مقالات

آثاريون، دبلوماسيون، جواسيس / أنشطة مشبوهة Archäologie Wie Oppenheim und Lawrence um Arabien kämpften آثاريون كأوبنهايم ولورنس قاتلوا من أجل العرب تقرير كتبة : برتولد زيفالد (Bertohld Seewald) ترجمة : ضرغام الدباغ

ترجمة الدكتور ضرغام الدباغ

آثاريون، دبلوماسيون، جواسيس / أنشطة مشبوهة
Archäologie Wie Oppenheim und Lawrence um Arabien kämpften
آثاريون كأوبنهايم ولورنس قاتلوا من أجل العرب
تقرير كتبة : برتولد زيفالد (Bertohld Seewald)
ترجمة : ضرغام الدباغ
تاريخ النشر : 28 / كانون الثاني / 2011
مع خمسة من المهندسين المعماريين، و200 من العمال المحليين، حاول أوبنهايم (Oppenheim) وهو آثاري ألماني أبن أحد رجال البنوك في مدينة كولن، حاول في الحرب العالمية الأولى، تعبئة العرب ضد بريطانيا .
وفي النهاية وقفا أمام أنقاض ما أنجزاه. أحدهما كان توماس لورنس، (1888ــ 1935)، أشتهر بأسم لورنس العرب، كان يريد أن يحقق الحرية لبدو سورية، ولكن القوى الكبرى كان لديها خططها الخاصة. والآخر هو ماكس فون أوبنهايم (Max von Oppenheim) (1860 ــ 1946) وه من أكتشف قصر أسطوري، هذه القطع الفنية أهدها لمتحف برلين، وحلمه تحطم في 23 / تشرين الثاني / 1943، عندما سقطت قنابل فسفورية على البناية في محلة شارلوتنبورغ، شارع فرانكلين ببرلين، وفي محاولة إطفاء الحرائق، تحطمت الأعمال الفنية إلى ألاف القطع، وهكذا انتهى حلم هذا الآثاري إلى كابوس.
لورنس وأوبنهايم كلاهما من المعجبين بسحر الشرق وحضاراته، التي تختفي تحن رمال تلوله. كلاهما أستسلما لأحلامهما، فهما لما يكونا يبحثان فحسب، بل تعمقا في تاريخ وواقع بلدان المشرق، كما أنهما التقيا وأصبحا أعداء.
هذه هي حكاية المعرض، ” إنقاذ الآلهة من قصر تل حلاوة وهو ما يعرض اليوم في صالات متحف البيرغامون (Pergamon museum) في جزيرة المتاحف ببرلين. والأخرى هي جريمة علمية، طيلة عشر سنوات هو ما اشتغل عليه الآثاريون والمرممون، بجمع 27,000 قطعة التي كان قد جمعها أوبنهايم وتحطمت، ونجحت الأعجوبة. (1)
تم أحياء واستعادة أكثر من عشرين من المنحوتات الحجرية الضخمة، ، والآن صار ممكناً مع 250 قطعة أخرى من بينها العديد قطع مستعارة، عرضها لأول مرة للجمهور، قبل أن تسحب مرة أخرى حتى الانتهاء من الجناح الرابع لمتحف البيرغامون / برلين، أي ربما بعد نحو 15 سنة، لتعرض وتزين في المدخل المتحف الآسيوي، لأنه مع ظهورها ستكون جزيرة المتاحف قد اكتملت. وهو بنفس الوقت انحناءة تقدير لروح علم الآثار بشخص ماكس فون أوبنهايم .
أوبنهايم كان مواطناً كبيراً، أبن البرت فون أوبنهايم شريك في أحد بنوك مدينة كولن. كانت رغبة الأب أن يدرس ولده ماكس القانون، ويستطيع بها أيضاً أن يكسب المال، ولكن هذا لم يوافق الابن، وسرعان ما حقق اوبنهايم شوقه إلى الشرق، سافر أولاً إلى المغرب (مراكش) وهناك أرتدي الثياب الوطنية وزار المساجد وهناك أتقن الحديث باللغة العربية، ، وهكذا أصبحت لحياته أبعاد وأشكال جديدة. وتزوج أوبنهايم، وعاش في القاهرة 13 عاماً أعتبرها من السنوات الممتعة.
على الرغم من أن أوبنهايم لم يتلق تدريباً دبلوماسياً، إلا أنه استطاع أن يقنع وزارة الخارجية الألمانية بفائدته، وكان القيصر فيلهام الثاني معجباً بالشرق، خلق نوعاً من التوجه صوب الشرق. وأوبنهايم فعل الكثير لإقناع مرؤوسيه، ومن تلك كشفه للعديد من الاكتشافات الأثرية، وهي قضية سعت إليها القوى العظمى في ذلك الوقت في إطار منافساتها الإمبريالية .
عام 1899 زار أوبنهايم تلال ووادي حلفا، في شمال شرق سوريا. وقد أستطاع بسرعة أن يدرك أنه على أرض تاريخية، وبعد أن قدم والده 15 مليون مارك (من ماركات الرايخ القديمة) وابتدأ بالحفريات، وليس كما فعل هاينريش شليمان، أعترف أوبنهايم، أنه كحفار، دمر أكثر مما أكتشف. وأستخدم أوبنهايم الكثير من علماء الآثار والمصورين والأطباء والمئات من العمال من السكان المحليين.
تل حلفا يعطي اليوم فئة كاملة من الأسماء
وما خرج إلى النور منذ عام 1911، وحتى بعده، وظهر أسمه في عناوين الصحف، والممول البرليني لحفريات بابل جيمس سيمون قال ” لأنه كان محضوضاً ، بقدر ما واجهنا سوء الحظ نحن في بابل” قلاع وحصون وقصور، وأعمال فنية خرجت إلى النور، وإلى جانب ذلك كان أوبنهايم قليل الاهتمام للخزفيات، التي هي اليوم دار اهتمام الاثاريين ويمنحون أسم الخزف لفترة من التطور في الشرق الأدنى.
ما أكتشفه أوبنهايم وفريق عمله، كان مذهلاً بما يكفي، وفي موقع تل حالف (Halaf) وجدوا بقايا كرسي الأمير الآرامي. وكان الآراميون عام 1000 ق.م، قد قاموا بغزو الفراغ الذي خلفه، السقوط الحيثي. واخذوا عنهم تقاليدهم وكتابتهم، وتمكنوا من الحفاظ على حريتهم حتى القرن الثامن ق. م من الدفاع بوجه الإمبراطورية الآشورية. حتى تم تدمير البلدة وقلعتها حوالي 750 ق.م . وضمن أنقاض القصر كانت هناك الكثير من الأعمال الفنية، نجت من التدمير أو السرقة بفضل الأنقاض التي انهارت عليها وهكذا تم نجاتها.
في ذلك الوقت تعارف لورنس وأوبنهايم في الحفريات بالقرب من قرقميش، ولم يكن هناك تعاطف بين الاثنين، وكان الوضع الألماني وكذلك النجاحات جيدة. وبعد سنوات قليلة، التقوا مرة أخرى خلال الحرب العالمية الأولى، وكان لورنس قد أصبح بطل العرب، وأوبنهابم كان عام 1914 قد أصبح في ال54 من عمره، وحاول بالدبلوماسية والدعاية أن يضع حداً لكاريزما الضابط البريطاني.
وعبرت عبقرية أوبنهايم عن نفسها، من خلال إنجاز آخر، قام في الفترة من 1927 وحتى عام 1929 بالحفر مرة أخرى في تل حالف، وأستطاع أن يقنع السلطات أن يتركوا له العديد من القطع، مع العلم أن المتحف الحكومة أللألماني أشار عليه أن المساحة المتبقية للعرض قليلة جداً، لذلك قام بدعم من الأسرة ببناء متحفه الخاص.
وباقي القطع، كانت مودعة في مستودع في برلين ــ فريدريش هاغن، حتى عام 2001، وبمساعدة مؤسسة أوبنهايم والمؤسسة الألمانية للبحوث تمكنوا أن يجدوا مكاناً لأغلب ال 27,000 الف قطعة المتبقية. وجرت عملية ذكية أعمال إعادة تركيب القطع وعرضها، أعيد ترميمها بدقة تماثل ما حاول الأمراء الآراميون في تصوير آلهتهم ومخلوقاتهم الأسطورية. ترميم الأسود، وتماثيل الآلهة، المصنوعة من البازلت باليد، وليس بالكمبيوتر .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هوامش
1. جزيرة المتاحف : في قلب برلين، ينقسم نهر الشبريه إلى فرعين مخلفاً جزيرة كبيرة يطلق عليها جزيرة صيادي السمك (Fischer Insel) يقطعها من الوسط الشارع الشهير أونتر دين ليندن (شارع الزيزفون)، المقطع الشمال تحتله خمسة متاحف : آلت موزيم، ناسيونال غالري، بيرغامون مويم، بودا موزيم، ومتحف التاريخ الألماني. وهناك متحف سادس قيد الترميم من آثار القصف في الحرب العالمية الثانية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب