر القبطي، والدكتور سينوت دولار شنودة المفكر القبطي. ندد الأساقفة بهؤلاء المتكلمين، واصفين إياهما، بأنهما يحملان فكرا مختلفا عن الكنيسة الأرثوذكسية المستقيمة، ويرفضون وجودهم داخل اجتماع المجمع المقدس وحرروا بيانا يندد بهما ويطالبون البابا بالرجوع عن قراره. قالت مصادر كنسية مطلعة إن إحدى العاملات في المقر البابوي في العباسية معنية بإدارة المشروعات واجتماعات المجمع المقدس ومقربة من البابا تواضروس اقترحت عليه الاستعانة بالمفكرين ليكونا متكلمين في سيمنار المجمع المقدس. فور الإعلان عن اسمي المتكلمين في الاجتماع السنوي لمجمع الكنيسة الأرثوذكسية، واصفين إياهما بأنهما “مهرطقين”. وكشفت المصادر أن البابا تواضروس عقد اجتماعا مع عدد من الأساقفة المعترضين، وتحدث بلهجة قوية وصوت عال وقال لهم “أنا بطريرك الكنيسة محدش هيخاف على وحدة وسلام الكنيسة قدي مش كل ما أعمل حاجة تعترضوا عليها”. وبعد جدل واسع مع بعض الأساقفة المعترضين ترك الاجتماع وذهب إلى مقره، وكان يحضر الاجتماع الأنبا أبانوب أسقف منشية ناصر، والأنبا دانيال أسقف المعادي وسكرتير المجمع المقدس والأنبا مرقس أسقف شبرا الخيمة وعدد من الأساقفة الذين طلبوا من البابا الهدوء، حتى لا تتشتت وحدة الكنيسة. وكشفت المصادر أن الأنبا أغاثون أسقف مغاغة والعدوة يتزعم الانقلاب على قرار البابا، وحرص عدد من الأساقفة معه على التنديد بهذا القرار، مشيرة إلى أن الأنبا اغاثون يدير حركة قبطية تسمى حركة حماية الإيمان المسيحي، مستعينا بعدد من الأشخاص في نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي منذ عام 2015 يقودهم مينا أسعد كامل أحد الشمامسة التابعين للأنبا أغاثون، وتؤكد الحركة أن هدفها التصدي لمن يخالف التعاليم الأرثوذكسية المستقيمة، على حد قولهم. ويقول المفكر القبطي كمال زاخر “افترض أن هناك أشخاصا يخالفون الكنيسة في إيمانها، ويتبنون هرطقات ترفضها الكنيسة، ويزعمون أنهم يؤمنون بإيمان الكنيسة أليست هذه فرصة توثق بالصوت والصورة بطبيعة الحال، ليكشف الآباء المتمرسون في العقيدة زيف وفساد ما يقوله هؤلاء؟”.
أقارب عقارب
السؤال عن الأقارب وصلة الرحم، التي أوصانا بها الله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم يتكرر بسبب حالة الجفاء التي انتبه لها عصام العبيدي في “الوفد”: زادت عوامل الفرقة بين الأقارب، وزاد منهم الأذى لدرجة بات معها المثل الذي يقول: «أنا واخويا على ابن عمي.. وأنا وابن عمي على الغريب» بات هذا المثل الآن في ذمة التاريخ، لدرجة أن المثل الرائج الآن هو أن «الأقارب عقارب» وهو مثل محزن جدا.. لكنه يجسد لأي مدى وصلت العلاقات الإنسانية بين الأهل الأقارب.. لدرجة أنك الآن تستطيع أن تأتمن صديقك، وتطلعه على سرك.. وتكون أمامه كالكتاب المفتوح.. ولكن لا تستطيع أن تفعل ذلك مع أحد أقاربك.. حتى لو كان أخاك نفسه يتساءل الكاتب: ما هو السبب الذي أوصلنا لمثل هذا الوضع المتردي.. الذي بات فيه قطع صلة الأرحام هي الأصل.. ووصلها هو الاستثناء بعينه؟ أسباب كثيرة أوصلتنا لهذا وأهمها طمع الدنيا، خاصة في العائلات والأسر التي تركت لأولادها مواريث، لاسيما الأرض بأنواعها، سواء أكانت أرضا زراعية أو مبانى. فهنا غالبا ما يتملك الطمع أحد أفراد الأسرة.. فيستأثر لنفسه بالميراث أو أكثره، ويحرم باقي الورثة منه.. وهنا تنشأ البغضاء.. ويزرع الحقد وتمتد جذوره بين أفراد الأسرة الواحدة.. فتقطع الأرحام وتتقطع أواصر المحبة بين أفراد الأسرة الواحدة. والحل هنا بسيط وهو في يد رب الأسرة.. ويتمثل في العدل بين الأبناء.. والأفضل أن يحدد حق كل وارث من ورثته، من دون أن يمكنه منه إلا بعد وفاته.. حتى لا يأمن غدر الأبناء في أواخر أيام حياته. أما الدولة فدورها أن تضرب بيد من حديد على يد كل ظالم يأكل حق باقي الورثة.. وأن تكون القوانين ناجزة وعادلة.. في إقرار الحق. أما نحن كأفراد فعلينا ألا نسمح بتدخل الزوجات في الخلافات الأسرية بين الأشقاء.. حتى لا تزداد النار اشتعالا.. وتزداد الكراهية بين الإخوة والأخوات علينا أن نتغلب على الشيطان وأن نصل الأرحام مهما صدر منهم من ظلم، أو تجاوز حتى لا ننال غضب الله ورسوله.

“القدس العربي”:

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب