مقالات

كيف نتعامل مع الفكر العربي الوحدوي -الجزء 1- بقلم الدكتور عزالدين دياب

بقلم الدكتور عزالدين دياب

كيف نتعامل مع الفكر العربي الوحدوي -1-
بقلم الدكتور عزالدين دياب
كيف نتعامل مع الفكر العربي الوحدوي، وكيف ننظر إلى قضايه وهمومه،وبأي عين نرى أطروحاته،ومفاهيمه،ومصطلحاته؟
هذّه الأسئلة تريد منّا أن نحدد المنهج الذي نستخدمه في تحليل ومن ثم تفسير أطروحاته ومفاهيمه،من أجل أن نستدل على منشئ،تلك الأطروحات،وما صاحبها من مفاهيم،وهل نشأت تاريخيا،من خلال الولاءات والانتماءات،ومالها من عصبيات،
تستند إلى المفاخرة،والتباهي بالأنساب،والاعتزاز بالأصول والجذور،وما لهذا كله من رصيد شعبي،ومؤازرة،وما يتأتى عنه من ولاءات وانتماءات عصبية،حمالة للوحدة والانقسام.أم نهرع باتجاه الأفكار والنظريات التي ولدت وترعرت،و انفصلت في مجتمعات لها نواميسها الخاصة بها،ولها ترابها وتاريخها الذي أملى على هذا الفكر أن يكون له أطروحاته ومفاهيمه،التي تكونت بفعل المحاكاة،غير المتوقفة،بين هذا الفكر ورجاله،وبين الواقعات البنائية التي يطرحها،واقع هؤلاء الناس،ومتغيراته،بل قل تجاربهم الاجتماعية الممهورة بالعلاقة القائمة والمتغيرة،بين ثلاثية الوجود:الإنسان،والأرض والتاريخ بزمنه.أرى أنّ الاختلاف في وجهات النظر بين هذا الفريق،وذاك ممن يقرؤون الأحداث والواقعات،وما تنتجه من مفاهيم وأطروحات هو العين التي تقرأ.
فالعروبة التي نريد قراءة كل مايخصها من معاني،بالمعنى الأنثروبولوجي الثقافي،من مفاهيم وأطروحات،وما رافقها من
متغيرات،والنظر إلى هذه المتغيرات،ومسيرتها،في عالم ودنيا الفكر القومي العربي،نريد قراءتها بعين أخذ صاحبها عهدا على
نفسه،أن يتم قراءتها في أرضها وزمانها وإنسانها،وأن لايقرأها بعين رجال فكر قالو ماقالوه في أحداثهم وواقعهم،بناء على
العلاقة الجدلية بين إنسانهم،وأرضهم وزمانهم.
وليس من شأن هذه الدراسة،طرح إشكاليات هذه القراءة وتلك ومن ثم نقد هذه القراءات،وإنما التوجه إلى قراءة العروبة على النحو التي نقدمها،في دراسة عنوانها:العروبة الحديثة،تحليل في المضامين.*
مقدمة
لم يتوقف الحديث والحوار عن العروبة الجديدة والحديثة،ولاتزال الندوات تعقد في أكثر من بلد عربي عن العروبة الحديثة
وتجلياتها في الوطن العربي. وإذ تحتل العروبة بعانيها ومضامينها،ومالها وماعليها هذه المساحة،ويتناولها الكتاب من باحثين وأساتذة جامعات،بالتوصيف والنقد،والتحليل والمراجعة،فهذا معناه أنّ العروبة لاتزال،حتى هذه اللحظة واللحظات القادمة،قضية القضايا في معركة المستقبل العربي.
لذلك نعتقد أنّ مفهوم العروبة،يُلزمنا البحث في مضامينه المتغيرة المتطورة،جنباً إلى جنب مع مضامينه التي تحافظ
على جوهرها،لأنّها تمثل القيم والأهداف والهوية للشعب العربي،ولأنها أيضاً المضامين المؤسسة لشخصية الأمة العربية
ومعالمها الرئيسة،وهذا حال المضامين التي تشكل هوية الأمة .وشخصيتها الاجتماعية،وما بينهما من روابط تاريخية وثقافية.
والحقيقة أنّ الالتزام بتحليل مضامين العروبة،تحليلً منهجيّاً، يبداً من خلفية الإيمان بالعروبة،والانتماء لاتجاهاتها،وما يترتب
على ذلك من مواقف أمام التيارات المخاصمة والمعادية للعروبة،وما يبشرون به،من أنّ العروبة،زالت بزوال مرحلتها،
وانتهت بانتهاء أهلها.
 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب