انبياء الله في فلسطين كتاب لنبيل خالد الاغا ويقع على متن 315 صفحة من القطع المتوسط، وهو من اصدارات المؤسسة العربية للدراسات والنشر سنة 2001.
هذا الكتاب كما هو واضح من اسمه يتناول سيرة الانبياء والرسل الذين عاشوا في فلسطين حصرا، وهذا لا يعني افضليتهم على غيرهم، لكن ولان موضوع هذا الكتاب يرتبط بعنوان محدد، فهو يحاول عبر استعراضه لقصص هؤلاء الانبياء والرسل في فلسطين اظهار لمسة نبوية وسماوية على هذه الارض؛ لتبيان مدى قدسيتها، وكيفية اكتسابها هذه القداسة، ومدى ارتباطها باتباع الديانات الثلاث.
وعليه فان هذا الكتاب يمكن اعتباره كتاباً في التأريخ للأنبياء والرسل الذين عاشوا في فلسطين، ومنحوها المكانة والقداسة، ويمكن اعتباره واحداً من الكتب الدينية التي تناولت قصص الأنبياء، كما يمكن اعتباره من وجهة نظر اخرى كتابا وطنيا يزيد من جمالية فلسطين ويظهر اسباب تعلق اتباع الديانات الثلاث بها.
والكتاب ليس كتابا تاريخيا او علميا عن تاريخ فلسطين؛ إنّه صورة لقدسية هذه الارض ومدى قداستها اعتمادا على النصوص الدينية والماثورات والمرويات فقط، فالكتاب يركن الى النصوص الدينية ويعتمدها اعتمادا مطلقا دون الركون او الاعتماد على اي علم من علوم الاثار او اللقى والحثيات والدراسات العلمية؛ حتى ان فهارس الكتاب يظهر منها مدى اعتماد الكاتب على كتب التراث في انجاز كتابه، ويظهر ايضا مدى تجنب الكاتب لاي دراسة علمية او بحث محكم للتدليل على اثبات مروياته، ويبدو من هذه المراجع والمصادر جميعها ان الكاتب متأثر اصلا بالنصوص الدينية تلك اضافة الى تاويلاتها وتفسيراتها ويقدمها على انها القول الفصل والمطلق، وهذه بالذات تشكل مثلبة الكتاب الكبيرة.
باختصار، الكتاب بهذا المحتوى محاولة تضاف لمئات بل الاف المحاولات التي قامت ونهضت لكتابة تاريخ مقدّس للمكان اعتمادا على النصوص الدينية بشتى انواعها، واخذها كمسلمات وحقائق ثابتة لاتقبل التحريف اوالتزوير ، ودون ادنى اعتبار للحقائق والاكتشافات العلمية، والطريف في هذا الامر ان هذا الكتاب بهذه الكيفية يظهر لنا كثير من الحقائق حول اسباب النزاع والسيطرة على هذه البقعة من الارض.
الكتاب بابوابه الاحدى عشر يتناول سيرة احد عشر نبيا ورسول وهم على الترتيب: إبراهيم، لوط، إسماعيل، إسحق، يعقوب، يوسف، داود، سليمان، زكريا، يحيى، عيسى.. وسيرة هؤلاء الانبياء والرسل ورسالاتهم وقصصهم وخطواتهم ذات البصمة والاثر الباقي ابد الدهر، هي التي اضفت على تاريخ فلسطين ومكانتها ، هالة اضافية اسهمت بترسيخ مكانؤتها المقدسة في تاريخ البشرية اجمعين.