مقالات
الهوية الوطنية والهويات الفرعية بقلم محمد الأمين أبو زيد-السودان –
الهوية الوطنية والهويات الفرعية
بقلم محمد الأمين أبو زيد-السودان –
حول المفهوم:
خضع تعريف الهوية الثقافية لتعريفات متعددة فى ميدان العلوم الاجتماعية لن يستطيع المقال الإحاطة بها ولكن سنقف عند بعضها، التي ينظمها خيط، فيرى عالم الاجتماع الأمريكي صمويل هانتجتون أن الهوية هي إحساس فرد أو جماعة بالذات، ناتج عن وعي بها وإدراك إنني أو نحن نمتلك خصائص مميزة في كيان يميزني عن عنك ويميزنا عنهم.ومن الناحية النفسية تعرف الهوية بأنها مزيج من الخصائص الاجتماعية والثقافية التي يشترك فيها الأفراد ويمكن على أساسها التمييز بين مجموعة وأخرى.
وهناك تعريف يقول بأن الهوية هي مجموعة الانتماءات التي ينتمي إليها الفرد وتحدد سلوكه وإدراكه لنفسه، لذلك فالتقوقع في أي منها يجعل الإنسان في دائرة تضيق دوماً.
في دراسة الهوية القومية لشعب السودان المقدمة من حزب البعث للمؤتمر الدستورى إبان الفترة الديمقراطية الثالثة 86 تعرف الهوية بأنها :مجموعة القسمات الثقافية والحضارية والتاريخية الغالبة على أفراد شعب معين التي تميزه في الإطار الإنساني الجامع عن بقية الشعوب.
هنالك عوامل مؤثرة في الهوية عوامل مادية ومعنوية مثل العوامل السكانية والجغرافية والخصائص الاجتماعية والطبيعية والاقتصادية والأخلاقية والدينية ..الخ وتشهد الهوية تحولات وتغيرات مع الزمن فهي ليست ثابتة وإنما دينامية متحركة تخضع لعوامل التأثير والتأثر وقوانين الصراع والتلاقح الثقافي وهي ماتعرف بالصيرورة.
الهوية الوطنية:
هي الخصائص والسمات التي يتميز بها المواطنون داخل كل دولة وتبرز تلك الخصائص روح الانتماء لديهم، ويعبر عنها قانونا بالجنسية.
للهوية الوطنية عناصر زمانية ومكانية كالموقع الجغرافي والتاريخ المشترك، والمصالح المشتركة والحقوق والواجبات كحق التعليم والعمل والملكية والحرية والتعليم والحياة والمواطنة المتساوية وكافة الحقوق الطبيعية والمدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.ومن المهم جدا الوعي بهذه الحقوق والالتزام بها كضمان لوحدة المجتمع وتماسك هويته الوطنية.
الهوية القارية:
هي تقوم على محددات الانتماء القاري للوطن جغرافيا، وهي هوية تتحدد بالمحتوى السياسي والاقتصادي والتعاون والتكامل بين الأقطار وليست لها محددات ثقافية أو حضارية مشتركة لأن القارة هي مجموعة من الثقافات واللغات الحضارات والمكونات الاجتماعية المتباينة.
الهويات الفرعيةتجانس واندماج أم تصادم وصراع؟في أي مجتمع تبرز هويات فرعية صغيرة تمثل حاجة إنسانية تنبع من ذات الفرد واحتياجه إلى مكون اجتماعي يلوذ به وإطار يحميه من التكتلات، في المجتمعات الحديثة تحل محلها روابط العمل وغيرها.
تتمثل هذه الهويات الفرعية في عدة هويات:
الهوية الدينية:
هي الشعور بالانتماء إلى المجموعة الإيمانية الواحدة في إطار الدين الواحد.
الهوية الإثنية:
مجموعة الصفات المعبرة عن ثقافة الأفراد وقيمهم ضمن مجموعة تفترض الأصل الموحد وليست ثقافة المجموع.
الهوية العرقية:
تقوم محدداتها على الخصائص الجسدية للمجموعات السكانية المتميزة ضمن جنس بشري وهي لون البشرة والشعر والوجه والأنف وغيرها، من المهم الإشارة هنا إلى أن هذه المحددات لاتشكل مقوم هوية فالعناصر السلالية والدم والعرق والدم أثبت العلم عدم جدارتها في تحديد هوية جامعة.
الهوية الطائفية:
تحدد بالانتماء الديني الضيق إلى مجموعة دينية محددة ذات كيان خاص بها يميزها عن الانتماء العريض للدين ذاته، وتتوحد في طقوس أدائية وشعائر.
الهوية القبلية:
القبيلة هي كيان اجتماعي ثقافي تاريخي لمجموعة من الناس تفترض الأصل الواحد والجد الواحد، الهوية القبلية هي مكون مرتبط بالحماية والإحساس بالرغبة في التكتل.
تبرز الهويات الفرعية في المجتمعات المتخلفة وفي ظروف الانحطاط وتراجع عوامل التقدم الاجتماعي والانحطاط الثقافي وتراجع مقومات الانتماء الوطني الجامع القائم على المشتركات الوطنية.كذلك في حالات الهيمنة والتهميش والسيطرة وفشل الدولة في إدارة التنوع وتمثيلها للجميع.
الهوية الوطنية هي هوية جامعة لأكثر من ثقافة أو دين أو عرق أو طائفة أوإثنية أو قبيلة، وهي دوائر متعددة يحيط الأكبر منها بالأصغر دون إلغاء، انطلاقا من اشتراك جميع المكونات في المجتمع والوطن.وهي ضامنة لوحدة المجتمع وتماسكه من الانقسام.
تسييس مصطلح الهوية الوطنية والهويات الفرعية أخطر داء أصاب مجتمعنا السوداني بالانقسام والتشرزم والفشل في التوافق الوطني الدستوري.
إن الهوية الوطنية تتعزز بالاندماج الوطني الذي تقر فيه الدولة بالقبول بالواقع والاعتراف به،وبحرية الاختلاف، والابتعاد عن التخوين والإقصاء، ونبذ خطاب الكراهية وال-عنصرية والقبلية والاستعلاء.
*د.الخضر عبدالباقي-نيجيريا
المركز النيجيري للبحوث العربية..
* دراسة الهوية القومية لشعب السودان*قضايا ثقافية:الهوية الوطنية والهويات الفرعية*
*محمد الأمين أبوزيد *
حول المفهوم:
خضع تعريف الهوية الثقافية لتعريفات متعددة فى ميدان العلوم الاجتماعية لن يستطيع المقال الإحاطة بها ولكن سنقف عند بعضها، التي ينظمها خيط، فيرى عالم الاجتماع الأمريكي صمويل هانتجتون أن الهوية هي إحساس فرد أو جماعة بالذات، ناتج عن وعي بها وإدراك إنني أو نحن نمتلك خصائص مميزة في كيان يميزني عن عنك ويميزنا عنهم.ومن الناحية النفسية تعرف الهوية بأنها مزيج من الخصائص الاجتماعية والثقافية التي يشترك فيها الأفراد ويمكن على أساسها التمييز بين مجموعة وأخرى.
وهناك تعريف يقول بأن الهوية هي مجموعة الانتماءات التي ينتمي إليها الفرد وتحدد سلوكه وإدراكه لنفسه، لذلك فالتقوقع في أي منها يجعل الإنسان في دائرة تضيق دوماً.
في دراسة الهوية القومية لشعب السودان المقدمة من حزب البعث للمؤتمر الدستوري إبان الفترة الديمقراطية الثالثة 86 تعرف الهوية بأنها :مجموعة القسمات الثقافية والحضارية والتاريخية الغالبة على أفراد شعب معين التي تميزه في الإطار الإنساني الجامع عن بقية الشعوب.
هنالك عوامل مؤثرة في الهوية عوامل مادية ومعنوية مثل العوامل السكانية والجغرافية والخصائص الاجتماعية والطبيعية والاقتصادية والأخلاقية والدينية ..الخ وتشهد الهوية تحولات وتغيرات مع الزمن فهي ليست ثابتة وإنما دينامية متحركة تخضع لعوامل التأثير والتأثر وقوانين الصراع والتلاقح الثقافي وهي ماتعرف بالصيرورة.
الهوية الوطنية:
هي الخصائص والسمات التي يتميز بها المواطنون داخل كل دولة وتبرز تلك الخصائص روح الانتماء لديهم، ويعبر عنها قانونا بالجنسية.
للهوية الوطنية عناصر زمانية ومكانية كالموقع الجغرافي والتاريخ المشترك، والمصالح المشتركة والحقوق والواجبات كحق التعليم والعمل والملكية والحرية والتعليم والحياة والمواطنة المتساوية وكافة الحقوق الطبيعية والمدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.ومن المهم جدا الوعي بهذه الحقوق والالتزام بها كضمان لوحدة المجتمع وتماسك هويته الوطنية.
الهوية القارية:
هي تقوم على محددات الانتماء القاري للوطن جغرافيا، وهي هوية تتحدد بالمحتوى السياسي والاقتصادي والتعاون والتكامل بين الأقطار وليست لها محددات ثقافية أو حضارية مشتركة لأن القارة هي مجموعة من الثقافات واللغات الحضارات والمكونات الاجتماعية المتباينة.
الهويات الفرعية تجانس واندماج أم تصادم وصراع؟في أي مجتمع تبرز هويات فرعية صغيرة تمثل حاجة إنسانية تنبع من ذات الفرد واحتياجه إلى مكون اجتماعي يلوذ به وإطار يحميه من التكتلات، في المجتمعات الحديثة تحل محلها روابط العمل وغيرها.
تتمثل هذه الهويات الفرعية في عدة هويات:
الهوية الدينية:
هي الشعور بالانتماء إلى المجموعة الإيمانية الواحدة في إطار الدين الواحد.
الهوية الإثنية:
مجموعة الصفات المعبرة عن ثقافة الأفراد وقيمهم ضمن مجموعة تفترض الأصل الموحد وليست ثقافة المجموع.
الهوية العرقية:
تقوم محدداتها على الخصائص الجسدية للمجموعات السكانية المتميزة ضمن جنس بشري وهي لون البشرة والشعر والوجه والأنف وغيرها، من المهم الإشارة هنا إلى أن هذه المحددات لاتشكل مقوم هوية فالعناصر السلالية والدم والعرق والدم أثبت العلم عدم جدارتها في تحديد هوية جامعة.
الهوية الطائفية:
تحدد بالانتماء الديني الضيق إلى مجموعة دينية محددة ذات كيان خاص بها يميزها عن الانتماء العريض للدين ذاته، وتتوحد في طقوس أدائية وشعائر.
الهوية القبلية:
القبيلة هي كيان اجتماعي ثقافي تاريخي لمجموعة من الناس تفترض الأصل الواحد والجد الواحد، الهوية القبلية هي مكون مرتبط بالحماية والإحساس بالرغبة في التكتل.
تبرز الهويات الفرعية في المجتمعات المتخلفة وفي ظروف الانحطاط وتراجع عوامل التقدم الاجتماعي والانحطاط الثقافي وتراجع مقومات الانتماء الوطني الجامع القائم على المشتركات الوطنية.كذلك في حالات الهيمنة والتهميش والسيطرة وفشل الدولة في إدارة التنوع وتمثيلها للجميع.
الهوية الوطنية هي هوية جامعة لأكثر من ثقافة أو دين أو عرق أو طائفة أوإثنية أو قبيلة، وهي دوائر متعددة يحيط الأكبر منها بالأصغر دون إلغاء، انطلاقا من اشتراك جميع المكونات في المجتمع والوطن.وهي ضامنة لوحدة المجتمع وتماسكه من الانقسام.
تسييس مصطلح الهوية الوطنية والهويات الفرعية أخطر داء أصاب مجتمعنا السوداني بالانقسام و التشرذم والفشل في التوافق الوطني الدستوري.
إن الهوية الوطنية تتعزز بالاندماج الوطني الذي تقر فيه الدولة بالقبول بالواقع والاعتراف به، وبحرية الاختلاف، والابتعاد عن التخوين والإقصاء، ونبذ خطاب الكرا.هية والعنصر.ية والقبلية والاستعلاء.
* د. الخضر عبد الباقي- نيجيريا
المركز النيجيري للبحوث العربية.
*دراسة الهوية القومية لشعب السودان – حزب البعث