مقالات
خبز وملح..وعيش وملح غزّاوي تحليل ثقافي بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين دياب -استاذ جامعي -سوريا –
بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين دياب -استاذ جامعي -سوريا -

خبز وملح..وعيش وملح غزّاوي تحليل ثقافي
بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين دياب -استاذ جامعي -سوريا –
هذه الكلمات التي يقولها الناس أثناء استحقاقاتها،تعبر عن مواقف وقيم،وتعبر عن التزامات ومسؤوليات،ولها دلالاتها الخلقية والوجدانية،هي ساكنة في ضمير الشعب،وتنطلق في مناسباتها واستحقاقاتها ،وما تمليه من مسؤوليات ووًاجبات. إذن هذه الكلمات حاضرة في الثقافة العربية،ولها هي الأخرى مكواناتها،أي عناصر ثقافية،تتمثل في القيم التي تحملها،وما تمليه من واجبات،إذن هي حاضرة في حياة الناس،لتكون أحد
مكونات العقد الاجتماعي.
كيف؟
مادامت تشكل أحد مكونات العقد الاجتماعي،فلنستدل عليها من مشاهد تكونها العلاقة بين شخص وآخر،ويعترف بها المجتمع،ويأخذ بها في سلوكه الاجتماعي اليومي.التقى به في جلسة ،أو رآه في الطريق،تفضل معي إلى البيت،وتناول معي لقمة من الحاضر،ليصبح بيننا عيش وملح،ويختلف معه،وبادره بالقول:يارجل نحن بيننا عيش وملح،وآخر يقول لصديقه لا تؤمن له بدخول بيتك،إلا إذا داق خبزك وملحك،ويقول العامة بعد واقعة معينة:ماأخلاق هذا الرجل،نسي العيش والملح،وكيف فعل هذا الفعل وأقدم عليه.
وكثيرة،هي الشواهد والمشاهد والحكايا التي تشي بأن الخبز والملح،في سياق الحوادث والمشاهد التي إتينا عليها،له قيمة أخلاقية تقوي من السلوك الاجتماعي،وماله من محددات تجدها،في العقد الاجتماعي،وتراها في سلوك الناس اليومي.ولها حكمها القيمي،بشأن من يحمل الخبز والملح مجموعة،
من الالتزامات الأدبية.
الخبز والملح..والعيش والملح،لها حضورها وقوة الالتزام بها،بين الناس.لأنها جزء لا يتحزأ من الآداب الاجتماعية العربية.يحكى في الأقوال والمواقف اليومية المجتمعية،أن أبا سأل ابنته،كم تحبيني،أحبك بقدر الملح،فزعل الأب،وصار الحضور من أصدقائه،كلما دعاه أحدهم يقدم له الأكل دون الملح،
فتذكر كلمة ابنته له،فقال لأصحابه:لقد صدقت معي ابنتي عندما قالت لي :أحبك قد الملح.
سؤال التحليل الثقافي لكل ما أتت به هذه المداخلة،عن قيم الخبز والملح..والعيش والملح،في ثقافتنا العربية الشعبية هل فعلا تدخل هذه الكلمات كقيم ضابطة لسلوكنا الاجتماعي الاجتماعي،وهل فعلا تمارس وظائف الآداب الاجتماعية، وتجلياتها في عقدنا الاجتماعي .؟
ويجيب التحليل الثقافي،في مراجعته للتراث العربي،الفلكلور،وما حفل به من حكايا شعبية عن القيمة الأدبية للخبز والملح ..والعيش والملح،وما دلت عليه من أغاني شعبية،وماعبرت عنه من رموز قيمية،كالقول الشعبي”:والله عفية،هذا الرجال أصيل،فهو يقدر الخبز والملح مع كل من أكل في بيته.
والمداخلة تقول قولها،في القيمة الأدبية المجتمعية،في حياتنا العربية اليومية،للخبر والملح..والعيش والملح،وكيف ذهبت بنا المداخلة باتجاه غزة،وهي تعيش حرب إبادة مع الصهيونية العالمية،التي تقودها ثقافة الأغيار،والشعب المختار،ومالها من تبعات قتل وتدمير وإبادة وتطهير عرقي،تقول بها أساطير تلمودية تحتل مكانها،في،عمق الثقافة الصهيونية،ودولة يهودية صهيونية تمتد من النيل إلى الفرات.
الشخصية العربية الغزاوية،كما تدل الدراسات بالملاحظة والمشاهدة عن قرب وبعد،وهي طرائق بحثية إنثروبولوجية ثقافية،تعتمدها الدراسات الأنثروبولوجية الثقافية في دراستها،للشخصيات الاجتماعية،لتقول في خصائص هذه الشخصيات ومالها من معالم، ومحددات ثقافية،وما تتميز بها من سلوك اجتماعي،وما إذا كانت تتميز بخصائص تخص شخصيتها الاجتماعية.نقول ،عرف في أدبنا الاجتماعي العربي،وفي تراثنا الثقافي،وما
كتب من روايات وقصص عن الشخصية الغزاوية،قوية بصبرها وجلدها،وقدرتها على مغالبة الصعوبات والتحديات،وتمسكها،في الأرض ،فالأرض عند الغزاوي عرض،والعرض لايباع ولايشترى وإنما هو أحد مكونات الشخصية الغزاوية،وأهم أسانيدها الثقافية،والخبز والملح..والعيش والملح،يأتي في صلب الثقافة
الغزاوية،بوصفه قيمة أخلاقية،وهذه القيمة،أحد أهم قيم العقد الاجتماعي،فالغزاوي،إذا أكل من خبزك وملحك ،خاواك.
وإليكم حوادث ومشاهد،تقولها ما يجري لأهل غزّة من مآسي مروّعة،وما تقوله البطولات للمقاومة الغزاوية،فبينهم،عيش وملح،دالته هذا الصبر في التهجير،وهذا الثبات في الفداء شاهد عصر ماتبثه الفضائيات، وما تقوله المنظمات الدولية عن صبر أهل غزّة،والإخوة العالية بين رجال المقاومة..لا تعجب فبينهم ..بين أهلنا في غزة عيش وملح.وما أدراك ما معنى العيش والملح في ثقافتنا العربية.
د-عزالدين حسن الدياب