الصحافه

هامسة في الأذن الأمريكية.. إسرائيل: سنخلق واقعاً جديداً في الشرق الأوسط

هامسة في الأذن الأمريكية.. إسرائيل: سنخلق واقعاً جديداً في الشرق الأوسط

تواصل إسرائيل الآن العمل في كل ساحات الحرب: تضرب حماس في غزة لكنها تمتنع (بالخطأ؟) عن إلحاق الهزيمة بمنظمة الإرهاب التي شنت الحرب كي لا تنجر إلى حكم عسكري، وتضرب حزب الله سواء من خلال المس بقيادته ونشطائه وقدراته العسكرية أم بمنعه من إعادة التسلح بفضل المساعدات الإيرانية أم بتفكيك بنه التحتية التي بناها شمالي الحدود وكان يفترض أن تستخدمها قوة الرضوان في محاولة لتنفيذ فكرة احتلال الجليل. بالتوازي، تستعد إسرائيل لعملية في إيران رداً على نار الصواريخ الإيرانية على إسرائيل.

القاسم المشترك لهذه الجهود الأساسية الثلاثة (المسنودة بجهود فرعية لمعالجة الحوثيين وبنى الإرهاب التحتية في “يهودا والسامرة”) هو محاولة انتزاع الحلو من المر؛ أي استخدام إجازات إسرائيل كرافعة بعد الضربة القاسية التي تعرضت لها بعد 7 أكتوبر.

الرغبة هي في خلق واقع جديد في الشرق الأوسط، تجعل الخطة الإيرانية لبناء طوق ناري حول إسرائيل فرصة لإضعاف المحور الإيراني، ثم المضي بعلاقات إسرائيل مع جهات معتدلة في المنطقة.

 ولاستنفاد فرص تحقيق هذه الإنجازات، من المهم تعميق الحوار مع الولايات المتحدة وعدم التعاطي مع الهجوم في إيران كحدث لمرة واحدة. إن مراعاة الحساسيات الأمريكية يجب أن تكون مشروطة بتفهم أمريكي بأن الهدف الاستراتيجي لا ينبغي أن يكون الامتناع عن التصعيد، بل خلق واقع جديد في المنطقة يريح واشنطن أيضاً. وينبغي لإسرائيل أن تنتزع من الولايات المتحدة – مقابل لجم الرد الفوري– استعداداً لأن تزودها بالسلاح اللازم والضوء الأخضر لتعميق الضربة لحزب الله، والالتزام بأن كل رد إيراني على خطوة إسرائيلية نسقت مع الولايات المتحدة سيجاب باستعداد أمريكي لإسناد خطوة إسرائيلية ضد البنى التحتية النووية الإيرانية.

إن الظروف التي نشأت عقب إضعاف حزب الله وحماس، ستسهل على إسرائيل العمل حيال إيران. فالعمل ضد البنى التحتية النووية الإيرانية، على فرض أنه ذو احتمال عملياتي، بات الآن حيوياً في ضوء التقدم الإيراني نحو استكمال بناء القدرات للاقتحام لسلاح نووي.

لكل من يشتكون من غياب استراتيجية، يجب القول إن الاستراتيجية الإسرائيلية هي إضعاف المحور الإيراني لإزالة التهديد بشكل يسمح بعودة سكان الشمال إلى بيوتهم بأمان، وتحرير المخطوفين، وإزالة التهديد من غزة على دولة إسرائيل، وبخاصة على الغلاف. هذا هو النصر. وما زالت الطريق طويلة، وما ضربة لواء غولاني في ظل استمرار نار الصواريخ نحو جملة من الأهداف إلا تعبير أليم عن ذلك، لكنها أقصر بكثير مما كان يخيل قبل شهر – شهرين. وحسب مبادئ الحرب، علينا اتخاذ سياسة استغلال النجاح والتمسك بالمهمة في ضوء الهدف.

يوسي كوبرفاسر

 إسرائيل اليوم 16/10/2024

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب