مقالات

إبادةُ شعبٍ أمام مرأى و مَسمع مِنَ المجتمع الدولي..بقلم علي اوعمو

بقلم علي اوعمو

إبادةُ شعبٍ أمام مرأى و مَسمع مِنَ المجتمع الدولي..

بقلم علي اوعمو.

منذالاجتياح الإسرائيليّ لقطاع غزة، بعدطوفان الأقصى،في  27اوكتوبر 2023 وجيشها  يعيث قي الارض قتلا وجرحا
تدميراً للبنية التحتية، لقد منحت أمريكا و معظم البلدان الغربيّة الضوء الأخضر للكيان الإسرائيلي من
أجل القضاء على الشعب الفلسطينيّ في غزة.. وَعدت هذه الدول إسرائيل بالوقوف معها في حربِها
الشعواء بالمال و أحدث المعدّات الحربيّة و مساعدتها بالوسائل الاستخباراتيّة و اللّوجيستية، مِمّا
شجَّعها على الاستمرار في عدوانها الهمجي و الوحشي على المدنيّين العُزَّل الأبرياء.. تقوم إسرائيل
بقصف البيوت بأطنان من المتفجّرات من خلال استخدام طائراتها الحربيّة الأمريكيّة الصّنع التي
تستهدف منازل المُواطنين و تنسفُها على رؤوسهم، كما تتعمَّد قصْفَ طواقِم الإسعاف لِمنعهم من
الوصول إلى أماكن القصف و إنقاذ الأحياء من تحت الأنقاض من أجل قتل أكبر عدد مُمكن من
المواطنين..

في ظلّ هذه الإبادة الجماعيّة للشعب الفلسطينيّ، تعمََدت القوات الإسرائيليّة استهدافها لِلمستشفيات و
تدميرها و إخراجها عن الخِدمة و قتل الأطبّاء الساهرين على مُعالجات الجرحى الذين نجوا من
المجازر اليوميّة التي تقترفُها إسرائيل و التي يذهب ضحيتَها العشرات من الشهداء و المُصابين يومياً،
بل و في كل لحظة، كما أن الكيان قد فرض حصاراً خانقاً على القطاع، خاصةً في الأسابيع الأخيرة، و
منع دُخول أيّة مُساعدات إنسانيّة لمواطني غزة، من غذاء و دواء و آليات طبيّة، فبِعدم السماح لدخول
الأدوية و الآليات الطبيّة و النقص الحادّ في عدد الأطقم الطبية يستحيل إنقاذ الجرحى، و بالأخصّ
المصابين بجروح خطيرة الذين يموتون بعد مرور وقت قصير من دخولهم إلى المُستشفيات بسبب
عجز الأطباء عن إسعافهم و تقديم العلاج اللّازم لهم..
يرتكب الجيش الإسرائيلي مجازِر مروّعة في حقّ السكان و آخرها ما وقَع أمس السبت 19 اكتوبر
2024، المجزرة الكُبرى, مجزرة "مشروع بيت لاهيا" حيث قالت وزارة الصحة في غزة، في بيان
صحافي: إن" مجزرة الاحتلال الإسرائيلي بحق المواطنين في مشروع بيت لاهيا بمحافظة شمال غزة،
منذ ليلة أمس السبت وفجر اليوم الأحد، راح ضحيتها 87 شهيدا ومفقودا تحت الأنقاض"..
بالإضافة إلى عشرات من الجرحى مُعظمهم من الأطفال و النساء و الشيوخ، مذبَحة تُدمي القلوب،
حيث تستقبل مستشفيات القطاع الشهداء أشلاءً مُمَزَّقةً و جرحى في حالة جدّ مُروِّعة، منهم مَن فقدَ
جميع أطرافه و منهم من بُثرت ساقُه و منهم من بُثرت يديْه.. المهم حالات إنسانيّة مُرثيّة تدُلّ على
وحشِيّة الجيش الصهيوني الفاقد لكلّ الأخلاق الآدميّة و الحِسّ الإنساني… يقع كلّ هذا الإجرام أمام
أعيُن و مسامع (المجتمع الدوليّ) و (المنظمات الإنسانيّة و الحقوقيّة) التي تسير وِفْق ما تريده الإدارة
الأمريكيّة المُسيطرة و المتحَكِّمة فيها. لقد قامت أمريكا و الغرب بتعريةِ (الأمم المتحدة) و إظهارها
على حقيقتها، حينما شَلَّت قدرتها على الدفاع عن شعب يُذبَحُ جماعياً على مرأى و مسمع منها، كما
ألغت "ميثاقها" المَزعوم، الذي لم يَعُد يُساوي الحِبْر الذي كُتِبَ به..
و ما يدعو إلى الحسْرة و الأسَف هو موقِف الدول العربيّة المُخجِل، التي تتفرّج على شعب عربيّ يُباد
و يُنكَّل به، و لم تُحرِّك ساكناً لِنُصرته و رفع الضيم الذي نزل به، بالوُقوف إلى جانبه و لو بأدنى حدٍّ
من المُساندة، و ذلك بالعمل على وقف الإبادة الجماعيّة التي يتعرّض لها من خلال الضغط على أمريكا
بكل الوسائل من أجل وضع حدّ لهذه المَأسات الإنسانيّة، علماً أنّها تملك العديد من الوسائل لإرغام
أمريكا على إنهاء هذه الحرب التي أتت على الأخضر و اليابس في غزة. فلو قطعت جميع البلدان
العربيّة علاقاتها مع أمريكا و إسرائيل و الدول الغربيّة الدّاعمة و منعت عنها تصدير النفط و الغاز لَما
أوْقَفت فوراً هذه الحرب الهمجيّة و الوحشيّة و البربريّة على الشعب الفلسطينيّ الذي لا يُطالِب إلّا
بحقّه المشروع في تقرير مصيره و إقامة دولته المُستقلة على أرضه المُحتلّة منذ أكثر من سبعة

كاتب من المغرب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب