أخطبوط جنود الاحتلال
غادة السمان
مد أخطبوط جنود الاحتلال ذراعاً إلى غزة، وهدم معظم بيوتها بقصفها وقتل سكانها.. الذين نجوا من الموت عاشوا تحت الخيام، ولكن جنود الاحتلال قصفوا خيامهم، وحرموهم من تلقي المساعدات ليموتوا جوعاً، ولتجهيل أولادهم بعد قصف المدارس، أو ليموتوا بلا علاج بعد قصف المستشفيات.
ومد أخطبوط جنود الاحتلال ذراعاً ثانية إلى لبنان، كأنه ليس دولة مستقلة، بل الجزء من مشروع «إسرائيل الكبرى» من النيل إلى الفرات (ربما كخطوة أولى للأخطبوط..!)، وقد تمتد ذراع ثالثة للأخطبوط الإسرائيلي إلى طهران (ولكن، لن!).
لا تغادروا الوطن هكذا!
لا ينقضي شهر إلا وأسمع عن موت بعض الناس غرقاً أثناء محاولتهم عبور بحر المانش للدخول خلسة إلى بريطانيا. ومعظمهم من الإفريقيين وبعضهم من العرب. وأعتقد أنه لا مفر من الحل لتلك المأساة وهو ببساطة أن نجعل من أوطاننا أماكن صالحة للحياة (كالأوطان التي يحاول البعض التسلل إليها خلسة بعد عبور بحر المانش بين فرنسا وبريطانيا).
ولكيلا يتحول بحر المانش إلى مقبرة للذين يحلمون بحياة أفضل، ما من حياة أفضل من العيش في الوطن بعد جعله صالحاً لذلك!
البراءة بعد أعوام طويلة!
خبر يتكرر ما يشبهه ويسبب لي لحظة حزن وتعاطف مع الذين يُتهمون بجرائم قتل ويسجنون ثم تتضح براءتهم بعد أعوام طويلة من السجن، ويتم (التعويض) عليهم مادياً وإطلاق سراحهم..! وقرأت مؤخراً عن ياباني سجن نصف قرن، 50 عاماً!، بتهمة القتل وبقي في «رواق الموت» طيلة هذه المدة، ثم اكتشفوا براءته وأطلقوا سراحه بعدما صار في الثمانين من عمره ـ أي أنهم سرقوا منه عمره وما من مال يمكنه التعويض عن تلك السرقة.
السجن عقاباً لشائعة!
سيدتان أطلقتا شائعة وهي أن السيدة بريجيت ماكرون، زوجة رئيس الجمهورية الفرنسية، هي رجل. صحيح أنها تكبره بأعوام كثيرة وأنها كانت أستاذته وطلقت زوجها للزواج من تلميذها، ولكن ذلك كله لا يعني أنها رجل! والتقطت السيدة بريجيت ماكرون صوراً لها، نشرتها الصحف، مع ابنتها الشابة التي تشبهها، وظننت أن هذا هو الرد على تلك الشائعة. ولكن السيدة بريجيت ماكرون أقامت الدعوى على النساء اللواتي نشرن شائعة (ذكورتها!) وربحتها وحكم على السيدتين بالسجن عقاباً على الشائعة مع دفع تعويض مالي، تبرعت به زوجة رئيس الجمهورية للأعمال الخيرية.
وداعاً للأصباغ (والماكياج)!
من المألوف أن تضع النساء الكحل بالعيون، وأحمر الشفاه للفم، وحمرة الخدود، وربما (البودرة) وبقية الأصباغ. ولكن بعض النجمات قررن الثورة على العبودية للماكياج وصرن يظهرن بوجههن الحقيقي بدون تجميل كالنجمة سيندي كروفورد وكريستينا كوردولا. وهذا الخبر لن يسعد شركات صنع مساحيق الوجه، فمقاطعة «النساء لتلك البضاعة تعني إفلاس شركات كثيرة! فهل تقرر المرأة العصرية الظهور بوجهها الحقيقي بدون مساحيق تجميل؟
تكاثر عمليات الطعن والقتل
ما الذي يدفع بشاب (25 سنة) لاقتحام دار حضانة برازيلية وقتل أربعة أطفال؟ وهل يخدم الفرنسي (26 سنة) قضية غزة بمهاجمته لسائح ألماني وآخر بريطاني بسكينه قرب «برج إيفل» الباريسي؟ ولماذا طعن البعض في ميلانو مشجعاً لفريق رياضي؟ ولماذا طعنت طالبة زميلتها في مدرسة في ألمانيا؟ ولماذا أضحى القتل سهلاً هكذا؟ وحتى الأطفال أضحوا لا ينجون من القتل وأحياناً على يد بعض حديثي الولادة في بريطانيا! وهذا موظف في بنك في U.S.A يقتل خمسة من زملائه في العمل! وكيف استطاعت تلك الفتاة الباكستانية قتل شقيقتها خلال تسجيل مقطع (فيديو)؟ وفي برلين قتل طبيب أربع مريضات مسنات ثم أضرم النار في بيوتهن. أي جنون يجتاح عالمنا، أم إن القتل كان هكذا منذ ما قبل التاريخ وصارت الصحافة تنقل ما يحدث لقرائها؟
أمراء بريطانيا أم فرنسا؟
ما زالت الصحافة الفرنسية الفنية تنشر صور أمراء بريطانيا، الأميران هاري ووليم، على أغلفتها وتكتب عنهما وعن زوجة الأمير هاري، ميغان ماركل، وزوجة الأمير وليام ولي العهد واسمها كيتي، (كاترين) وكأنهما من أمراء فرنسا التي صارت جمهورية منذ الثورة الفرنسية..!
وهكذا نرى صورة الأمير هاري، بعدما قرأنا الكثير عنه في أعداد سابقة بمناسبة عيد ميلاده رقم 40، ونقرأ أن زوجة أبيه كاميلا تحرمه من لقاء والده ملك بريطانيا الذي مرض بالسرطان..! وهاري هو ابن الجميلة الأميرة الأرستقراطية ديانا التي قتلت في باريس حين اصطدمت سيارتها بأحد الجسور الباريسية وقتلت مع حبيبها يومئذ بعد طلاقها من والد الأمير هاري وكان حبيبها مسلماً هو دودي الفايد ابن صاحب محلات هارودز في لندن محمد الفايد. وقيل يومها إن السلطات البريطانية كانت وراء قتلها لكيلا تتزوج مسلماً، ولا يكون لولي العهد زوج مسلم لوالدته.
وفي العدد الأخير من مجلة «فرانس ديمانش» الفرنسية نقرأ أن الملكة كاميلا زوجة والده، وكانت عشيقته سراً حين كان متزوجاً من والدة هاري ابنة اللورد، كاميلا تحرم الأمير هاري في زيارته الأخيرة إلى لندن من لقاء والده..! هل يعني ذلك الكثير للقارئ الفرنسي؟ ولكن الصحافة الفرنسية الفنية تتحدث عن أمراء بريطانيا كما لو كانوا من نجوم السينما العالمية.. وأتساءل: هل تحن فرنسا إلى الملكية بعدما صارت جمهورية؟
رسائل الشاعر نزار قباني
أعمل حالياً على توضيب رسائل نزار قباني للنشر في كتاب. وهي تختلف تماماً عن رسائل غسان كنفاني لي، وسأحدثكم عنها في الأسبوع المقبل في «لحظة حرية…».