مقالات

نتنياهو.. إذا لم تغلب فاخلب د.محمدعياش

نتنياهو.. إذا لم تغلب فاخلب
د.محمدعياش – كاتب وباحث سياسي

يُجاهر رئيس العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو، بأن النصر
حليفه، ولن يقبل أبدا سواه، وهو الذي مزق كل المحاولات
للوصول إلى هدنة أو وقفاً لإطلاق النار شرّ ممزق .
الحرب التي أعلنها نتنياهو على قطاع غزة، نتيجة للهجوم الذي
حيّر المحللين العسكرين، وضرب كل العلوم العسكرية
والتكنولوجية ومدارسها وأكاديمياتها بمقتل .. وجدها فرصة قد لا
تتكرر بالكشف عن المخططات النهائية التي بجعبة وقاموس
الأيديولوجية الصهيونية والخلاص من ‘‘الأغيار’’، وإقامة «دولة
إسرائيل» الكبرى مع ائتلاف حكومي فاشي متشدد يتماشى ورؤية
نتنياهو الانتقامية من ‘‘المحيط الأيديولوجي القاتل’’ الذي يحيط
بدولة الكيان حسب زعمه.
يتذرع نتنياهو باستمراره بالحرب، لكيلا يتكرر السابع من اكتوبر /
تشرين الأول 2023، وذلك عبر تأجيل أو تنويم التحقيقات وتحديد
الجهات أو الأشخاص التي تتحمل هذه الكارثة التي حلّت على دولة
الكيان الصهيوني، وتغيير اسم المعركة من ‘‘السيوف الحديدية’’
إلى ‘‘حرب الصحوة’’ أو ’’الانبعاث’’ .
عامٌ مضى وعامٌ بدأ، والآلة العسكرية عاجزة عن تحقيق أهدافها
المعلنة والقتلة الصهاينة يتخبطون من الشمال الفلسطيني إلى جنوبه
، الأمر الذي ‘‘استوجب’’ صهيونيا أن تخرج دائرة النار خارج
فلسطين لإعطاء فكرة أن «إسرائيل» بقوتها وجاهزيتها تبقى قوة لا

يستهان بها، وأن يدها طويلة تطال كل من يتربّص بها والعنوان
الرئيس، لا خطوط حمراء تقف في وجهها .
إن من الواضح والمكشوف محاولات نتنياهو زج الولايات المتحدة
الأمريكية بشكلٍ مباشر في الحرب الدائرة تكشف مدى عجزه عن
تحقيق أيً من الأهداف، القضاء على حركة حماس، وتحرير
الأسرى ( الرهائن )، وجعل غزة منطقة آمنة !.
يقول زئيف جابوتنسكي: الأب الروحي لنتنياهو، حين قال عن نفسه
"لو كنتُ فلسطينياً، لقاومتُ، ولكن علينا أن نمنع الفلسطينيين من
التفكير في المقاومة، وسبيل تحقيق ذلك، هو استخدام أقصى درجة
من القوة والعنف".
نتائج طوفان الأقصى بعد عامه الأول ، أنه زعزع ثقة «إسرائيل»
بأمنها، هي القائمة على مجتمع إسبارطي ذي إمكانات نووية
عسكرية وتكنولوجيا في خدمة حمايتها من محيطها ‘‘المعادي’’،
فزادت من التوظيف في المجالات هذه، وشرعت في تجنيد الحريديم
. وثانياً، أن معركة جناح «إسرائيل» العلماني ضد مشروع
حكومتها بالإمساك بالقضاء، أي معركته من أجل الديمقراطية، بدت
بائتة أمام هوْل رد فعلها على الطوفان. انتعشت القراءات اليهودية
والإسرائيلية بشأن استحالة الفكرة الصهيونية وهشاشة الكيان
الإسرائيلي. ثالثاً، أنها فجّرت القضية الفلسطينية بوجه العالم كله.
ارتفع العلم الفلسطيني في عواصم وأزقة الغرب والعالم، فتحت
صفحات التاريخ، وعُدنا إلى مناخات النكبة والطرد وحرق القرى.
وامتلأت الشبكة بمئات من الأقوال والرسائل والفيديوهات،
متعاطفة، مؤيدة، متحمسة، متألمة.
ليس غريباً صمود أهل غزة في وجه الآلة الحربية المتطورة فهم
صمدوا في وجه الانكليز في الحرب العالمية الأولى وكبدوهم

خسائر فادحة في الأرواح والمعدات وأرغموهم على التقهقر حتى
العريش عام ١٩١٧ اذ كان عددهم ثلاثة آلاف جندي فلسطيني في
لواء واحد من الجيش العثماني فقال عنهم أحمد جمال باشا رغم
خصومته للعرب : أشيدُ بالشجاعة الفذة التي أبداها الجنود
الفلسطينيون في غزة أمام أضعاف أضعافهم من جنود الأعداء
الانكليز وإنها بسالة خارقة تذكر بالشجاعة التي أبداها أباءهم من
قبل عند ما حموا هذه البقاع المقدسة بقيادة صلاح الدين الأيوبي
وهكذا سيستمر الشعب الفلسطيني صامدٌ في وجه الأعداء إلى أن
يتحقق النصر إن شاء الله.
فقدان الكيان الصهيوني لاستراتيجيته العسكرية: الاستخبارية ،
والاستباقية ، والحرب الخاطفة أغرى نتنياهو باستيلاد خطة من
شأنها إعادة ما فقده خلال الحرب الحالية، المتمثلة بالخداع
والمراوغة سواء على مستوطنيه، أو من خلال تصميمه على
مواصلة القتال بالرغم من الخلافات مع المؤسسة العسكرية وانتهاءً
بالبحث عن أي انتصار يقدمه للجمهور الإسرائيلي على أنه المنقذ لـ
«إسرائيل» من الزوال .
يستدعي نتنياهو التاريخ ويستعير مصطلح ‘‘السيوف الحديدية’’ ،
وبعد ذلك يغير، ‘‘حرب الصحوة’’، بعد فشل محاولاته السابقة
بالطلب من الدول العربية الاعتراف بيهودية الدولة، ويؤكد للعالم
بأن كيانه يواجه سبع جبهات محاولة استعطاف فاشلة. فاشلة لأن ما
تقوم به «إسرائيل» من مجازر واغتيالات وتدمير ممنهج للأرض
والإنسان في فلسطين ولبنان واعتداءات شبه يوميه على سوريا
واليمن وإيران والعراق لا يدل على أنه في موقع دفاع عن النفس،
بل هي دولة مارقة فوق القانون وخارج سرب العالم.

في فلك نتنياهو أقواس احتلال جديدة، وابتلاع لأراضٍ عربية
وتغيير لوجه الشرق الأوسط كما يزعم، وما يعجز عن تحقيقه
بالقوة يتم عبر المكر والدهاء الصهيو- أمريكي على قاعدة إذا لم
تغلب فاخلب . فـ ‘‘البيكار الصهيوني’’ جاهز لرسم دوائرالشرق
الأوسط الجديد .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب