مقالات

من أجل حزب إسلامي قومي أم من أجل التلاقي بين التيار القومي و الإسلامي بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين دياب-استاذ جامعي -سوريا –

بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين دياب-استاذ جامعي -سوريا -

من أجل حزب إسلامي قومي أم من أجل التلاقي بين التيار القومي و الإسلامي
بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين دياب-استاذ جامعي -سوريا –
لم التغاض عن دور الإسلام في مجابهة التحديات التي،تواجهها الأمة العربية،في معركة مصيرها من قبل الأحزاب الدينية،وخاصةً وتحديدا”الإخوان المسلمون”،ولم هذه الحساسية الفكرية،من قبل بعض الفئات السياسية والاجتماعية للفكر القومي العربي الوحدوي،وكأنه يمت للماسونية بصلة،وهذا ماكان يردد في مصر من قبل ،بعض رجالات الدين،ممن هم في دائرة أو محيط الإخوان.هل هذا الاشتباك والتنابذ القائم بينهما،وليد الموقف النابع من حقائق مبدئية عقائدية فكرية،أم هو وليد ثقافة عربية،والثقافة تشكل الإنسان،وتوجهه بموجب قيمها وأعرافها وتقاليدها،ومحددات ثقافية تمت للموروث من الثقافة العربية،التي كانت وراء هذا الاشتباك بين التيار القومي والتيار الإسلامي،من وجهة نظري.
أسئلةً مطروحة في سماء حياتنا الفكرية،وهذا الطرح عمره عقود من الزمن”العربي”،وهذا الإشكال،بل قل الاشتباك،بكل عقوده وسنواته،ولّد العقد،والكراهية،وثقافة إعلامية زادت من البغضاء،حتى صار بينهم”دم” كما تسمية وتقول عنه الثقافة العربية ذات الجذور البدوية.وإذا؛ذهبت إلى مفكر وداعية إسلامي،مثل الثعالبي،ومحمد عمارة،ومالك بن نبي،وميشال عفلق،وجورج حبش،وقسطنطين زريق،وفتشت باحثاً ومحلّلاً وواضعاً للمعاني الصحيحية لطابع الخلاف،وأسباب الاشتباك،لوجدت،على المستوى الفكري والعقائدي،بموجب ما جاء في أصول معاني الفكر والعقيدة.
لست في موقع أن أقدم البراهين والمسوغات،لما جاء في القرآن الكريم،عن الاخوة ،والوحدة الاجتماعية،ووحدة معركة المصير العربي،وعندما أقول هنا العربي،فأعني على نحو وآخر الإسلامي،من وجهة نظري كقومي،أرى في الإسلام رسالة للأمة العربية،تقود وتوجه دورها الحضاري،في معركة  الدور الحضاري بين الأمة العربيةوالصهيونية العالمية،الماسكة سياسياً ً وفكرياً بكل أوروبا،وفي الولايات المتحدة الأمريكية،وكر الصهيونية العالمية،بحكم وحدة المنشأ وتكوين،جبلة الدولة والمجتمع الامريكي،فأمريكا وجدت بفعل التصفية العرقية المتوحشة،والكيان الصهيوني على غرارها.
وعلى سبيل المثال لا الحصر الذي فرضته الدراسة، فإن التيار القومي العربي،يرى في اللغة العربية،لغة عربية،تمت للعرب أصحاب هذه اللغة،بينما المدرسة القبطية الشعوبية،وكما قوّلها الخلف،بأنه ليس لها علاقة بالعرب.أتيت بهذا المثال،الذي يحتاج إلى الكثير من التفصيل والبرهان والمراجع ليملك شرعيته في القولين للعروبة وحضور ها في معركة الامة العربية،في سياق معركة الدور الحضاري،والرسالات التي تقود الأدوار.وأحيل من يبحث عن اليقين بأنّ التيار القومي العربي،أعطى العلاقة بين العروبة والإسلام،مايجب أن يعطى للتأثير المتبادل بين العروبة والإسلام،”فالإسلام هو الهزة الحيوية التي تحرك كامن القوى في الأمة العربية—الإسلام تجربة واستعداد دائم— فالإسلام إذن كان حركة عربية وكان معناه :تجدد العروبة وتكاملها.،وأسأل مع الداعية الإسلامي العربي : -محمد عمارة،هل تفهمنا المعنى الثقافي الذي يريد تشكيل شخصة عربية،يحضر في جوانيتها الرسول العربي بكل ما ملك من أخلاق وصدق وأمانة وبطولة وسعة أفق ونظرة مستقبلية….إلخ،ثم هل نفهم عمق نظرة التيار القًومي،إلى عظمة الإسلام في تشكيل الشخصية العربية،عندما قال عن دور الإسلام في استكمال مقومات الشخصية العربية:والفضائل التي عززها الإسلام كانت فضائل عربية ظاهرة وكامنة،والعيوب التي حاربها كانت عيوب عرب سائرة في طريق الزوال.
ما أتيته،ليس دعاية للتيار القومي العربي ،ً عن حجم الإسلام ودوره وثقافته في شأن الامة العربية، إنما دعوة أن نرى معنى هذه العظمة دوراً وتربية وبناء للشخصية العربية،يوم نادى ًداعياً:” كان محمداً كل العرب،فليكن كل العرب اليوم محمداً.”وإنما هو دعوة لفض الاشتباك بين التيار القومي العربي والتيار العربي الإسلامي،التلاقي بينهم على أرضية معركة المصير العربي،، بلوغ الإمكانات المادية والمعنوية التي تضع الأمة العربيةً ؛في الموقع والمكانة التي تعطيها القدرة للظفر بدورها الحضاري.

 

د-عزالدين حسن الدياب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب