مقالات
……في عمق المسافة الزمنية الوعيية…بقلم الدكتور محمدحميدغلاب الحسامي (اليمن)
.بقلم الدكتور محمد الحسامي (اليمن)

……….في عمق المسافة الزمنية الوعيية……….
إننا إذا تمعنا ونظرنا وبعمق عميق إلى واقعنا كأفراد وكمجتمعات وكأمة في المقام الأول, لما نحن فيه…وعليه…,وفي المقابل تمعنا ونظرنا وبعمق إلى حال المجتمعات والأمم الأخرى المتحضرة والمتقدمة,خاصة الأوروبية منها, ومن ثم قارنا بينها وبيننا, لوجدنا بأن هناك هوة عميقة جدا جدا بيننا وبينها, تلك الهوة لا تقتصر فقط على مدى التقدم التكنولوجي والعلمي والحضاري بمفهومه المادي, إنما الأهم منها والأكثر خطورة وأهمية على واقعنا…هي تلك الهوة العميقة بيننا وبينهم والمتمثلة بمسألة الوعي واللاوعي الجمعي الاجتماعي الأممي ,فتلك المجتمعات والأمم المتحضرة والمتقدمة تعيش وعي مابعد الحداثة بما يسمى ب,,عصر ما بعد الحداثة,, والذى بدأ منذ أوائل الستينات من القرن الماضي , الذي جاء بعد ,,وعي الحداثة,,كثمرة لما يسمى ب,,عصر الحداثة,,الذي جاء بعد ,,وعي التنوير,,كثمرة لما يسمى ب,,عصر الأنوار أو عصر التنوير,, والذي بدأ يتشكل في القرن السابع عشر, ناهيك عما قبله من عصر ما يسمى ب,,عصر النهضة,, والذي كانت بدايته منذ القرن الرابع عشر الميلادي, وكان أهم ما يميزه هو حركة الإصلاح الديني والذي توج بالبروتستانتية على يد مارتن لوثر وذلك في النصف الأول من القرن السادس عشر….الخ.
أما إذا رجعنا إلى بداية القرن الثالث عشر الميلادي وتحديدا إلى العام 1225م منه والذي وضع فيه ميثاق يحدد سلطات الحاكم,الملك, في بريطانيا وقتئذ, ذلك الميثاق الذي جاء ثمرة لما يسمى ب,,الماجنا كارتا,, أو ,,الوثيقة العظمى,, التي صدرت في العام 1215م ثم عدلت بعد عام من ذلك أي في العام 1216م والذي جاء ذلك الميثاق تتويجا لها.
أضف إلى ذلك ,فإن الجامعة البولندية التي درست فيها وتخرجت منها,, جامعة ياجولونسكي أو ياجولينيان,, كانت قد أنشئت في 12مايو من العام 1364م.
أي بعد سقوط بغداد والحواضر الأخرى على أيدي جحافل المغول ب 146 سنة ,والذي كان في العام 1258م, وقبل سقوط آخر معقل من معاقلنا في الأندلس ,, غرناطة,, ممثلا ب,,دولة بني الأحمر,, على يد الملكة ايزابيلا والملك فيرنانديو,, ملوك ليون وقشتالة وأراجون,, في شبه الجزيرة الأيبيرية, ب 148سنة, والذي كان في العام 1492م, بل إنه العام الذي اكتشف فيه كريستوف كولومبوس العالم الجديد,, القارتين الامريكييتن,, وكأن التاريخ يقول لنا بأنه في الوقت الذي سقطت آخر معاقل حضارة قديمة زائلة, بدأت فيه بوادر حضارة جديدة قادمة.
أما نحن كأمة فنعيش,,وعي التخلف,, والذي أنتج كل ما نحن فيه..وعليه..
وعليه :
فإن هناك فرقا كبييييييرا وكبييييييرا بين أن تكون تلك التكنولوجيا الحديثة نتيجة طبيعية وحتمية تاريخية وانعكاسا حقيقيا لتطور الوعي الذي أنتجها وصنعها, وبين أن تكون مستوردة ونتعامل معها وفقا ل,,وعي التخلف,, وفي إطاره.
وأيضا,فإننا إذا نظرنا وبعمق إلى ما نحن فيه…وعليه…لوجدنا بأن الأوضاع التي نعيشها,, وعيا قبل سلوكا,, تشبه إلى حد كبير تلك الأوضاع التي كانوا يعيشونها في بداية القرن السادس عشر الميلادي.
أي أن الفترة الزمنية على مستوى الوعي بيننا كأمة وبينهم تصل إلى خمسة قرون على أقل تقدير,ويمكن أن نطلق عليها مسميا هو,,المسافة الزمنية الوعيية,,.
بمعنى أوضح وأجل :
فإننا عندما نسافر إلى تلك البلدان المتحضرة والمتقدمة والتي تعيش,,وعيا,, في ,,عصر ما بعد الحداثة,, لأي سبب من الأسباب أو غرض من الأغراض ,فإننا نقطع
,,مسافة زمنية وعيية,, تقدر بما لا يقل عن خمسمائة سنه, إذا لم تكن أكثر, وعندما نعود إلى مجتمعاتنا وبلداننا فإننا نعود إلى الوراء بنفس تلك,, المسافة الزمنية الوعيية,,.
………….
#الخلاصة :
إننا كأمة نعيش في أسوأ مراحلها التاريخية, مرحلة فقدان الهوية التاريخية والحضارية, وإنما يحدث فيها وعلى أرضها من صراعات ايدلوجية وعقائدية ودينية ومذهبية وفكرية وثقافية واجتماعية وطائفية وفئوية…الخ ماهو إلا خير دليل على ذلك, كل يحاول من خلال الصراعات تلك وعبرها البحث عن تلك الهوية المفقودة والغائبة.
إنها ,,مرحلة الإنبلاج الحضاري الجديد,, لأمتنا, ولا شيء سواها.
مهما كانت التضحيات والنكبات والمأسي
فمن رحم كل ذلك يولد فجر جديد, بإذن الله تعالى ,
طال الزمن أم قصر
شاء من شاء وأبى من أبى
وما تاريخ الأمم الأخرى ,قديمه وحديثه,إلا خير دليل وانصع برهان وأقوى حجة دامغة على ذلك.
إن إيماني شخصيا بأمتي كبير وكبير, إيمان لا يعرف الحدود ولا الحواجز ,إيمان لا يعرف اليأس ولا القنوط ولا الإحباط.
إيمان بحجم #طموحاتي…
#نعم-للدولة-المدنية-الحديثة
إن غدا لناظره أقرب وأفضل
دعوها فإنها مأمورة