
الحرب الكورية
كتب: د. كمال دفع الله- السودان –
#الهدف_آراء_حرة
نشرت صحيفة التايمز البريطانية افتتاحية متعالية تقول: “سيكون من المستحيل العثور على ورود تنمو على كومة قمامة من ديمقراطية صحية ترتفع من أنقاض كوريا”، لكن كلا التوقعين ثبت خطأهما، ففي عام “1988م”، وبعد “30” عاماً فقط من نهاية الحرب الكورية، استضافت كوريا الألعاب الأولمبية الصيفية في سيئول وفي عام “2002م”، استضافت كأس العالم لكرة القدم مشاركةً مع اليابان.
إذا نظرنا إلى حجم الجيوسياسية للقارة الأوراسية الواسعة، فإن حقيقة أن دولة صغيرة مثل كوريا الجنوبية، لا تتجاوز مساحتها “100” ألف كيلو متراً مربعاً، واقعة في طرف القارة، لا تزال ديمقراطية حرة، هو معجزة حقيقة، معجزة في النهوض والتقدم والبقاء والابداع.
أصبحت اليوم قارة آسيا مركزاً للثقل العالمي، وتمثل أكثر من “40%” من إجمالي الناتج المحلي العالمي ومن المتوقع أن تنمو إلى “60%” بحلول عام “2050م”، وتقود الدول الكبرى في آسيا الثورة الصناعية المقبلة.
إنهم يطورون تقنيات المستقبل مثل أشباه الموصلات الحوسبة الكمومية، والتكنولوجيا الحيوية اليوم آسيا مزدهرة، لكن السؤال هو هل آسيا في سلام؟
نلاحظ أن آسيا لا تزال لا تمتلك نظاماً إقليمياً مستقراً، والازدهار بدون سلام يعتبر هش، الأمر الواضح، الذي يمكن أن نفهمه هو أن الولايات المتحدة والصين في
حرب باردة جديدة، وفي خطاب سياسي، للرئيس الأمريكي جو بايدن ذكر أن “المنافسة يجب ألا تتحول إلى صراع” وكان الرئيس الصيني شي جيبينغ حكيماً ومسالماً عندما قال إن كوكب الأرض كبير بما يكفي لتنجح الدولتين”، ومع ذلك، في الواقع، تلجأ كلا الدولتين إلى الحمائية والأحادية،” اشتر الأمريكي” أو “صنع في الصين” هي شعارات القوتين العظمتين.
وأيضاً تزداد المنافسة بين التحالفات الديمقراطية والأوتوقراطية، فقد وصفت السيناتورة الأمريكية “مارشا بلاكبيرن” التحالف بين الصين وروسيا وكوريا الشمالية بـ”محور الشر الجديد” الذي حلّ في المفهوم الأمريكي محور الشرق القديم “العراق، ليبيا، سوريا، ايران، وكوريا الشمالية”، في حين يتهم آخرون التحالفات الأمريكية والشراكات الجديدة مثل الحوار الأمني الرباعي الذي يضم “الولايات المتحدة، الهند، اليابان، واستراليا” والمسمى “الكواد”، و”الأوكس” وهي اتفاقية أ.منية ثلاثية بين أستراليا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، التي ستساعد الدول الثلاث في تطوير ونشر غوا.صات تعمل بالطاقة النو.وية، إضافةً إلى تعزيز الوجود العسكر.ي الغربي في منطقة المحيط الهادئ، تتهم بأن هدفها جميعاً السعي لاحتواء الصين.
وبدلاً من التعايش نلاحظ أن المخاطر من تصادم عسكري في آسيا زادت، ويرى محدثي السيد العبقري “Chung Mong Joon” أن صديقه “العزيز” الدكتور الراحل هنري كيسنجر، كرس حياته لتجنب حر.ب عالمية ثالثة، حقق ديتانت مع الاتحاد السوفيتي والتقارب الدبلوماسي مع الصين، واليوم، العالم بحاجة إلى هذا النوع من القيادة لمنع التوترات من التصاعد إلى حر.ب عالمية..