خبير الصواريخ موطي شيفر : القبّة الحديديّة أكبر خدعةٍ عالميّةٍ وخلال الهجوم الإيرانيّ لم تُسقِط صاروخًا واحدًا
خبير الصواريخ موطي شيفر : القبّة الحديديّة أكبر خدعةٍ عالميّةٍ وخلال الهجوم الإيرانيّ لم تُسقِط صاروخًا واحدًا
قال الدكتور موطي شيفر خبير هندسة الطيران والفضاء والحائز على جائزة أمن إسرائيل، إنّ منظومة (القبّة الحديديّة) هي أكبر خدعة شهدها العالم، وهذا التصريح كان بمثابة صاعقة زاد من رعب الإسرائيليين.
وأضاف في حديثٍ مع المؤرّخ الإسرائيليّ أوري ميليشتاين، أنّ الدفاعات الإسرائيليّة لم تُسقِط حتى صاروخًا إيرانيًا واحدًا خلال الهجوم في نيسان (أبريل) الفائت، على الرغم من أنّ الجيش الإسرائيليّ أطلق 500 صاروخ من (القبّة الحديديّة)، مُشيرًا في الوقت عينه إلى أنّ الناطق العسكريّ الإسرائيليّ يكذِب أوْ أنّه ليس مطلعًا على ما جرى، طبقًا لأقواله.
وفي معرض ردّه على سؤالٍ أكّد الخبير الإسرائيليّ أنّ ما جرى في نيسان (أبريل) الماضي كان عبارةً عن مناورةٍ تمّ خلالها استخدام القليل من المواد المتفجرّة من قبل الإيرانيين بشكلٍ يُثير الإعجاب، واختتم قائلاً إنّه منذ تسعة شهورٍ يقوم (حزب الله) اللبنانيّ بقصف شمال إسرائيل بمئات الصواريخ مختلفةٍ وفي مقدّمتها الصواريخ من طراز (كورنيت)، والتي سببت أضرارًا فادحةً، ولم يتمكّن الجيش الإسرائيليّ من السيطرة على الوضع ومنع هذا التهديد”، على ما قال.
وكان شيفر قال سابقًا في تصريحات أدلى بها لإذاعة (راديو 103 العبريّ) ونقلتها صحيفة (غلوبس) العبريّة الاقتصاديّة، أضاف قائلاً إنّه “لا يوجد اليوم أيّ صاروخٍ يستطيع اعتراض صواريخ أوْ قذائف صاروخية، و(القبّة الحديديّة) عبارة عن ضوءٍ صوتيٍّ يعترض فقط الرأي العام الإسرائيليّ وبالطبع نفسها أيضًا، ففي الواقع، جميع الانفجارات التي نشاهدها في الأجواء هي تدمير ذاتي، فلا يوجد أيّ صاروخٍ خرج من (القبة الحديديّة) اعترض صاروخًا واحدًا على الأقل أطلق من قطاع غزة”، على حدّ تعبيره.
وتابع إنّ “المناطق المفتوحة هي عبارة عن خرافة وجدت من أجل تضخيم (القبة الحديدية) بأنّها تعترض صواريخ، فالصواريخ التي تمّ اعتراضها على يد (القبة الحديدية) ولا تصل إلى الأرض هي صواريخ افتراضية، يتم ولادتها وإماتتها في حاسوب التحكّم للقبة”، مُضيفًا: “حتى اللحظة لا يوجد أيّ شخص شاهَد صاروخًا تم اعتراضه يسقط على الأرض”، أكدّ شيفر.
وبحسب شيفر، فإنّ الأجزاء التي نراها على الأرض تعود للقبة الحديدية نفسها، فنحن نطلق على أنفسنا، صواريخ افتراضية، مُختتمًا بالقول إنّ “منظومة (القبة الحديدية) عبارة عن مؤامرة مشترك فيها الكثير، منها أصحاب مصالح ويخافون من السلام مثل الصناعة الأمنية ورئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو”، على حدّ قوله.
من ناحيته قال د. داني غولد، وهو جنرال في الاحتياط، والذي بادر إلى إنتاج منظومة (القبّة الحديديّة) للإذاعة نفسها “إننّي لا أُريد الدخول في قضايا شخصيّة، فليؤمن شيفر بما يُريد، لأنّ كلّ عاقل يعلم ما هي الحقيقة، وأضاف قائلاً إنّ كل عمليات الاعتراض التي قامت بها القبّة الحديديّة ضدّ صواريخ المقاومة الفلسطينيّة موثّقة ومصورّة”، مضيفًا أنّ “أبرز الأدمغة في الدولة العبريّة عملت ليلاً ونهارًا من أجل إنتاج القبّة الحديديّة، التي تُبلي بلاءً ممتازًا في صدّ الصواريخ الفلسطينيّة”، على حدّ تعبيره.
ورغم الرقابة العسكريّة التي تفرض على وسائل الإعلام لمنعها من نشر أيّ معلوماتٍ متعلقةٍ بالحرب، أكّدت مقاطع فيديو وصور وشهادات عيان نجاح نسبة مرتفعة من الصواريخ في الوصول إلى أهدافها، كما تحدث محللون عسكريون إسرائيليون عن أنّ استمرار لجوء الإسرائيليين للملاجئ للاحتماء من صواريخ غزة هو أكبر دليل على علمهم بضعف وعجز منظومة (القبّة الحديديّة).
جدير بالذكر أنّه في الأيام الثمانية من عدوان (عامود السحاب) في تشرين الثاني (نوفمبر) من العام 2012 اعترفت الحكومة الإسرائيليّة رسميًا بأنّ تكلفة عمليات اعتراض نظام (القبة الحديدية) للصواريخ الفلسطينية خلال الأيام الثمانية من القتال في غزة بلغت ما بين 25 و30 مليون دولار، مؤكّدةً أنّ هذه المنظومة المدعومة من الولايات المتحدة تستحّق ما استُثمر فيها من أموال.
على صلةٍ بما سلف، قال العقيد (احتياط) في جيش الاحتلال، كوبي ماروم للقناة الـ 12 بالتلفزيون العبريّ إنّ: “الردّ الإيراني على قصف القنصلية في دمشق كان خطيرًا جدًا وحاول فرض معادلة جديدة، الحدث أظهر التقديرات غير الدقيقة لدى الاستخبارات الإسرائيلية التي قللت من خطورته”.
وتابع: “الرد الإسرائيلي على الضربة الصاروخيّة الإيرانيّة كان صغيرًا ويمثل خطأ خطرًا، الآن يجلس الإيرانيّ مع ممثلي محور المقاومة في غرفة عملياتٍ مشتركةٍ في وسط طهران ويخططون وينسّقون بشأن الهجوم على إسرائيل، وقد يُشَّن الهجوم من عدة ساحاتٍ لتضليل منظومة الدفاع المتعددة الطبقات”.
وأوضح في الختام: “حقق الإيرانيون إنجازات قبل أنْ يطلقوا الصاروخ الأول: استنزاف وخوف في أوساط كثيرين من الإسرائيليين وضرر اقتصاديّ”، لافتًا إلى أنّ “التصعيد في مواجهة إيران وحزب الله يوضح الحاجة الإسرائيليّة الماسّة إلى العمل على عقد صفقة تبادُل لحل المأزق الاستراتيجيّ في الشمال وبناء تحالفٍ مع الولايات المتحدة والدول العربيّة”، طبقًا لأقواله.