مقالاتتحقيقات وتقارير
محمد الأمين أبو زيد: حكومة بورتسودان تستغل الصراع الدولي حول البحر الأحمر لجلب السلاح
محمد الأمين أبو زيد

محمد الأمين أبو زيد:
حكومة بورتسودان تستغل الصراع الدولي حول البحر الأحمر لجلب السلاح
قال المحلل السياسي محمد الأمين أبو زيد أن البحر الأحمر، يشهد تنافساً دولياً محتدماً بين روسيا وإيران من جهة، وأمريكا من جهة أخرى، وهو منطقة حيوية للتجارة الدولية ولمصالح الولايات المتحدة، مما جعل حكومة بورتسودان تحاول استغلال هذا الصراع للحصول على السلاح عبر إحياء اتفاقية القاعدة الروسية في البحر الأحمر.
وحذر من أن استمرار الح-رب في السودان يشكل تهديداً خطيراً للسلم والأمن في منطقة القرن الإفريقي ومحيط السودان من دول الجوار. ويعزو ذلك إلى تداخلات معقدة بين السودان وجيرانه الذين يواجهون تحديات أمنية واقتصادية متشابكة.
وأشار أبو زيد في تصريحه ل”وادي النيل” إلى أن السودان يجاور سبع دول، منها دول تربطها بالسودان امتدادات قبلية مثل إريتريا وتشاد، وأخرى تجمعها مصالح اقتصادية كبيرة كجنوب السودان وإثيوبيا. هذه الروابط تجعل الح-رب السودانية مهدداً لأمن هذه الدول، خاصةً وأن معظمها باستثناء مصر، يعاني من وجود جماعات مسلحة تصارع السلطة المركزية، مما يزيد من مخاطر تدفق الأسلحة إلى أطراف الصراع السوداني.
وأضاف أن الاتهامات المتبادلة بين طرفي الح-رب السودانية حول استخدام مق-اتلين أجانب، تشكل بيئة خصبة للتدخلات الخارجية. فالجيش يتهم قوات الدع-م الس-ريع بالاستعانة بمقاتل-ين من تشاد والنيجر وجنوب السودان، بينما تتهم قوات الدع-م الس-ريع الجيش السوداني بجلب مقاتل-ين من إثيوبيا وخبراء أوكرانيين. هذه التدخلات تزيد من تعقيد المشهد السوداني وسط صراعات حدودية وأطماع في الأراضي السودانية الغنية بالموارد.
وفي سياق متصل، ذكر أبو زيد أن البحر الأحمر، الذي تشارك السودان شواطئه مع سبع دول، يشهد تنافساً دولياً محتدماً بين روسيا وإيران من جهة، وأمريكا من جهة أخرى، وهو منطقة حيوية للتجارة الدولية ولمصالح الولايات المتحدة التي لن تسمح بأي تهديد لها.
وأشار إلى أن حكومة الأمر الواقع في بورتسودان تحاول استغلال هذا الصراع للحصول على السلاح عبر إحياء اتفاقية القاعدة الروسية في البحر الأحمر، الموقعة بين الرئيس المخلوع عمر البشير وروسيا عام 2018، وتقديم تسهيلات لإيران، ما يمثل تهديداً للمصالح الغربية ولن تسمح به دول الجوار.
وأكد أبو زيد أن التوترات الإقليمية مثل النزاع بين إثيوبيا والصومال، والتحركات المصرية لحماية مصالحها، والتحشيد العسكري التشادي خشية سيطرة الدع-م ال-سريع على الفاشر، كلها عوامل، تؤدي إلى ح-رب شاملة في المنطقة إذا استمر الوضع الحالي.
وختم تصريحاته بالتأكيد على أن التهديدات المتزايدة للأمن الإقليمي تدفع المجتمع الدولي إلى تكثيف جهوده لإيقاف الح-رب في السودان، وسط توقعات بخطوات تصعيدية في هذا السياق خلال الفترة المقبلة.