الحكومة السودانية: التصعيد الممنهج من قوات «حميدتي» ضد المدنيين يهدف لاستدعاء التدخل العسكري الدولي

الحكومة السودانية: التصعيد الممنهج من قوات «حميدتي» ضد المدنيين يهدف لاستدعاء التدخل العسكري الدولي
ميعاد مبارك
الخرطوم ـ طالبت الحكومة السودانية
المجتمع الدولي بتصنيف قوات الدعم السريع جماعة إرهابية، مؤكدة أن التصعيد الممنهج للمذابح والفظائع من القوات التي يتزعمها محمد حمدان دقلو «حميدتي» ضد المدنيين يهدف لاستدعاء التدخل العسكري الدولي في السودان.
واتهم المتحدث باسم وزارة الخارجية السودانية بابكر الصديق قوات الدعم السريع بارتكاب مذبحة جديدة في مدينة الهلالية، بولاية الجزيرة، وسط السودان حيث تجاوز عدد القتلى 100 شخص قتلوا بالرصاص أو نتيجة للتسمم الغذائي وافتقاد الرعاية الطبية لمئات المدنيين من رجال ونساء وأطفال تحتجزهم رهائن في مواقع مختلفة من المدينة.
وقال: «إن هذه الجريمة البشعة بالتزامن مع بيانات الإدانة الدولية للمذابح التي نفذتها قوات الدعم السريع، الأسبوعين الماضيين، في قرية السريحة وعشرات القرى الأخرى والمدن في شرق ولاية الجزيرة، وقتل خلالها المئات من المدنيين، في حملات انتقامية مروعة استهدفت المدنيين العزل، بعد انشقاق عدد من قادة قوات الدعم السريع وعناصرها».
وأضاف: «تتزامن المذبحة الشنيعة مع حملة انتقامية وحشية مشابهة تنفذها قوات الدعم السريع ضد القرويين العزل في شمال دارفور، بعد فشل هجماتها المتكررة على الفاشر، حيث حرقت خلالها أكثر من 40 قرية في الولاية».
وأشار إلى أن قوات الدعم السريع التي اتهمها بـ«الإرهاب» لا تعبأ بالإدانات اللفظية، أو القرارات الدولية غير المسنودة بإجراءات حاسمة لضمان تنفيذها، كما حدث مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2736 الصادر منذ قرابة ستة شهور، الذي طالب قوات الدعم بفك الحصار عن مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور وعدم استهداف المدنيين. مضيفا: أنها ردت عليه بتصعيد قصفها للمدنيين ومعسكرات النازحين بالفاشر على عكس ما طالبها به القرار.
واعتبرت وزارة الخارجية السودانية «أن التصعيد الممنهج للمذابح والفظائع التي ترتكبها قوات الدعم السريع ضد المدنيين يهدف لاستدعاء التدخل العسكري الدولي في السودان، تحت ذريعة حماية المدنيين، بما يمكن قوات الدعم السريع من تجنب الهزيمة العسكرية، والاحتفاظ بالمواقع التي تحتلها، بما فيها مئات الآلاف من منازل المواطنين بالعاصمة وعدد من المدن الأخرى، وكذلك مواصلة احتجاز آلاف المدنيين رهائن في معتقلات سرية» مشيرا إلى أنه ذات الأسلوب الذي تنتهجه المجموعات الإرهابية.
وطالبت المجتمع الدولي بعدم الاستجابة لما اعتبرته «ابتزازا إرهابيا» بطرح فكرة التدخل الدولي، مشيرة إلى أن المطلوب هو تصنيف قوات الدعم السريع جماعة إرهابية، وملاحقة قياداتها وعناصرها كـ»مطلوبين للعدالة الدولية، واعتبار كل من يساعد أو يدعم قوات الدعم السريع أو يستضيف قياداتها والمتحدثين باسمها راعيا للإرهاب وشريكا في جرائمها».
ومنذ 20 تشرين الأول/اكتوبر الماضي تنفذ قوات الدعم السريع هجمات واسعة على المحليات شرق ولاية الجزيرة، بعد استسلام قائد ميداني تابع لها في المنطقة للجيش، مما أسفر عن سقوط مئات القتلى وتهجير قرى بأكملها.
وقالت لجان المقاومة في ولاية الجزيرة إن القوات التي يتزعمها محمد حمدان دقلو «حميدتي» تقوم بممارسة كافة أنواع الانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية في مواجهة المواطنين العُزل في الولاية، مشيرة إلى أن عمليات القتل شملت العزل، من رجال مسنين ونساء وأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة، فضلا عن جرائم الاغتصاب والنهب المسلح والاختطاف وطلب الفدية.
وتضمنت الانتهاكات؛ اقتحام المرافق الصحية والأسواق، الضرب المبرح للنساء والأطفال وكبار السن، الاحتجاز القسري والاعتقال التعسفي، التصفية على أساس عرقي وإثني، ووصلت إلى التمثيل بالجثث وعدم السماح بدفنها.
واتهمت اللجان قوات الدعم السريع بالإرهاب معتبرة إياها «ميليشيا مدعومة إقليميا ودوليا» تستهدف المدنيين العزل وسط غياب الجيش.
وعزت الحملات التي وصفتها بـ«الانتقامية» و«الإبادة الجماعية» التي تقودها القوات التي يتزعمها محمد حمدان دقلو في الولاية إلى إعلان الجيش استسلام قائد قوات الدعم السريع أبوعاقلة كيكل و«تقديمه كأنه بطل قومي» على الرغم من تورطه في انتهاكات واسعة في الولاية منذ كانون الأول/ديسمبر الماضي.
وحسب منصة الوسط وصلت أعداد الضحايا في الهلالية إلى 161 قتيلا 14 منهم ارتقوا إثر استهدافهم ببنادق الدعم السريع و 147 جراء تدهور حالتهم الصحية والتسمم الغذائي بعد تناولهم أطعمة فاسدة ومسممة قامت ذات القوات بتوزيعها عليهم.
واتهمتها بمنع الكوادر الطبية من إسعاف المصابين والمرضى حتى فاضت أرواحهم تباعاً من بينهم كبار سن ونساء وأطفال.
وطالبت برفع الحصار المستمر منذ أسبوعين بشكل فوري عن المدينة، والسماح بإسعاف المرضى والمصابين، محذرة من استمرار التداعيات الصحية في ظل الغياب التام للرعاية الصحية وانعدام الغذاء والمياه الصالحة للشرب.
وندد حزب الأمة القومي باستمرار حصار الهلالية والهجمات التي تنفذها قوات الدعم السريع على قرى شرق الجزيرة، واصفا الأوضاع هناك بـ«المأساةً الإنسانيةً الكبيرةً».
واستنكر عمليات التهجير القسري للمواطنين في قرى شرق الجزيرة، محذرا من تفشي الأمراض في ظل انعدام الدواء والرعاية الصحية، وإطلاق النار العشوائي في مدينة الهلالية ما أسفر عن مقتل العشرات من المواطنين، أغلبهم من النساء والأطفال وكبار السن، في ظل تردٍّ تامٍّ للوضع الصحي مما ينذر بتفاقم الكارثة الإنسانية.
وطالب الحزب قيادة الدعم السريع بإيقاف هذه الانتهاكات بحق المواطنين، والسماح للجهود الإنسانية بمعالجة الكارثة الصحية بمدينة الهلالية، وإنهاء حصارها فوراً، وإيقاف تهجير المواطنين العزل من القرى شرق الجزيرة.
وقال حزب المؤتمر السوداني في ولاية الجزيرة أنه يتابع بقلق بالغ الوضع المأساوي الذي تعيشه مدينة الهلالية، شرق ولاية الجزيرة، حيث تتعرض المدينة منذ أيام لحصار خانق وهجمات مستمرة من قبل قوات الدعم السريع «في مشاهد تقشعر لها الأبدان وتزيد من عمق مأساة الحرب».
وادان ما وصفها بـ«المجازر الوحشية» التي ترتكبها قوات الدعم السريع، معتبرا الحصار المفروض على الهلالية انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية وجرماً ضد كل الأعراف والقوانين الدولية.
وحمل الحزب قوات الدعم السريع المسؤولية الكاملة عن الكارثة الإنسانية هناك، مشددا على ضرورة وقف الممارسات «القمعية والإجرامية» التي تطال المدنيين العزل.
وقالت نقابة أطباء السودان، إن محليات شرق ولاية الجزيرة تواجه كارثة إنسانية متفاقمة، نتيجة لهجمات عنيفة ومستمرة تشنها قوات الدعم السريع، متهمة إياها بتنفيذ حملة انتقامية ممنهجة تستهدف المدنيين، مما أدى إلى مقتل وترحيل الآلاف وتهجيرهم قسريًا.
وأشارت إلى تفاقم الوضع الصحي في المنطقة بشكل مقلق، حيث تفشت الاسهال المائي في مدينة الهلالية والمناطق المجاورة، حيث تحتجز قوات الدعم السريع من تبقى من سكانها وتمنع خروجهم من المدينة.
«القدس العربي»: