مقالات

العروبة الحديثة..تحليل في المضامين.الحلقة الثانية عشرة والأخيرة بقلم د-عزالدين حسن الدياب

بقلم د-عزالدين حسن الدياب

العروبة الحديثة..تحليل في المضامين.الحلقة الثانية عشرة والأخيرة
بقلم د-عزالدين حسن الدياب
أوّلاً-من الملاحظ أنّ الوحدة والتنوّع في المضامين بين العروبة الحديثة الجديدة ،والعروبة القديمة،شكّل أرضية لإضافة مضامين جديدة،لم تكن لتحدث أو تتم لولا هذه العلاقة الجدلية.ولاشك أنّ حيوية الحياة العربية،مكّن العروبة من التفاعل الخلاق مع روح العصر،وإنتاج مضامين جديدة تغالب التحديات،التي تواجهها الأمةً العربية،في معركة المستقبل،والتجاوب مع مايجري في البناء الاجتماعي العربي من تحولات في أنساقه.
ثانياً-أظهرت الدراسة،أنّ مضامين العروبة الحديثة على تنوّعها النسقي البنائي،حافظت على تواصلها وتداخلها،بحكم الاعتماد الوظيفي المتبادل القائم أصلاً في البناء الاجتماعي العربي.
ثالثاً-إنّ التغيرات التي حدثت في النسق السياسي العربي ،إثر وصول فصائل من التيار القومي العربي إلى السلطة،وضع العروبة الحديثة أمام ضرورة إعادة النظر ببعض المضامين،التي اكتسبتها،وتلك التي تخلّت عنها،وما كان للعروبة الحديثةالقيام بها لولا الممارسة السياسية والاستفادة من الأخطاء.
رابعاً-أفادت الدراسة بأن إقحام العروبة بمضامين نابعة ومستمدة من مجتمعات وتجارب اجتماعية مختلفة ومتباينة في تجربتها الاجتماعية عنّ التجربة الاجتماعية العربية،بحكم مركزية هذه التجارب،في أسبقية التحول،نحو رأسمالية الدولة،
أو مايطلق عليه التحول نحو الاشتراكية،أدى إلى طغيان المضامين الأيديولوجية،على حساب المضامين البنائية،المستخلصة من البناء الاجتماعي العربي.
خامساً- النتيجة السابقة قرّرت حالة مجتمعية،وهي أنّ مضامين العروبة القديمة/الحديثة خلاصة للتطور الذي حدث في البناء الاجتماعي العربي من الأمس إلى اليوم وما التدافع بين بعض المضامين إلاّ استجابة للحالات والتحديات الملحّةالتي يقرّرها ويفرضها،لكن التدافع،كما أسلفنا،لايمثل عملية انقطاع،وإنّما هو تواصل وتبادل بالوظائف والمهام.
سادساً-برهنت مضامين العروبة أنها تتدافع مع بعض مضامين العروبة القديمة،لأنها فقدت وظيفتها البنائية،وهذا دلالة على واقعيتها وجذورها البنائية،وطريقتها في التعبير عن واقع التطور الذي حدث في الحياة العربية،الأمر الذي أعطاها القدرة أن تجيب بمنهجية عالية على المضامين التي أقحمت فيها،وأدخلت إلى بنيانها بقوة هيمنة الأيديولوجيا،لأنّ هذه المضامين فاقدة الوظيفة البنائية،التي تتوافق وتنسجم مع حركة البناء الاجتماعي العربي بمستوياته المحلبة-الجهوية والوطنية والقومية-العربية.
ههنا نشير إلى أن الدراسة وهي تقوم بمهمة عرض مضامين العروبة الحديثة،وتقدّم تفسيراً لها،انتبهت إلى دور الخصوصية التي تعرف بالنسبية،بًصفها لحظة من لحظات العالمية.
سابعاً- وتنبه الدراسة إلى أنّ تعاملها المنهجي مع الخصوصية في إطار ماقالته عنها،يقوم على مجموعة من المؤشرات والمعطيات البنائية،التي تخضع للمقارنة والقياس خلال انتقال المجتمع من مرحلة اجتماعية لأخرى ،علماً أنّ المنهج لايفوته رؤية هذه المؤشرات وممكناتها في التحول إجرائياً إلى .متغيرات رئيسة وثانوية.
ثامناً-خلصت الدراسة إلى نتيجة مفادها أنّ مضامين العروبة التي وردت تباعاً في متنها،مستخلصة من الحياة العربية،كما يحياها الناس في حياتهم اليومية،في الحي والشارع،وفي القرية والبلدة والمدينة،وفي المزارع،أقصد تأريخها وبناها الاجتماعية ومافيها من علاقات وثقافة،وإنتاج وإعادة إنتاج،وما يقع في هذه الحياة من أحداث ووقائع مقرونة بمؤشراتها ومعطياتها والتي كانت لنا بمثابة دليل عمل،لاستخلاص تلك النتائج،دون قسر،أو ليَّ عنق المجتمع العربي وحقائقه لصالح علم الاحتماعالغربي،بشقيه الماركسي والأورو-أمريكي،وتبني منطقه بكل مركزيته الأوربية،وشطحة هروبيية،إلى الأمام على النحو الذي فعله إنجلز،في مقال له في دًرية النجم الشمالي،عندما بارك وثمّنَ أسر عبد القادر الحزائري من قبل قوات الاحتلال الفرنسي حيث اعتبر من حسن التوفيق،أن يكون الزعيم العربي قد أسر.
[“7″أنّ فتح الحزائر واقعة مهمّة وموائمة لتقدم الحضارة-كارل ماركس وفريدريك إنجلز :الماركسية والجزائر -ترجمة جورج طرابيشي -بيروت- دار الطليعة-1978- “انتهى
د-عزالدين حسن الدياب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب