مقالات

فتح – حماس.. الدخان الأبيض!

فتح – حماس.. الدخان الأبيض!

د.محمدعياش – كاتب وباحث سياسي فلسطيني – مقيم في دمشق

قيل : في الأزمات يكون التفكير أفضل .

   ما تفعله الآلة العسكرية الصهيونية المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا على وجه التحديد، في قطاع غزة ولبنان واليمن والعراق وسوريا وتهديد المنطقة العربية، بإرجاعها للعصور الحجرية، وتنمرها على الأمم المتحدة وأمينها العام انطونيو غوتيرس كفيلة للتكاتف والتعاضد الدولي ضد هذا النظام المجرم، الذي يوفّر الحماية والرعاية لدولة الكيان الصهيوني ومدها بأعتى أنواع السلاح الفتاك.. هذا على المستوى العالمي الذي يشهد تحسناً ولو بشكل بطيء، فماذا عن أولياء الدم الفلسطيني حركتي فتح وحماس ؟ .

عدة محاولات للمصالحة؛ وليس آخرها لقاء الصين الذي انعقد في ، في 23 يوليو/ تموز، 2024، وفي الختام تأكيد على بنود اللقاءات الماضية، الدوران في دائرة مفرغة، والمحصلة صفر! في حين اللقاء الأخير ينبغي أن يكون للتنفيذ فقط ! إلا أن حساب السرايا دائما ً مختلف عن حساب القرايا، حيث لا أمل ولا جدوى من هذه اللقاءات .

أعتقد أن الكيان الصهيوني تجاوز مثل هذه المحاولات، لأنه استثمر كثيرا ً من هذه الخلافات، وأصبح في حلٍ من مخرجاتها وقراراتها، وحتى لو اتفقا! فالمسألة محسوبة ومحسومة لجهة النظرة الأحادية المبنية على هدف واحد، وهو تصفية القضية الفلسطينية.

المطلوب حاليا ً من كل الفصائل والمشارب الفلسطينية العمل بإخلاص على دعم المقاومين المرابطين في غزة ولبنان، وبالحد الأدنى تأجيل الخلافات وترحيلها إلى ما بعد الحرب التي لا تبقي ولا تذر من البشر والحجر والشجر، والقاعدة الصهيونية تقول : الفلسطيني الجيد هو الميت ! .

في حال تم الدعوة إلى لقاء مصالحة كالعادة بين الطرفين، أهم شيء هو خلق بيئة مناسبة للقاء على أرضية ذاهبون لنوقع الاتفاق لا مناقشة النظام الداخلي لكل طرف! أما عن المبادئ التي تتمترسون خلفها ليس مكانها الآن؛ لأن العدو الصهيوني في عجلة من أمره بخصوص ابتلاع الأرض الفلسطينية المتبقية فالحكومة الصهيونية الفاشية شرهة بهذا الخصوص .

البيئة المناسبة للتوقيع، تكون في توجيه بوصلة النضال باتجاه العدو، والعمل على جميع الصعد، السياسية والقانونية والعسكرية وتفعيل حملة العلاقات الدولية العامة لشرح عدالة القضية، وتغليب المصالح الوطنية الفلسطينية على المصالح الشخصية الضيقة والتعامي والتغافل عن السقطات أو الشطحات التي في حوزة كل طرف ومحوها من الذاكرة.

ولا يمكن إغفال لهفة الجمهور الفلسطيني بشكل خاص والجمهور العربي الغيور بشكل عام، لأن هؤلاء ينتظرون منكم اتفاق يعيد للقضية بريقها وأصالتها بكل ما تملكه من إرث للأخلاق والعادات والتقاليد العربية السمحة، لأن الحق لا يتغير، والحقيقة لا تتغير مهما أطلت علينا بوجوه شديدة التباين .

أعتقد أن هذه المحنة ستساعد الأخوة للرجوع عن أفكارهم السابقة التي حالت دون التوصل إلى اتفاق، وبالتالي فإن ما ترفضوه اليوم سيصبح حلما ً بالمستقبل، والعدو الصهيوني يلعب على عامل الوقت وعداد الدم بازدياد، المرونة فيما بينكم والغلظة على عدوكم، والصبر مفتاح الفرج، وما النصر إلا صبر ساعة، هذه الساعة التي يتمناها كل الشرفاء والمهتمين بالقضية الفلسطينية. الرجاء كل الرجاء من الأخوة في الحركتين لا تخذلونا ولا تعطوا للعدو فرصة لابتلاع كل فلسطين وضباع اليهود المستعرة تحوم حول بيت المقدس ولعابهم النجس يدنس ساحاتها وباحاتها، لا تقبلوا دعوى للمصالحة إلا على أرضية الاتفاق، نريد أن نرى الدخان الأبيض في السماء اعلانا ً وإعلاما ً لعودة الأخوة الأشقاء للعمل النضالي في خندق واحد لتحقيق الحلم الكبير بتحرير كل شبر في فلسطين التاريخية وعاصمتها القدس الشريف .  

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب