مقالات
الواقع العربي الراهن والأسئلة المصيرية بقلم أ.د. عزالدين حسن الدياب.-استاذ جامعي -سوريا –
بقلم أ.د. عزالدين حسن الدياب.-استاذ جامعي -سوريا -

الواقع العربي الراهن والأسئلة المصيرية
بقلم أ.د. عزالدين حسن الدياب.-استاذ جامعي -سوريا –
تنطلق هذه المقاربة من سؤال شغل الإنسان في مرحلة مبكرة من حياته ووجوده عل هذه ألأرض،وإن كانت مستويات السؤال مختلفة في درجات الوعي والمعرفة،هذا السؤال وجد بوجود العقل البشري،وهو ما هذه الحياة؟ومن أين أتت،ومما تكونّت،وكيف خلقت،وسؤال عن نفسه من أنا في هذا الوجود،ومن أوجدني.
وظل هذا السؤال الشغل الشاغل له،من أجل أن يصل إلى جواب يقنعه،ويًصله إلى المعرفة التي ترضي وعيه ومعرفته،وتعده باستراحة فكرية،يطمئن فيها إلى مصيره ومستقبله.
ولاشك أن الأسئلة تلاقت مع مستويات معرفية،تنوعت في الإجابات،وتعدّدت في خلفياتها الفكرية،والفلسفية،والدينيةوتكونت نظريات مختلفة ومتنوعة في الإجابة عن سؤال الإنسان،ماهي هذه الحياة،وماهو جوهرها،ومتصدرة في الوقت نفسه،كل نظرية تسعى لامتلاك السرية،بأنّ هي صاحبة الإجابة
الصحيحة،التي تنفرد،بها عن باقي النظريات.وتقول المقاربة إن الذهاب مع هذه النظريات،ليس من شأنها وهمومها،وإنما تريد بلوغ السؤال الذي يخص موضوعها الرئيس،وهو ماهو مستقبل الأمة العربية،في عالم يعيش صراع المصالح،والسيادة الوطنية والقومية،وصراع امتلاك المعرفة،وصراع الرفاهية وماهو مستقبلها،وقد وجدت الصهيونية العالمية،مكان لها في فلسطين التي تشكل نقطة التلاقي بين الأقطار العربية،وأرادت من هذا الوجود بالقوة،ممانعة الأمة العربية من وحدتها ،ومحاربة أية فرصة الظفر في التقدم،ورسمت لها مشاهد متنوعة،مبنية على خطط،توقعها في مغالطات مع هويتها،وثقافتها،وخصوصياتهاالجغرافية،والتاريخية،والثقافية.
وهذه المغالطات إذا لم يدرك الشعب العربي مخاطرها،وحضورها،كتحديات ،حاضرة في حياتها في كل لحظة معيشه.
إذن؛المخاطر والتحديات التي تواجه الأمة العربية في مستقبلها تطرح على التيار القومي العربي،العديد والكثير من المهام،وفي مقدمتها في هذه اللحظة،أسئلة الواقع العربي الراهن .أسئلة العرب عن واقعهم العربي الراهن،لابد أن يبدأ من نظرة تحليلية لإشكالية التحديات. التي يواجهها الوطن العربي على. اختلاف مستوياته المحلية والوطنية والقومية،وتداخل هذه التحديات قديمها وجديدها ، وماتنتجه من تحديات وظواهر بنائية معتلة.
والطواهر العلة ببنيتها لها تعيناتها المغايرة لتلك التعينات التي كانت تحدثها أو تشكلها الواقعات الاجتماعية في الألفيات السابقة.علما أنه لا يجوز إطلاقا أن نهمل جدل التداخل القائم بينها في ماضيهاوحاضرها.
إذا ألأسئلة التي يجب أن نوجهها للواقع العربي الراهن لابدأن تكون مواكبة لجدل الحياة العربية الراهنة بماحملت من مستجدات.
ترى هل استطاع الفكر العربي الراهن أن يحاكي الحراك الشعبي الذي شهدته العديد من الأقطار العربية في سياق التحديات التي تتعرض لها الأقطار العربية،وفي مقدمتها السياسة الامبريالية الجديدة المبنية على رافعة جديدة/ أطروحة الشرق الأوسط الجديد، وماتستهدفه من تفتيت وتجزئة لعدد من الأقطارالعربية،تشكل في أبسط حالاتها مسوغات للكيان الصهيوني، وشرعية وجوده في الوطن العربي.؟
هل استطاع الفكر العربي المهموم بطرح الأسئلة الجديدة أن يستشرف الحراك الشعبي وإرادته المدنية، وامكانية القوى المضادة، استيعابه وركوبه وسوقه على دروب جديدة توصل إلى أهداف وخطط الشرق الأوسط الجديد؟
وإلى من هلل لسقوط النظام في العراق تحت شعار الديمقراطية الأمريكية، ومنهم من يأخذ مساحة كبيرة في الصحف العربية التي شكلت أرضا وفضاء خصبا لشرعية احتلال العراق؟
هل فكر هؤلاء بتداعيات احتلال العراق على العراق وعلى بقية الأقطارالعربية ؟
وهل قامت القوى ، وخاصة أهل الفكر المستقبلي العربي بالحسابات المطلوبة لتشكيل جبهة عربية تقودالحراك الشعبي وتصل به إلى أهدافه المشروعةوطنيا وقوميا؟
ما العمل في أوطان عربية تقودها السياسات التي شرعنت العاصفة الأمريكية في طول الوطن العربي وعرضه، وفتحت لها الأبواب، ومولتها بالمال العربي؟
ما العمل في وطن عربي أصبحت أحزابه متخلفة عن مواقع الحراك الشعبي ،وحنى عن وعيه ونضاله وشرعيته المدنية؟
هل المعارضة العربية مالكة لشرعياتها الوطنية والقومية ، في الوقت التي تقودها بأغلبيتها الأنظمة التي شكلت أرضا وسماء ومالا وحدودا للعدوان على العراق؟
سألني صديقي لماذا انكفأت عن كثرة من أصحاب الأمس ؟
قلت له حنى لا أشارك في خلط الأوراق، ومع ذلك نحن على الساحةالعربية وفيها،أقصد القطاع الجدي من أبناء العروبة ممن يحاربون في لقمة عيشهم،فهم من يدفع الغرم ويرفض الغنم.
أسئلة الواقع العربي الراهن، والجواب عليها مهمة هؤلاء الذين يقدمون على الأرض العربية الشهداء، الاَلاف المؤلفة وإليكم العراق أنموذجا.وغزّة والضفة الغربية ،غداة طوفان الأقصى،الأنموذج الذي لاقي حرب إبادة
د-عزالدين حسن الدياب.