مقالات
العروبة الحديثة تحليل في المضامين-الحلقة الخامسة. بقلم د- عزالدين حسن الدياب
بقلم د- عزالدين حسن الدياب
العروبة الحديثة تحليل في المضامين-الحلقة الخامسة.
بقلم د- عزالدين حسن الدياب
ان العروبة الحديثة شأنها شأن العروبة القديمة،ترى رؤية تاريخية تقول:إنّ العروبة ليست مرحلة ماضيةإلى حيث لارجعة في حياة الأمة العربية،وليست شيئاً من تطور وتحول الطبقات الاجتماعية،إنّها نضجت يوم بدأ العرب دفاعهم ضد الغزو الحبشي..وضد الغزو الفارسي والروماني،وهذا ماجعلها حضناً وأمّاً للقومية العربية.ثم ازدهرت وترعرعت وصار لها آفاق جديدة غداة ظهور الإسلام،وأصبح لها حضورها في الفتح والتحرير،وبناء الدولة العربية ..واستمرّت محاربة للصليبية القديمة والجديدة،وما حملته من أهداف توسع وغزو ونهب وقتل.
والعروبة الحديثة متمسكة بالإسلام تراثاً،ولن تنفصل عنه،تحت ىدعوى الرجعية واليمينية..تجربة مطلقة في حياة الأمة العربيةً،فقيَمه قيمها،وأخلاقه أخلاقها وكلمة السر في هذه العلاقة العضوية الجدلية بين العروبة إنّه جاء لمعالجة الواقع العربي وإصلاحه،ومواجهة المشكلات والتحديات التي كان يتعرض لها المجتمع العربي وقتذاك،والنهوض بأخلاق أبناء العروبة.
وما قيل عن العروبة الحديثة،حتى هذه اللحظة،يحيله إلى سؤال قومي وحدوي،يجد نفسه في البحث عن قدرها من
الأمس إلى اليوم،وتعني بالقدر الشروط والظروف الموضوعية والذاتية،التي جعلت العروبة غمّازة حسن لشباب الأمة العربية،
وتجديد هذا الشباب،حتى هذه اللحظة واللحظات القادمة.
وعن سؤال من يتجاهل دور هذا القدر/الشروط بأن جعل الأمة العربية مالكة المعالم خاصة بها،وهذا الذي جعلها تدخل في التاريخ ولاتعاكسه،ومن هنا فإنّ مشروعية البحث والتنقيب والتحليل،في هذه الشروط،يضعه في مستوى المهمة النضالية
المستمرة دون توقف.ولكن الرحلة مع تاريخ العروبة:الوعي به..والتمحيص في حوادثه..في انتصاراته وانكساراته ليس مكانه..وليس زمانه في هذه الدراسة،ومع ذلك فالبحث جار عن ذات الأمة،يوم كان الانقسام القبلي ضارباً جذوره في بناها القبلية،وقابلية التبعية للروم والفرس،تقدم إشارات عن نضج العروبة وتململها للخروج من ذلك القدر.
هذا الكلام يريد أن يقول شيئاً عن أوضاع الجزيرة العربية،وما فيها من انقسامات وحروب قبلية،وتبعية للخارج كانت وراء
الآراء،التي أخذت تتبلور في عمقها،باحثة عن مشروعية لها،وعن مستقبل تتموضع فيه.
وتبارت هذه الآراء في البحث والغوص في إشكالات الأمة العربية،وتشخيص الموانع والأهداف،وابتكار الحلول القادرة
على فك الاشتباك القبلي وطرح بدائله التوحيدية.وتعالت الأصوات وتشابكت معلنة حلولها،هذا يقوله شاعر ،وآخر ينطق به حكيم،وفي خضم الإرهاصات التي كان يسمع وقعها في مركز الجزيرة العربية..في مكة وأطرافها تبلورت الآرآء في ثلاثة اتجاهات–يرجى الرجوع إلى كتابنا :التحليل الاجتماعي لظاهرة الانقسام السياسي في الوطن العربي-مكتبة مدبولي-القاهرة -ط1-1993″.
1-الاتجاه الذي يرى خلاص الأمةً في انغلاقها على نفسها،والرضا بما عليه حال الأمةً.
2- الاتجاه الذي رضي واستراح إلى حال التبعية للفرس والروم،وإلى تجلياته في أكثر بقعة من بقاع الوطن العربي.
3- الاتجاه الذي مثّل المستقبل العربي بإعلانه النفير العام،والخروج من المأزق التاريخي وعسره،والخروج من مكة باتجاه الأفطار العربية للفتح والتحرير،وإبلاغ الرسالة الخالدة،وعن مواطنة جديدة،تِدافع كل ما يعيق بلوغ الإنسان العربي حقوقه،
وإنسانيته العربية.
د- عزالدين حسن الدياب