الصحافه

اغتيال نصر الله النافذة الأقرب المطلة على هدف إسرائيل الاستراتيجي: النووي الإيراني

اغتيال نصر الله النافذة الأقرب المطلة على هدف إسرائيل الاستراتيجي: النووي الإيراني

موشيه بوزايلوف

إسرائيل بقيادة رئيس الوزراء نتنياهو، عرضت مؤخراً خطوة استراتيجية ذكية ومخططة جيداً، أدت إلى تصفية حسن نصر الله، زعيم حزب الله إلى جانب معظم قيادة المنظمة.

تصفية نصر الله تشكل علامة فارقة في تاريخ الصراع ضد منظمة الإرهاب، وأكثر من ذلك، تؤشر إلى بداية خطوة أوسع، هدفها ضرب المشروع النووي الإيراني وضمان مستقبل الشرق الأوسط.

الخطوة التي أدت إلى تصفيته لم تكن حدثاً وحيداً أو مصادفاً. هذه نتيجة حيلة استراتيجية ذكية، في أثنائها، على الأقل حسب تقارير أجنبية، نجحت إسرائيل في اختراق منظومات اتصال حزب الله الداخلية باستخدام أجهزة البيجر المفخخة.

هذه الحيلة، التي أدت إلى جلبة في أوساط مستويات قادة السرايا وحتى مستوى أصحاب القرار، استهدفت تشويش وإنهاك مدرج القيادة في المنظمة. هذه الحيلة خلقت نقطة ضعف عملياتية خطيرة، استخدمها الجيش في ساعة الذروة، تصفية كل مدرج قيادة حزب الله في هجوم مخطط جيداً على مقر قيادة المنظمة في الضاحية جنوبي بيروت.

التصفية مرحلة واحدة في خطة استراتيجية أوسع. فقد أعدت إسرائيل نفسها مسبقاً لرد محتمل من جانب إيران، التي هي تحت ضغط شديد في ضوء الخسائر الجسيمة التي تكبدها حزب الله.

التوقعات واضحة: إيران سترد، وستضطر لذلك بشكل يحافظ على مكانتها في العالم الشيعي. ليس صدفة أن خطاب نتنياهو في الأمم المتحدة، قبل نحو ساعتين من الهجوم، حذر إيران من أن “أيام تجلّد إسرائيل انتهت”.

مما قاله رئيس الوزراء في الخطاب، أفهم أن إسرائيل تتوقع رداً إيرانياً. أقدر بأنه حسب فهم نتنياهو الاستراتيجي وجهاز الأمن الإسرائيلي، فسيوفر الرد الإيراني الواسع، سواء من خلال هجمة صواريخ أو هجمة وكيل في المنطقة، شرعية لإسرائيل للعمل بشكل أوسع، ثم مهاجمة المشروع النووي الإيراني مباشرة. نتنياهو، بتشجيع من قيادة الأمن، مفعم بالفهم بأن التهديد النووي الإيراني خطر أكبر على إسرائيل والشرق الأوسط كله.

إن تصفية قيادة حزب الله في هذا التوقيت ليست إلا وسيلة لتحقيق الهدف الأكبر: تصفية البرنامج النووي الإيراني.

الرد المتوقع من جانب إيران لن يخدم إسرائيل فقط من ناحية عملياتية، بل سيسمح لها بتجنيد الأسرة الدولية لعملية شاملة ضدها.

ستعرض إسرائيل نفسها أنها تدافع عن نفسها في وجه تهديد حقيقي وفوري، وهكذا تحظى بدعم إضافي من الولايات المتحدة وحلفاء آخرين.

إن تصفية نصر الله تشكل نقطة انعطاف في صراع إسرائيل ضد حزب الله وإيران. هذه عملية تستند إلى حيلة استراتيجية لامعة، تستغل نقطة ضعف عملياتية وخلق شروط جديدة في الساحة الإقليمية. لكن فوق كل شيء، هي خطوة خطط لها بعناية انطلاقاً من فهم عميق للدينامية الإقليمية، فيما الهدف الحقيقي تصفية التهديد النووي الإيراني وخلق “محور الخير” الجديد في الشرق الأوسط يمكن لدول المنطقة فيه أن تزدهر وتنمو دون خوف من انتشار النووي الإيراني.

 معاريف 29/9/2024

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب