مقالات

كي لا يُفرَض علينا الدخول في عصرٍ “إسرائيلي”جديد . بقلم نبيل الزعبي -طليعة لبنان-

بقلم نبيل الزعبي -طليعة لبنان-

كي لا يُفرَض علينا الدخول في عصرٍ “إسرائيلي”جديد .
بقلم نبيل الزعبي -طليعة لبنان-
بين كل مصطلحات الشماتة واخواتها على ماجرى منذ عام في قطاع غزة وما لحق بالساحة اللبنانية من دمار وتهجير وقتل وإسالة دماء لا سيّما بعد حادثة تفجير اجهزة البيجر واللاسلكي في ١٧/١٨ من شهر ايلول المنصرم ،
وبين كل متطلبات الصمود والخطاب القائم على الثوابت وتحفيز مختلف أشكال المواجهة ومنع الانهيار من الداخل ،
لا مناص اليوم من تسجيل بضعة ملاحظات قد تزعج البعض ويقبلها الآخر على مضض ، غير ان البلد يبقى هو صاحب الأولوية في تبني هذا الموقف وذاك ، ويبقى الشعب اللبناني ، بكل مكوّناته ، المرجع الاول والأخير في تكوين الرأي العام الواحد الموحد ازاء ما جرى ويجري ولا يمكن بعد اليوم تجاهل ارادته وإملاء القرارات الخارجية عليه بالقوة او بغيرها بعيداً عن عواطف الانتماءات المذهبية والطائفية والمناطقية والخارجية والخاصة التي تتحمل القسم الأكبر من معاناة اللبنانيين الذين تراهم اليوم يتقاذفون الاسباب بين هذا المكوّن وذاك ، ومن أسَّسَ لاستقرار البلد وامنه اكثر من الآخر ومن يتحمل أوزار الانزلاق إلى الهاوية ، ومن يمتلك الحقيقة والمصداقية من عدمها ،ومن يملك الجرأة على النطق بالحقائق كاملةً دون الخروج او التمرد على بيئته ، ومن هو ذاك الحيادي الموضوعي ليقنعنا بوجهة نظره او من يمثل هذه الايام ، والكل دخل في لعبة التخوين والتحريم وإلقاء المسؤولية على الآخر دون رفةٍ عين او وازعٍ من ضمير او نقد ذاتي داخلي او في أضعف الايمان امتلاك الحدود الدنيا من ثقافة الاعتذار .
لسنا هنا وفي هذه العجالة في وارد صب الزيت على النار المشتعلة ولا نسمح لانفسنا في اعطاء الدروس وادخال البلد في جدالٍ عقيم سمي يوماً بالجدل “البيزنطي”نسبةً لحكام بيزنطة يوم داهمهم الرومان فلم يتوافقوا على مواجهته وامضوا ايامهم ولياليهم في كيفية ذلك إلى ان دُخِلَ عليهم وقُتِلُوا شر قتلة .
اننا اليوم في امس الحاجة لموقف وطني شامل موحد ينتشلنا من مستنقعات الموت المنتشرة على كل اراضي لبنان فلم يعد من خيمة امان وطنية تظلّل هذا البلد وتمد اليه يد النجاة سوى ابناؤه في وقت ابتعاد القريب عنا ، وتنصّل البعيد من ملامسة مآسينا ولو بالتضامن اللفظي او المعنوي على الاقل مذكّرين الجميع ان المطلوب بعد الانتهاء من قطع هذه الرؤوس وتلك ، هو الالتفات إلى كل من يتفرج على مسرحية الدم المتنقلة في لبنان فلا يبالي ! وكأنه امام سردية عدوٍّ حنون يدافع عن امنه واستقراره وليس مغتصب يقضم من حاضرنا قدر المستطاع من وجودنا وبقائنا بعد ان استنفذ كل ما لدينا من نسغ حياه طوال وجوده جاثياً على ارض فلسطين منذ العام ١٩٤٨ ، هذا ، ان لم نحتسب ما سبق ذلك من استنزاف عربي وإسلامي ، بشري ووجودي يسعى العدو اليوم إلى استكماله لنضع كل مقومات مستقبل الامة بين أياديه بصفتنا “الغوييم” الملحقين به لا الأقوام القائمة مصالحه معهم نداً لندّ ، تمهيداً لادخالنا عصراً جديدا يحمل كل مقومات الاستلاب وإخضاع رقاب حكامنا قبل شعبنا من المحيط إلى الخليج إلى سيطرة المستعمر الجديد القادم الينا بثوب التكنولوجيا والحداثة الإلكترونية غير المسبوقة ، وما جرى في غزة ومستلحقاته في لبنان ليس سوى مقدمةً لأدخالنا جميعاً في عصر ” اسرائيلي” جديد يلخص كل عصور الاستعمار والإمبريالية التي مرت على بلادنا منذ وعد بلفور واتفاقية سايكس – بيكو التي نخشى ان نترحم عليها غداً .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب