فلسطين

الإضراب يشل مؤسسات “الأونروا” في غزة واتحاد الموظفين يتوعد بمضاعفة الاحتجاج حال لم تلبَ طلباته

الإضراب يشل مؤسسات “الأونروا” في غزة واتحاد الموظفين يتوعد بمضاعفة الاحتجاج حال لم تلبَ طلباته

أشرف الهور

غزة- : شل إضراب شامل كافة مؤسسات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” في قطاع غزة، بدعوة من اتحاد الموظفين، وذلك في إطار احتجاجهم على عدم قيام إدارة هذه المنظمة الدولية، تلبية حقوق الموظفين الإدارية، وهدد الاتحاد بخطوات أخرى بعد انقضاء شهر رمضان، في وقت استمر في اتحاد الضفة في خطوة الإضراب المفتوح عن العمل.

وتوقف العمل في كافة المدارس التي تقدم خدمات تعليمية لغالبية طلبة قطاع غزة، كما شل الإضراب عيادات “الأونروا” الصحية، ومراكز الخدمات الاجتماعية.

وأكد اتحاد الموظفين في “الأونروا” أن هناك التزامًا محكما بالإضراب الشامل في مرافق الوكالة بغزة، وجاء ذلك بعد أن أعلن الاتحاد في إقليم غزة، عن هذا الإضراب، والذي تقرر أن يصاحب بحملة إعلامية من جميع الموظفين العرب في الوكالة لتوضيح أسباب الاحتجاج.

كما أنذر اتحاد موظفي “الأونروا” في غزة من اتخاذ إجراءات لاحقة “غير مسبوقة”، إن لم تستجب إدارة “الأونروا” لمطالبه الخاصة بالموظفين.

وأكد في ذات الوقت استمراره في “العصيان الإداري”، والذي سبق وأعلن عنه قبل عدة أيام، بالإضافة لمقاطعة اللقاءات الإلكترونية التي تقعدها “الأونروا”.

كما قرر الاتحاد مقاطعة جميع الإفطارات الجماعية التي تنظمها إدارة “الأونروا” مشيرا إلى أن لها “أثر على مجتمع اللاجئين الفلسطينيين”، داعيا للتبرع بهذه الأموال للطلاب الفقراء.

وأكد أن كافة الفعاليات التي ستتم عقب الإضراب الشامل، ستنفذ بعد الانتهاء من إجازة المدارس وعودة الطلبة بعد شهر رمضان، على رأسها المسيرة الكبرى، والإعلان عن إضراب شامل أطول.

يشار إلى أن اتحاد موظفي “الأونروا” في غزة، أعلن في 27 مارس الماضي، “العصيان الإداري”، والذي يشمل وقف كل الدورات وورش العمل والزيارات الإشرافية للمؤسسات التابعة للوكالة بما فيها فرق الحماية وحتى إشعار آخر.

وقال إن خطوات الاحتجاج جاءت بسبب عدم التزام مكتب غزة الإقليمي، بتعهد المفوض العام ومؤتمر العاملين بتطبيق نسبة الموظفين العاملين على بند المياومة بـ7.5%، مما تسبب بوجود حوالي ألفي وظيفة شاغرة في كل الدوائر.

وأوضح أنه لم يتم استبدال موظفي البطالة في الصحة الذين زادت نسبتهم عن 40% بموظفين مثبتين فوراً، لضمان جودة الجهاز الصحي في الوكالة، وعدم إعطاء سقف زمني واضح لتحويل جميع العاملين على نظام العمل الجزئي إلى دوام كامل حسب ما تم الاتفاق عليه.

وأشار إلى أن “الأونروا” لم تحول جميع الأسماء التي تم التوافق عليها إلى عقود دائمة، إضافة إلى عدم تعبئة النقص الحاد في المديرين المساعدين والكتبة وأذنة المدارس وعمال التوزيع وعمال العيادات وعمال صحة البيئة.

وشدد اتحاد العاملين على عدم تجاوب إدارة أونروا لمطالبهم، ومنها رفض التعاطي مع ملف إجازة السبت الخاصة بدائرة الصحة، رغم موافقة مدير الصحة في مناطق عمليات الوكالة الخمس، لافتا أيضا إلى أن “الأونروا” تحرم أبناء الموظفين من التعيينات على أساس الكفاءة أسوة باللاجئين الفلسطينيين، وتعرقل إجراء انتخابات اتحاد الموظفين من خلال تدخل الإدارة في بعض المطالب المخالفة للدستور.

وطالب اتحاد الموظفين المفوض العام فيليب لازاريني بالتدخل المباشر لإنهاء الإشكاليات ووضع حد بـ”المماطلة والتسويف” من إدارة إقليم غزة، لتنفيذ عديد المطالب والتي سبق وتم الاتفاق عليه.

والجدير ذكره أن “الأونروا” تقدم خدمات صحية واجتماعية وتعليمية للاجئين الفلسطينيين في مناطق العمليات الخمس وهي قطاع غزة والضفة الغربية والأردن وسوريا ولبنان، وبسبب عدم تطبيق مطالب الموظفين تراجعت جودة الخدمات المقدمة لهؤلاء اللاجئين.

ويقدر نسبة اللاجئين في قطاع غزة بأكثر من ثلثي عدد السكان، البالغ عددهم أكثر من مليوني مواطن، وغالبيتهم يعانون من أوضاع اقتصادية سيئة، ويعتمد 80% منهم على المساعدات التي تقدمها مؤسسات خارجية وأممية.

يشار إلى أن اتحاد موظفي “الأونروا” في الضفة، قرر قبل عدة أسابيع استئناف الإضراب الشامل في جميع قطاعات الوكالة بالضفة الغربية والقدس، احتجاجًا على عدم تنفيذها مطالبه.

وكانت إدارة “الأونروا” قالت إنه نتيجة لإضراب موظفي الضفة، لم تتمكن من تقديم الخدمات الأساسية لحوالي 900,000 لاجئ في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، محذرة من أن ذلك سيكون له “عواقب وخيمة على صحتهم وتعليمهم”، وأرجعت السبب في عدم تنفيذ مطالب الموظفين إلى الضائقة المالية التي تمر بها، لافتا إلى أن ترحيل دين من العام الماضي لموازنة العام الجاري قدره 75 مليون دولار أمريكي.

إدارة المنظمة الدولية ترجع سبب عدم تنفيذ المطالب للضائقة المالية

وقالت إن الاضراب أدي إلى إغلاق 90 مدرسة لمدة 30 يوما على الأقل، مما ترك حوالي 45 ألف طفل في الشوارع في أسوأ وقت ممكن مع تصاعد العنف في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، وقالت “هناك خطر بارتفاع معدلات التسرب وخسائر كبيرة في التعلم. مكان الأطفال هو المدارس، حيث يتعلمون ويزدهرون، وليس في الشوارع حيث قد يقعون فريسة للاستغلال والاعتداء”.

وأوضحت أنه نتيجة للإضراب، لا يتم تزويد لاجئي فلسطين المصابين بأمراض مزمنة وكبار السن بالأدوية الأساسية، فيما يواجه سكان المخيمات والمناطق المحيطة بها بشكل متزايد مخاطر صحية وبيئية كبيرة نتيجة لتراكم مئات الأطنان من النفايات.

و”الأونروا” هي وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى، وتأسست بموجب قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1949، وجرى تفويضها بمهمة تقديم المساعدة الإنسانية والحماية للاجئي فلسطين المسجلين في مناطق عمليات الوكالة إلى أن يتم التوصل إلى حل عادل ودائم لمحنتهم.

وتقدم “الأونروا” خدمات لقطاعات اللاجئين، ويتم تمويل الأونروا بالكامل تقريبا من خلال التبرعات الطوعية، وبسبب العجز المالي، وسببه قلة أموال التبرعات من المانحين، جرى ترحيل عجز مالي كبير بعشرات ملايين الدولارات من العام الماضي، إلى العام الجاري.

“القدس العربي”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب