ثقافة وفنون

رواية «طفل الميزان» للكاتب اليمني حميد عقبي

رواية «طفل الميزان» للكاتب اليمني حميد عقبي

باريس ـ خاص: عن دار الدراويش للنشر والترجمة في ألمانيا وبلغاريا، صدرت رواية «طفل الميزان» للكاتب والمخرج السينمائي اليمني حميد عقبي ـ المقيم في فرنسا، تدور أحداث الرواية في العاصمة اليمنية صنعاء خلال الحرب اليمنية، وترصد تأثيرات الحرب اليمنية الأخيرة وما تحمله من متغيرات اجتماعية وألم إنساني مفجع من خلال شخصية الكاتب والصحافي عبدالحميد، الذي يجد نفسه مسجونا ومعاقا، يعجز عن فعل أي شيء ويقاوم مغريات متعددة، وهو من أصول تهامية يعيش مع زوجته الصنعانية، التي ضحت بكل شيء من أجله ومن أجل ابنه الذي يحلم أن يكون مشروع شهيد لكي يصبح مثل طفل الميزان الفقير، الذي استشهد خلال قصف قوات تحالف دعم الشرعية لشارع قصر الرئاسة في صنعاء في عام 2018، وتضخم دعم ثقافة الموت والرعب.
ترصد الرواية علاقة الكاتب ببائعة هوى شابة، أحبت الكاتب وتحكي له قصتها التراجيدية، وتبحر به إلى أماكن وحكايات غير مرئية وصنعاء السفلية أي الفقر والجوع والألم بسبب هذه الحرب العبثية.
كما تنقلنا الرواية إلى طفل ميزان في حي فقير تصدمه سيارة دورية عسكرية للنظام الذي يحكم صنعاء، حكاية حزينة لطفل من حارة فقيرة يكون ثمن حياته خروف سمين وكيس من الدقيق إلى أهله، ولا يحسب كشهيد، تناقضات متعددة لواقع يتأزم وبؤس يتضخم مع كل ساعة حرب وغياب للأمل والسلام.
رواية تميل في أسلوب كتابتها إلى أسلوب التصوير التشكيلي وتقنيات السيناريو، أحداث صغيرة ولقطات تتداخل مع مشاهد وسرد واغتراف من الأغاني والتراث الشعبي، يتداخل الواقع المعاش مع الأساطير والخرافات، اللذة والخوف، أحلام وكوابيس، ضجيج الكبار وهمسات طفولية، سينما ومسرح وفنون متعددة تتشابك لخلق لوحة إنسانية تنادي ضميرنا وروحنا وتقول هنا اليمن الموجوع بالحرب والموت والصراعات. وفي تقدمة مهمة يلخص الأكاديمي والناقد المصري منير فوزي ويقول عن رواية «طفل الميزان»: هذا نص سردي مدهش، يحاول فيه صاحبه أن يغوص في أعماق المجتمع اليمني الذي ينتمي إليه، رغم بعد المسافات؛ كاشفا ما آل إليه واقع هذا المجتمع من تناقضات طبقية بفضل الأطماع وتهافت الطبقة المتوسطة، وما انحدرت إليه أغلب شرائحه بفعل سيطرة تجار الحروب على مقدراته، واغتنامهم لجلّ موارده، حتى أنهك أبناءه الفقر والعوز، فتحول من اليمن السعيد إلى يمن آخر مغاير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب