مقالات

ماذا يعني التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى وكيف يسعى الاحتلال لفرضه؟

 ماذا يعني التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى وكيف يسعى الاحتلال لفرضه؟

لم يكن سرًّا طموح إسرائيل منذ احتلال القدس عام 1967 لتقسيم المسجد الأقصى زمانيا ومكانيا، وعلى ضوء تجربتها في تقسيم المسجد الإبراهيمي بعد المجزرة في العام 1994، حين قررت سلطات الاحتلال تقسيم الحرم بين اليهود والمسلمين، وإغلاقه أمام الفلسطينيين والمسلمين والزائرين 10 أيام كل عام، وفتحه بشكل كامل “للمستوطنين”في الخليل،لذا سيقع المسجد الأقصى ضحية للاحتلال فيمنع المسلمين من دخوله متى يشاءون وكيف يشاءون .
ان الكيان الصهيوني يعمل على فرض واقع التقسيم بشكل تدريجي، إذ قررت شرطة العدو بشكل أحادي عام 2003 السماح لليهود باقتحام المسجد الأقصى حينما قررت شرطة الاحتلال أحاديا السماح لليهود باقتحام الأقصى بحراستها. منذ ذلك الوقت، تضاعفت أعداد المقتحمين سنويا إلى أن وصلت إلى أكثر من 18 ألف مستوطن في 2020، فيما يتوقع أن يكون العدد قد ازداد مع نهاية العام الجاري، خاصة وأن باحات الأقصى شهدت اقتحامات غير مسبوقة في الأعياد اليهودية خلال 2021، حيث تنجح “إسرائيل” بتحقيق التقسيم الزماني، بشكل تدريجي، بدءا بتخصيص أوقات محددة (في فترتي الصباح وما بعد صلاة الظهر) للمستوطنين باقتحام المسجد.
وبعد أن كانت الاقتحامات تتم بشكل متباعد وعلى مدار أيام مختلفة، أصبحت تتم بشكل يومي على شكل مجموعات حتى وصل عدد المقتحمين عام 2021 إلى 34 ألف شخص، وبدأ العدد يزداد في الاعوام اللاحقة .
اولا : التقسيم الزماني والمكاني:
يحمل مشروع التقسيم الإسرائيلي الذي بدأ بالفعل شقّين، شقّ زماني وآخر مكاني
ويعني التقسيم الزماني تخصيص أوقات محددة لدخول المسلمين للمسجد الأقصى، وأوقات أخرى خاصة باليهود، بحيث يتم اقتسام الساعات والأيام طوال العام بين المسلمين واليهود وترى الحكومة الإسرائيلية أنه على المسلمين إفراغ المسجد الأقصى يوميا من الساعة 07:30 حتى 11:00 صباحا، وفي فترة الظهيرة من الساعة 1:30 حتى 2:30، وفي فترة ثالثة بعد العصر، لتكون هذه الأوقات مخصصة لليهود فقط.كما تسعى لتخصيص المسجد الأقصى لليهود خلال أعيادهم التي تصل إلى 100 يوم، بالإضافة إلى جميع أيام السبت، وبذلك يصل عدد الأيام المخصصة لليهود قرابة 150 يوما.
ويعني التقسيم المكاني تخصيص مناطق وزوايا معينة من المسجد الأقصى لكلٍّ من الطرفين، حيث تسعى الحكومة الإسرائيلية لاقتطاع أماكن من المسجد وتحويلها إلى كنائس يهودية تقام فيها الصلوات.
ثانيا :السيطرة بالقوة
ان إحكام السيطرة على المسجد الأقصى، عادة يمنع الاحتلال الإسرائيلي من تقل أعمارهم عن 40 عاما من دخول المسجد، وتحظر المخابرات االصهيونية ما تسميه تنظيم المرابطين والمرابطات في إشارة للمصلين المسلمين هناك الذين يقومون على خدمة المسجد.كما منعت إسرائيل مشاريع لخدمة الأقصى منها مشروع مصاطب العلم في الأقصى.وتبلغ إسرائيل عددا كبيرا من أبناء القدس والداخل الفلسطيني المحتل ممن يواظبون على الصلاة في المسجد الأقصى بشكل منتظم، بالإبتعاد عنه مدة ما تزيد على 6 أشهر تجدد بعد انتهاء كل فترة.
ثالثا :الهيكل المزعوم والوضع التاريخي
ان الجماعات الدينية اليهودية تقولها بصراحة إنها تسعى لإقامة الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى. وتزعم أن المسجد الأقصى بُنيَ على أنقاض معبد الهيكل، وهو الأمر الذي يرفضه شعبنا وتفنده حقائق التاريخ .
إن السماح بهذه الاقتحامات والحديث عن أداء صلوات في ساحات المسجد أو تقسيم المسجد زمانيا ومكانيا، هو انتهاك للوضع التاريخي القائم في المسجد. والوضع التاريخي القائم هو الوضع الذي ساد في فترة الحكم العثماني ثم الانتداب البريطاني والحكم الأردني، وصولا إلى بداية الاحتلال الإسرائيلي عام 1967.وبموجب الوضع التاريخي القائم فإن الصلاة في المسجد تقتصر على المسلمين وحدهم، في حين يمكن غير المسلمين زيارته سياحًا فقط، وتكون المسؤولية فيه حصرا لدائرة الأوقاف الإسلامية.
المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب