مقالات
من أجل مدرسة عربية في الأنثروبولوجيا النّقديّة* بقلم د- عزالدين حسن الدياب.
بقلم د- عزالدين حسن الدياب
![](https://sawtoroba.com/wp-content/uploads/2024/07/ezeildeen-dyab.jpg)
من أجل مدرسة عربية في الأنثروبولوجيا النّقديّة*
بقلم د- عزالدين حسن الدياب
عندما ندعو إلى علم أنثروبولوجي،يتخصص في قضايا الوطن العربي،بكل مستوياتها ومضامينها وأنسابها البنائية،كنّا ننظر إلى التجربة الاجتماعيّة التاريخية العربية، في ماضيها وحاضرها ومستقبلها،كنّا ننظر بنفس العين إلى مستوياتها الجهوية والوطنية والقومية،بعين مستقبلية،ترى أنّ هذه التّجربة يجب أن تقرأ قراءة أنثروبولوجية نقديّة قوامها سلسلة من المفاهيم والأطروحات المستخلصة من الجدل الاجتماعي للحياة العربية ومن أجل فهم موضوعي منهجي لكل ما يدور في هذه الحياة من أحداث وظواهر وتغيّر بناء على النواميس التي تحكمها.وثمة إجراءات بحثية يجب أن تأخذها الأنثروبولوجيا النقدية في مدرستها العربية،تحديد وتعيين الأهداف التي تريدها وتطمح إليها،وفي مقدمتها بلوغ الجيل العربي الجديد،التي رسمها وأبان معالمها فكر البدايات،واعتبرها،المدخل للظفر بالوحدة العربية،لأنه رآها المحدد الموضوعي للنهضة العربية،مقرونة بدورها ورسالتها. والدعوة إلى مدرسة عربية في الأنثروبولوجيا النّقدية،تاتي من خلال التحديات التي تواجه الأمة العربية،وفي مقدمتها،سريان التطبيع مع الكيان الصهيوني،والترويج لفكر تطبيعي،يسوّغ التطبيع،وتوسيع دائرته، وارتكان أنظمة التطبيع الانصياع للمخطط الصهيوني،الذي يقوده الوكر الصهيوني الماثل في البيت الأبيض،ودولته القوية.وتأتي من خلال خلطة مفاهيمية أعدتها مراكز البحث الصهيونية في العالم،هذه الخلطة التي تسعى إلى تبديل الأولويات في معركة المصير العربي،وتغيير سلّم التحديات المستجدة.
معركة المفاهيم من أولويات الأنثروبولجيا النقدية العربية،وخاصة مع المفاهيم والمصطلحات،الأجنبية المنقولة
نقلا شائها من الفكر الصهيوني ،كأن نرى ظهور شخصيات صهيونية في الفضائيات”العربية” تحت تعلة حرية الإعلام،وتداول الآراء والمعلومات،وعدم احتسابها على سياسة التطبيع ورؤيتها حالة إعلامية مقبولة من قبل الرأي العام العربي.وللمدرسة العربية الأنثروبولوجية النقدية،أمثلة في مجال أن تفتح هذه المدرسة عينها،على سبيل المثال، على المدرسة النقدية الأنثروبولوجية في أحزاب وجامعات مشاركة في معركة تحرير أوطانها في أمريكا اللآتينية،تلك المدرسة التي كشفت المغالطات التي بنيت،على مشاركة المنظمات الدينية ًحركاتها في معركة الاستقلال،وبهذا التصيح وكشف المغالطات،التي ساهم فيه الفكر الأنثروبولوجي،بإضافة قوى جديدة محاربة.إذن؛فالأنثروبولوجيا النقدية،التي نريد إدخالها في معركة المصير العربي،هي التي تمشي في خطى متأنية،عندما تباشر في دراسة البناء الاجتماعي العربي،فتأخذ المستويات الجهوية
والوطنية والقومية في منهجها الدراسي،منطلقة من عرف وقانون قومي،يرى الحالة الوطنية،حالة قومية،والقومية حالة وطنية في كل تجلياتها،هو القانون الذي يوجّه الدراسات،التي تشكل مهمة نضالية للتيار القومي العربي،هذه الدراسات الغائبة الحاضرة في تيارنا القومي العربي. وثمة ملاحظة تعني المدرسة الأنثروبولوجية النقدية،تشير إليه باهتمام،وهي أنّ القانون القومي،سالف الذكر، يلزم يلزم الباحث رؤية الظواهر البنائية،داخل مجالها البشري والجغرافي والزمني،ومن خلال الاستناد إلى الفكر القومي العربي،الذي رفض رؤية الواقع العربي ،الذي رأته المدرسة الشيوعية العربية بعين إنجلز وهو يرى الصراع الحزائري الفرنسي. وفي هذه الحالة الأنثروبولوجية النقدية العربية،فإن على الباحث الذي يرى في الفكر القومي دليل عمله،طرح فروضه بناء على تصنت محكم لحركة الواقع العربي،في مستويات سالفة الذكر ،تمهيدا لأخذ موقف نقدي يقول باعتماد هذه الفروض أو نفيها،وصولاً للقوانين الاجتماعية في الحدود الممكنة والمعقولة،وأن لاتبهرنا الفروض،التي قالت بها دراسات أوروأمريكية.ويبقى هم الأنثروبولوجيا العربية النقدية،بلوغ التيار القومي العربي بناء التاريخ الاجتماعي-الثقافي العربي،بناء على معطياته ومتغيراته،في سياق التحديات الداخلية والخارجية التي يواجهها الوطن العربي،في معركة مصيره ومستقبله.
*حول هذا الموضوع يرجى الرجوع إلى دراستنا المنشورة ة،في مجلة”الفكر السياسي”-اتحاد الكتاب العرب-العدد العشرون-السنة السايعة-خريف 2004.
د- عزالدين حسن الدياب.