مقالات

خلال رحلة الحياة بقلم الدكتور ضرغام الدباغ-العراق –

بقلم الدكتور ضرغام الدباغ-العراق -

خلال رحلة الحياة
بقلم الدكتور ضرغام الدباغ-العراق –
خلال رحلتي في الحياة، وقد امتدت لحد 82 عاماً، وهو ما لم أكن أتوقعه مطلقاً، مررت بمراحل عديدة أسجل فيها فصول علاقتي بالحياة، فأنا باشرت بالقراءة منذ سنوات عمري المبكرة، في العاشرة من العمر، وفي الرابعة عشر، انتميت للعمل الوطني والقومي، وأصبح لكل مرحلة لونها وطعمها، وفي سن الثامنة عشر، كنت قد غطست في العمل السياسي بالتأكيد، أما في سن 20 بدأت مسيرة الحياة تأخذ طبيعة جادة جداً ومسؤولة، وأنتهى نهائيا آخر ما يشد للبيت والعائلة، والالتزام الوظيفي، واصبح العمل السياسي/ الحزبي، هو كل حياتي بخطوطها العامة، وتفاصيلها الدقيقة. وعند أقول هذا، فأن العمل السياسي كان مؤثراً بنسبة 100% على حياتي الشخصية وطموحاتي كشاب، في الدراسة والوظيفة و في العلاقات الشخصية. لا شيئ من كل هذا، وأصبحت الحياة بتفاصيلها العامة والدقيقة جداً، ضمن توجه العمل السياسي. ومسيرتي الدراسية، كانت متعثرة، بسبب الالتزامات السياسية، في سن الثلاثين، تخففت الالتزامات السياسية بشكل واضح، وهو ما مكنني للتفرغ (نسبياً) تفرغاً منحته بالكامل (تقريباً) للبحث والدراسة والتعلم.
منذ زمن بعيد، (أكثر من 50 عاماً) كنت قد قرأت مقولة مميزة لجان جاك روسو، ولا أنكر انه من الكتاب الذين كان لهم تأثيرهم في تطوري الفكري (أستشر ضميرك فهو خير الفقهاء)، وفي ربيع / صيف عام 2008 قمت بزيارة لأخي وسام في مدينة كالغاري (Calgary) بكندا حيث يعمل ويقيم. وإذا أردت أن أصف كالغاري ببضعة كلمات، فإنه يتعين عليك أن تطير ساعات كثيرة مملة، ولكن لتصل إلى جنة مصائف العالم، وكالغاري هي في الواقع سلسلة مصائف، وقد تقع عينك على مناظر لا تشاهدها عينك في مكان آخر.
وكالغاري شهدت دورة الألعاب الأولمبية الشتوية عام 1988، وتضم العديد مما يستحق الرؤية، ومن تلك أن الفنانين يقيمون معارض لرسومهم في الهواء الطلق في المناطق السياحية حيث يقيم المليارديرات في بيوت فخمة، يبيعون لوحاتهم، وقد تشاهد أعمالاً فنية جميلة في المدينة.
ذات يوم أحد، والمحلات تغلق أبوابها كما هو معلوم، وكانت أتجول مع أخي بسيارته، في شارع شهير في كالغاري، ، وإذا بي ألمح على واجهة محل لبيع التحف الفنية، لوحة جميلة جداً على واجهة إحدى المحلات، وياللصدفة الغريبة كان المحل فاتحاً أبوابه، فطلبت من أخي التوقف فدخلنا للمحل ورجوت صاحبه شراء اللوحة التي لمحتها من السيارة ويضيف على اللوحة جمالاً ومغزى، أبيات شعر جميلة، .. التي كانت حقاً جميلة تعبر عن كلمات قصيدة رائعة باللغة الانكليزية : أصغ لصوت ضميرك … أستمع لحكمة روحك .. تذكر أن تحلم ..!
ما أريد قوله هي، ملاحظة غريبة قرأتها اليوم في مقال فلسفي وليس في قصيدة .. أن الرؤية في ضميرك هي أوضح (وأحياناً بكثير ) من سياقات الحياة …. وهذا ما أثار استغرابي … إن كنت مخلصا مع ذاتك، فيمكنك الاعتماد على ضميرك وحكمة روحك ..
ولكن المشكلة كانت تتمثل في كيفية جلب هذه الأشياء (اشتريت لوحة أخرى لرسام من غواتيمالا وفازة كبيرة عليها رسوم ونقوش وخطوط عربية من القرآن) من كالغاري لبرلين في رحلة تستغرق 9 ساعات طيران مع توقف في مطار هيثرو / لندن يستغرق بضعة ساعات. ولكن بعد عناء وصلت هذه الأشياء الجميلة سليمة، ويسرني أن أسجل الخاطرة وصورة عن اللوحة وترجمة بتصرف لكلمات الشعر.
Follow the
Voice of your
Spirit
…. listen to the Wisdom
of your soul
…. remember to
Dream
Zeelou
أتبع
صوت ضميرك ……!
أنصت إلى الحكمة
في روحك ……..!
فكر بأن تحلم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
زيلو (أسم الشاعر)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب