رئيسيالافتتاحيه

خطاب  ابومازن  والعودة للتاريخ ؟؟؟؟؟

خطاب  ابومازن  والعودة للتاريخ ؟؟؟؟؟

بقلم رئيس التحرير 

المتمعن في نصوص وكلمات ومعاني  خطاب الرئيس محمود عباس وقوله ، عن عزمه التوجه مع جميع أعضاء القيادة الفلسطينية إلى قطاع غزة من أجل وقف الحرب الإسرائيلية، داعيًا قادة العالمين العربي والإسلامي لمرافقته ومجلس الأمن الدولي لتأمين وصوله إلى القطاع.

وقال عباس أمام النواب الأتراك الذين ارتدوا أوشحة بها علم فلسطين إنه يقدر مواقف الرئيس أردوغان ومواقف تركيا الرافضة لسياسات الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني.

وتابع في كلمته أن “الوحدة الوطنية الفلسطينية أقصر طريق لتحقيق الانتصار على العدو.. ولن يهدأ لنا بال حتى تحقيق الوحدة” كما دعا عباس في كلمته إلى تحرير أكثر من 10 آلاف أسير وأسيرة فلسطيني في سجون الاحتلال الإسرائيلي وطالب مجلس الأمن بتنفيذ قراراته بوقف إطلاق النار فوراً وسحب قوات الاحتلال الإسرائيلي من غزة وتنفيذ توصيات محكمة العدل الدولية.

هذا الخطاب بمقاصده ومعانيه وغاياته يعيدنا للتاريخ ولخطبة طارقِ بْنِ زيادٍ رحمه اللّه تعالى حين وقف خطيبا في أصحابه، فحَمِدَ اللّه وأثنى عليه بما هو أهله ثم حثّ المسلمين على الجهاد ورَغَّبهم ثم قال:

   أيها الناس، أين المَفَرُّ؟ البحرُ من ورائكم، والعدوُّ أمامَكم وليس لكم واللَّهِ إلا الصدقُ والصَبْرُ. واعلموا أنكم في هذه الجزيرة أَضْيَعُ من الأيتام في مَأْدُبَةِ اللِّئام، وقد اسْتَقْبَلَكم عدوّكم بِجَيْشِهِ وأَسْلِحَتِهِ، وأَقْواتُه موفورةٌ ، وأنتم لا وَزَرَ لكم إلا سيوفُكم ولا أقواتَ إلا ما تَسْتَخْلِصُونَه من أيدِي عدوِّكم، وإِن امْتَدِّتْ بكم الأيامُ على افتقارِكم ولم تُنْجِزوا لكم أمراً ذهبتْ رِيحُكم، وتَعَوّضَتِ القلوبُ من رُعْبِها منكم الجَرَاءَةَ عليكم، فادفعوا عن أنفسكم خُذْلانَ هذه العاقبة من أمركم بِمُنَاجَزَةِ هذا الطاغية.

وحقيقة القول أن هذا الخطاب  للرئيس محمود عباس يعيدنا للتاريخ تاريخ الأندلس وخطبة طارق بن زياد  ، تاريخ الثبات والصمود وهو الحال الذي عليه الشعب الفلسطيني الذي لا مفر أمامه سوى الثبات والصمود  في مواجهة سياسة التوحّش الإسرائيلي الذي  يطال الفلسطينيين في كل مكان، وليس في غزة فقط، كما في سياق سياسة معلنة وصريحة لأقطاب حكومة الإرهاب والإجرام الإسرائيلية لإلغاء السلطة الفلسطينية وليس سلطة «حماس» فحسب.

لقد بلغ حجم التغوّل الإسرائيلي مبلغا يضع السلطة الوطنية الفلسطينية أمام خيارات حادة لا تملك من شؤون مواجهتها، على ما يظهر، سوى المراهنة على أن يؤدّي التوحّش الإسرائيلي، والتوتّر الخطير الذي أدى إليه في المنطقة، إلى تصدّعات وتوازنات جديدة في المنطقة والعالم.

وضمن هذه الظروف العصيبة فان خطاب الرئيس وحديثه  عن ” التوجه إلى غزة ”  موقف متقدم ونقله نوعيه يمكن توظيفها ضمن المواقف التي يقوم الفلسطينيون (وليس السلطة الوطنية و«حماس» وفصائل المقاومة فحسب) بنضالهم المستميت ضد إبادتهم وإلغائهم سياسيا، يضاف إليها ، جهود أخرى تندرج فيها مواقف تركيا نفسها، التي صعّدت لهجتها وأفعالها، وخصوصا بعد اغتيال إسماعيل هنية، الرئيس الراحل للمكتب السياسي لـ«حماس» فهدد رئيسها اردوغان بالتدخّل مباشرة ضد إسرائيل، وانضمت إلى جنوب افريقيا ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية، وقطعت صادراتها إلى الدولة العبرية، ولا يمكن أن نتجاهل هنا الدور المحوري للعديد من دول الإقليم ودول العالم  في دعم النضال الفلسطيني،

ويندرج النضال الفلسطيني، بكل أشكاله، بالضرورة مع الاصطفافات الدولية الناشئة على خلفية العدوان الإسرائيلي، كمواقف دول مثل جنوب افريقيا وروسيا والبرازيل والصين، وكذلك مواقف دول غربية، مثل أيرلندا التي كانت أول من يعلّق على تجاوز عدد شهداء غزة 40 ألفا باعتباره «عار العالم» ومثل اسبانيا، والنرويج وغيرها، ومواقف جريئة لدول إسلامية مثل إندونيسيا وماليزيا.

الخطاب لقي تجاوب وترحيب القوى والفصائل الفلسطينية بدعوة الرئيس محمود عباس للوحدة الوطنية والبدء بإصدار القرارات اللازمة لتنفيذ “إعلان بكين”*

واعتبرت القوى والفصائل الفلسطينية ما ورد في خطاب الرئيس محمود عباس أبو مازن، أمام البرلمان التركي من نقاط يمكن البناء عليها في سبيل المضي قدما لتحقيق الوحدة الوطنية في مواجهة الاحتلال دفاعاً عن الشعب الفلسطيني وقضيته وحقوقه المشروعة.

وأكّدت القوى والفصائل الفلسطينية ما أعلنه الرئيس محمود عباس وفتح الباب باتجاه دعوة الأمناء العامين لعقد اجتماع لتحقيق الوحدة الوطنية وتفعيل الإطار القيادي المؤقت الموحد للشراكة في صنع القرار وإصدار المراسيم والقرارات اللازمة لتنفيذ “إعلان بكين” والبدء بخطوات تحقيق وحدة وطنية شاملة تضم كافة القوى في إطار منظمة التحرير، وتشكيل حكومة توافق وطني مؤقتة. وقيادة معركة الكل الفلسطيني في مواجهة حرب الإبادة، التي تشنها حكومة الاحتلال الاسرائيلي وتتطلب تحقيق وحدة الشعب الفلسطيني على طريق الحرية والاستقلال والعودة.

الشعب الفلسطيني الذي يتعرض للعدوان الوحشي ولمؤامرة دوليه  تستهدف محو وجوده وتصفية قضيته، لا مجال أمامه  إلا تحقيق الوحدة الوطنية والاصطفاف في خندق النضال والمواجهة مع الاحتلال الصهيوني العنصري وال أحلالي حيث لا مفر الا مواجهة العدوان والصدق والصبر وحديث الرئيس محمود عباس عن خطوة الذهاب لقطاع غزة والقدس وهو تأكيد على  أن  الشعب الفلسطيني بتضحياته وثباته وصموده أثبت قدرته على التصدي للعدوان الإسرائيلي ومتمسك بكافة حقوقه المشروعة حتى تحقيق الحرية وإنهاء الاحتلال وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب