مشهد استهداف جباليا تهدف الى فصلها عن قطاع غزة بقلم مروان سلطان-فلسطين
بقلم مروان سلطان-فلسطين

مشهد استهداف جباليا تهدف الى فصلها عن قطاع غزة
بقلم مروان سلطان-فلسطين
21.10.2024
———————————
اي كانت الاسباب والمسببات التي سببت الماسي الإنسانية في قطاع غزة ، فلا يمكن لعقل بشري ان يصدق ما تراه عيناه او تسمع به اذناه من مشاهد القتل والتدمير وحرب الابادة الجماعية والتطهير العرقي التي حدثت منذ بدء الحرب على قطاع غزة اولا وتلك التي تحدث اليوم في جباليا غزة. المشهد الذي بدء منذ اكتوبر 2023 في قطاع غزة وتحت ما اطلق عليه الاحتلال عملية السيوف
، واعاد تسميته بعملية القيامة بتنسيب مالحكومةالاسرائيلية كانت اسما على مسمى. اينما سار الجيش بعملياته العسكرية في قطاع غزة قلب الاوضاع راسا على عقب، المشاهد التي تظهر للعيان من الدمار والخراب ساد فيه وحشية تلك المخلوقات البشرية ، وكان القتلى بالمئات، والجرحى بالالوف يتصدر القائمة الاطفال والنساء. كثير منهم قتلوا تحت انهيار المباني السكنية، واخرون من جراء استخدام الاسلحة الاخرى الفتاكة، فانقلب المشهد الى مشاهد من يوم القيامة.
جباليا شمال قطاع غزة ، وهي المدخل الشمال من نقطة ايرز الحدودية مع غلاف غزة . بعد ان ان انتهت المرحلة الاولى من بسط سيطرة الجيش الاسرائيلي على كافة انحاء القطاع ، بدء بتنفيذ سياساته الجهنمية في غزة، وكانت اولى تلك المشاريع على ما يبدو فصل شمال غزة عن باقي القطاع وهو التهجير القسري لسكان جباليا وشمال غزة من هذه المنطقة الحدودية لمنطقة الغلاف، وذلك على ما يبدو بتطبيق ما يسمى “بخطة الجنرالات” التي تقدم بها الجنرال ايغور ايلاند ، رئيس شعبة التخطيط في الجيش الاسرائيلي ، وهي خطة كان قد اعدت لتفريغ منطقة جباليا وشمال غزة وهي تفضي الى تحويل شمال قطاع غزة إلى “منطقة عسكرية مغلقة” وإجلاء السكان منها، تحت سطوة التجويع وقطع المساعدات الأساسية عنها، بمعنى التجويع حتى الموت بهدف القضاء بشكل كامل على أي تواجد لسكان غزة واي تواجد لحركة “حماس” في شمال القطاع. ومن ثم تحويلها الى منطقة معزولة خالية من السكان الفلسطينين على طول الشريط الحدودي.
المشهد الذي يبدو للعيان بعد القصف الاسرائيلي ان حول منطقة جباليا وشمال القطاع الذي يبلغ تعداد سكانه أربعمائة الف نسمة، الى منطقة اشباح تحت القصف الجوي الذي ادى الى تدمير المنازل وتحويل كل شئ الى رماد، وتم هذا القصف تحت وطأة حصار شديد وتجويع وتعطيش ومنع الدواء والعلاج في هذه المنطقة. وقد بدء الجيش عملياته بعد ان طلب من السكان مغادرة منطقة جباليا، وتفضي الخطة ان من يبقى منهم يعتبر ارهابيا ويتعرض للقتل.
لقد بدى المشهد انه هولا من اهوال يوم القيامة ، البيوت كانها قبورا اندثرت، والسكان من كتبت له النجاة والحياة ، يخرجون من اسفل المباني المهدومة وقد اعتلى غبار الردم اجسادهم من اعلى الراس حتى اخمس القدم ، انه مشهد يخطف الانفاس ، ويذيب القلوب.
المشهد اليوم هو قيام الجيش الاسرائيلي في جباليا بتجميع الناس بعد القصف الاسرائيلي المجنون ، وقد احاطت بهم الدبابات والجيش في مشهد صعب ، وطلب ممن لم ياسره الجيش ان يغادر جباليا جنوبا.
غزة قصة لن تنتهي ، هي صراع بين الحق والباطل وان الحق سينتصر مهما تغول الباطل، ذلك ان خير الناس في غزة ، وان خير الرباط فيها.