
عشرون عاماً على رحيل إدوارد سعيد
بقلم الدكتور كمال ديب -لبنان –
كان إدوارد سعيد مفكراً أميركياً فلسطينياً كتب عشرات الكتب ومئات المقالات،
توفي في 25 أيلول 2003 وقبل ذلك بحّ صوته وهو ينادي في كتبه ومقالاته ومقابلاته إلى إقامة دائرة أبحاث جامعية في بيروت أو في أي مدينة عربية تعنى بالشؤون الأميركية، ولكن لم يحصل وبقيت جامعات لبنان والدول العربية متخصصة في فحص فئة دم اللبنانيين والعرب، هذا مسيحي وهذا مسلم، هذا شيعي وهذا سني، هذا ماروني وهذا روم، هذا درزي وهذا علوي.
وبقي طلابها منهمكين بطوائفهم وزي ملابسهم ونوع طعامهم وموديل سيارتهم وتلفونهم، ولا يفقهون شيئاً عن أميركا وتاريخها وفلسفة حكامها.
لو كان إدوارد سعيد حيّاً لأدرك فوراً أنّ الحرب العالمية الثالثة قد بدأت فعلاً وهي تمتد حالياً من أوكرانيا وسط أوروبا إلى شرق المتوسط (فلسطين وسورية ولبنان) إلى الخليج والعراق ومنطقة القفقاس. ولا مجال لها سوى التوسّع لتشمل دولاً ومناطق أكثر.
ولكن الحماقة العربية، خاصة في بعض اللبنانيين (وهذا البعض هو مسلم ومسيحي) يفسّر كل شيء من موقع غرضي طائفي ضيق. ويعتقد هؤلاء أنّهم أذكياء بأنّ الحرب العالمية ستنتهي لصالحهم في نظرتهم الضيقة، فيما هم بيادق أو حشرات في اللعبة الكبرى التي تلعب بمصيرهم ومصير أوطانهم الصغيرة لصالح الجبار العالمي الذي لن يهدأ قبل أن يصبح الكوكب بأكمله تحت سيطرة Manifest Destiny.
ملاحظة: مانيفس ديستني كانت تعني في السابق سيطرة الأميركي الأوروبي الأبيض على كامل أميركا الشمالية بإبادة الهنود الحمر سكان أميركا الأصليين (وفعلاً قتل منهم 10 ملايين). ومنذ 1947، اصبح هذا الشعار شاملاً لكامل الكرة الأرضية.
.