لقادة إسرائيل: إياكم و”فينوغراد2″.. الاجتياح البري هو الحل

لقادة إسرائيل: إياكم و”فينوغراد2″.. الاجتياح البري هو الحل
الميل الإيراني المغرض معروف وواضح ويعمل ضدنا منذ نحو سنة: خوض حرب استنزاف طويلة ومريرة في عدة جبهات تؤدي بدولة إسرائيل إلى انهيار اقتصادي واجتماعي وأمني، لا يمكن تجاهل حقيقة أن للإيرانيين نجاح لا بأس به في تنفيذ خطتهم بعيدة المدى التي تتواصل منذ سنة ولا تبدو نهايتها في الأفق.
هذه الخطة وصلت في الأسبوعين الأخيرين إلى مرحلتها الحرجة والحاسمة. وبعد أن أصبح شمال دولة إسرائيل بعد 11 شهراً من الحرب “أرضًا سائبة” مهجورة من السكان وعرضة لقصف يومي من الصواريخ والمُسيرات خلفت وراءها دماراً وخراباً وآلافاً من الدونمات المحروقة، قررت دولة إسرائيل أخيراً العمل في الشمال وتثبيت عودة النازحين إلى بيوتهم بأحد أهداف الحرب.
بشكل واضح ومتوقع، كُلف سلاح الجو بعبء المهمة الأساس لمواجهة قدرات إطلاق الصواريخ الهائلة لدى حزب الله، هذا إلى جانب شعبة الاستخبارات والموساد والعمل بقوة كبيرة في لبنان وسوريا.
انضم لهذا النجاح الكبير والمفاجئ الذي أذهل حزب الله في تفجير أجهزة الاتصال لدى رجاله، العملية التي أثبتت مستوى استخبارياً وقدرات غير متوقعة، ولكنها وإن كانت آلمت حزب الله لم توقف إطلاق الصواريخ والمسيرات، بل وتسببت بتوسيع مداها وإصابة أهداف “حساسة”.
وانطلاقاً من نية مواصلة خوض حرب الاستنزاف هذه رغم “التصفيات” في القيادة ورغم الضربة الشديدة لمنظومة الصواريخ والقواعد والمعنويات، يتبين أن دافع وميل حزب الله وإيران لمواصلة حرب الاستنزاف هذه بقي صلباً دون أي مؤشر انكسار ونية لوقف النار.
هذه الحقيقة تبعث ذكريات وحقائق من حرب لبنان الثانية. في 2008 نشرت لجنة فينوغراد تقريرها النهائي عن حرب لبنان الثانية، وكتبت بأنه “كان اعتقاد زائد بقوة سلاح الجو. إحساس مغلوط في أن الحل سيكون جوياً”.
من المهم تناول هذه الحقائق، ولا سيما في هذه الساعات الصعبة، حين يوسع حزب الله بنك أهدافه، ويزيد المسافات، ومن حيث الوقائع لا يمكن تغيير الواقع وإعادة سكان الشمال إلى بيوتهم دون مناورة برية واسعة وذكية يقوم بها الجيش الإسرائيلي داخل أراضي لبنان.
لقد علمنا التاريخ بأن أعداءنا المريرين يفهمون معنى القوة، يتضح هذا عندما يرون دبابات وجنود الجيش الإسرائيلي يسيطرون على الأراضي التي كانت تحت سيطرتهم.
لا مناص من العمل فوراً برياً في مناورة تكون محدودة حتى الليطاني، مسافة تكفي لخلق “شريط أمني” ناجع لإعادة السكان إلى الشمال. وبالفعل، إذا ما واصل حزب الله عادته في إطلاق الصواريخ والمُسيرات نحو أراضي الدولة، فستعمل إسرائيل على “محو” قرى معادية من على وجه الأرض، مثل كفر كلا، عديسة، مركبة، حتى يروا وتخاف الأجيال القادمة أيضاً.
هذه المناورة ستشكل جزءاً من خطة سياسية تطرحها الحكومة على الجيش لإنهاء الحرب، وتشكل أساساً للمفاوضات لوقف نار طويل المدى مع حزب الله، وربطه باتفاق لإعادة المخطوفين من حماس.
مثل هذه المناورة داخل لبنان ستؤدي بلا شك إلى خطوة توقف هذه الحرب، بسبب تدخل دولي مكثف خشية اشتعال حرب إقليمية وكذا لخوف الإيرانيين من فقدان ذراعهم الأهم والأقوى حيال إسرائيل.
أفرايم غانور
معاريف 26/9/2024