منوعات

نيللي الفنانة التي أحدثت انقلاباً في عالم المسرح الاستعراضي

نيللي الفنانة التي أحدثت انقلاباً في عالم المسرح الاستعراضي

كمال القاضي

بدأت التمثيل وهي طفلة لم يتجاوز عمرها 4 سنوات، اتخذت شقيقتها الطفلة المُعجزة فيروز مثلاً أعلى في مجال الفن والإبداع والتمثيل والاستعراض فصارت علامة بارزة ونجمة يُشار إليها بالبنان.
إنها الفنانة الاستعراضية الكبيرة نيللي أرتين كالفيان من أصول أرمينية، ولدت في عام 1949 شجعها والدها هي وشقيقاتها على هواية الفن والغناء والتمثيل وأتاح لهن فرصة ثمينة لدراسة الموسيقى والبالية فاستفدن كثيراً من الدراسة والتدريب والممارسة.
ونتيجة النجاح الساحق للشقيقة الكُبرى فيروز في السينما واحترافها لفن الاستعراض تشجعت نيللي فأطلقت لموهبتها العنان لتُمارس هوايتها بكل حرية فأهلها نجاحها وإصرارها لمُشاركة الموسيقار محمد الوهاب بطولة المُسلسل الإذاعي «شيء من العذاب» عام 1966 بعد ترشيحها من قبل الإذاعي الكبير محمد علوان رئيس الإذاعة المصرية آنذاك.
في تلك الأثناء كانت نيللي قد دخلت عالم السينما ولفتت النظر بدورها الإنساني في فيلم «الحرمان» وبعدها بفترة قصيرة شاركت شقيقتيها فيروز وميرفت بطولة فيلم «عصافير الجنة» الذي أنتجه والدها ليدعم به مسيرة بناته الثلاث ليُصبحن نجمات في عالم الفن السابع.
وبالفعل توالت عليهن الأدوار فلعبن أكثر من بطولة في عدد من الأفلام كان أبرزها فيلم «حتى نلتقي» وفيلمي «توبة» و«رحمة من السماء» حيث ساهم أداء البطلات الصغيرات في رواج النوعية الإنسانية من الأفلام التي سرعان ما تجاوب معها الجمهور فعززت من بقائهن على الساحة لفترة طويلة.
عملت الفنانة نيللي أيضاً مع بديع خيري في مسرحية «أوعى تعكر دمك» ودعمتها بقوة الفنانة ماري مُنيب في مسرح الريحاني فزادت أدوارها وتعددت فرصها وشكلت أهمية قصوى بالنسبة للفرقة في مرحلة ازدهارها.
قامت نيللي بالبطولة المُطلقة لأول مرة في فيلم «المُراهقة الصغيرة» وفي عام 1967 شاركت النجم كمال الشناوي بطولة فيلم «نورا» فزادها ذلك ثقة في نفسها ودفعها للتنوع والتنقل ما بين السينما والمسرح فشاركت في مسرحية «الدلوعة» وفيلم «دلع البنات» فتركت أثراً عظيماً لدى الجمهور فلقبها بالدلوعة اللقب الذي ارتبط بها لفترة طويلة من عمرها الفني وما زالت تعتز به إلى الآن.
ومن دواعي نجاح نيللي وتميزها ليس زواجها من المخرج الشهير حسام الدين مصطفى ولكن لأن مسيرتها الإبداعية سارت بالتوازي ما بين السينما والمسرح. ففي فترة السبعينيات قدمت أفلاماً مهمة مثل «الرجل الذي فقد ظله» و«دنيا» وشكلت مع محمود يسن في أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات ثنائيا ناجحا للغاية، حيث بلغ مجموع أفلامهما المشتركة حوالي 12 فيلماً كان أهمها فيلم «حادث النصف متر» وفيلم «الوهم» و«غابة من السيقان» و«قاع المدينة» و«العذاب امرأة» و«سيدتي الجميلة».
وقد حملت هذه الأفلام صبغة فلسفية واعتبرت في حينها طرحاً سينمائياً جديداً ومُختلفاً يعتمد على الإثارة الذهنية ويبتعد عن المباشرة والسطحية، وربما ذلك ما جعل الجمهور يرى فيها بعض الغموض ويغترب قليلاً مع أجوائها والأداء النفسي الخاص لنيللي التي تميزت بهدوئها الشديد والانخفاض الحاد في نبرة صوتها ورقة مشاعرها.
وفي مرحلة متطورة من عمر الفنانة ورحلتها الفنية قدمت بذات التوازي ما بين السينما والمسرح أعمالاً فارقة على المستويين، ففي السينما كان دورها البارز كمذيعة مع عادل إمام وفريد شوقي في فيلم «الغول» ومع يحي الفخراني في فيلم «أنا وأنت وساعات السفر» للمخرج محمد نبيه عام 1988.
وهكذا جاءت أعمالها المسرحية أيضاً متنوعة وثرية كمسرحية «المدرسين والدروس الخصوصية» و«سوق الحلاوة» و«العيال الطيبين» و«سندريلا» و«المداح» والمسرحية الأكثر أهمية «انقلاب» مع المخرج جلال الشرقاوي عام 1988 والتي شارك فيها إيمان البحر درويش وحسن كامي وحسن الأسمر وهي مسرحية غنائية موسيقية اعتمدت فيها نيللي على قُدراتها الحركية وملكاتها كمغنية وراقصة بالية واستعراضية.
ومما لا شك فيه أن نيللي كفنانة تميزت بشكل واضح وغير قابل للمُقارنة في تقديم فوازير رمضان التي حرصت عليها لسنوات ومواسم عديدة، فقد قدمت مع مصمم الرقصات الاستعراضية حسن عفيفي فوازير «الخاطبة» و«أم العُريف» و«عروستي» و«عالم ورق» وقبلها كانت فوازير صورة وفزورة وصورة وفزورتين وصورة وتلات فوازير والتمبوكا وعالم ورق وكلها كانت ناجحة بامتياز.
ولم يحدث أن استطاع أحد من النجوم أو النجمات ملء الفراغ الذي تركته نيللي بعد اعتزالها تقديم الفوازير، فبالرغم من تعاقب الكثيرين على تقديم الفوازير في رمضان على مدار سنوات طويلة لم يأت من يحتل مكانتها أو ينافسها أو يُشغل الجمهور عنها.
كانت وما زالت نيللي هي النجمة الاستعراضية المُفضلة والأكثر تأثيراً وإمتاعاً بأعمالها الأولى الرائدة والقوية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب