منوعات

الغزيون يأملون أن يوقف ترامب حرب الإبادة

الغزيون يأملون أن يوقف ترامب حرب الإبادة

فى ظل استمرار حرب الإبادة على قطاع غزة منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023 وتقديم الرئيس جو بايدن الدعم السخي لإسرائيل في مواصلة الحرب، والتلكؤ في اتخاذ إجراءات حاسمة للضغط من أجل وقف الحرب، يعول السكان في القطاع المنكوب على دونالد ترامب في إنهاء حرب الإبادة، بعد أن وعد خلال حملته الانتخابية بالعمل على وقف الحروب في العالم، بما فيها حرب غزة.
وبعد مرور عام على الحرب في غزة تصعد إسرائيل من وتيرة عملياتها العسكرية بشكل عنيف وجنوني لاسيما في مناطق شمال قطاع غزة، حيث يعمل الجيش ومنذ أكثر من شهر على تنفيذ خطة تهجير سكان شمال قطاع غزة، باستخدام سلاح التجويع والقتل بكافة أنواعه، حيث يهدم الجيش المنازل ويقصفها على رؤوس ساكنيها، عدا عن تدمير كافة المرافق الصحية في شمال غزة وإخراجها بشكل كامل عن العمل، إلى جانب منع إدخال الطعام والمياه والدواء للسكان المحاصرين شمال القطاع، وهذا الإجرام الذي يتواصل بغطاء وصمت عربي ودولي، أثار غضب الغزيين الذين يبحثون عن أحد يوقف الإبادة التي يتعرضون لها.
وبعد فوز المرشح ترامب وقرب رحيل بايدن، بات حديث المواطنين والنازحين يزاد عن آمالهم بإيجاد ترامب لمخرج من المعاناة التي يتعرضون لها، ويزداد الأمل بعد التصريحات المتكررة لترامب بوقف الحرب، واعتقاد البعض أنه رجل اقتصادي لا يحب الحروب والصراعات ومهندس صفقات.

فقدنا الأمل

يقول النازح أبو وسام «فقدنا الأمل بعد مرور عام على الحرب، وعدم وجود أي تدخل من العرب لوقفها، وترك الاحتلال يدمر غزة ويرتكب المجازر الدامية بحق المدنيين العزل، حتى أن كل المناشدات التي نطلقها لم نجد من مجيب لها، ونحن الآن قد تركنا لوحدنا والعالم اعتاد على المجازر والدمار الذي يواصل الاحتلال ارتكابها».
وأضاف لـ«القدس العربي» أن «الولايات المتحدة هي الداعم الأساسي لإسرائيل، وهي عندما تريد تضغط بأساليب معينة توقف من خلالها الحرب، ولكن طوال الفترة الماضية لم يتخذ الرئيس بايدن أي خطوات فعلية لوقف الحرب، بل يواصل دعم الاحتلال بالسلاح، ولذلك فقدنا الأمل نحن في غزة في إمكانية تحقيق بايدن أي انفراجة حقيقية لنا».
وبين في «ظل التخاذل العربي والدولي تجاه غزة، نأمل أن يفي الرئيس ترامب بوعد إيقاف الحرب والتخفيف من معاناتنا التي زادت عن حدها، ولم تجد إسرائيل من يردعها عن مواصلة جرائهما، حتى نتنياهو يتهرب من محاولات التوصل إلى صفقة أسرى وإنهاء الحرب لأهداف ومصالح سياسية خاصة به».
أما المواطن أبو وائل فهو لا يثق بزعماء أمريكا، ويعتبرهم داعمين لإسرائيل في المقام الأول ولا يبالون لمعاناة الفلسطينيين بشكل عام، لكنه يرى أن من الممكن أن يعمل ترامب على وقف الحرب، لكن بشروط تخدم إسرائيل وليس الغزيين، وقد يتم فرضها في نهاية المطاف على الغزيين المنهكين.
وقال لـ«القدس العربي» إن «السكان في قطاع غزة يبحثون عن بصيص أمل لإنهاء ما عاشوه من كوارث الحرب، فلم يعد هناك أي مظهر للحياة في غزة بعد الدمار المخيف الذي حل بالمنازل والبنى التحتية وغيرها من المنشآت الاقتصادية والصحية، عدا عن وصول أعداد الشهداء والمصابين لأرقام خطيرة».

تهجير الفلسطينيين

ويختلف رأي المواطن أبو رامي عن سابقيه من حيث امكانية تدخل ترامب لوقف الحرب والإيفاء بوعوده، حيث يرى في حديثه لـ«القدس العربي» أن ترامب هو صديق لنتنياهو، وقدم لإسرائيل خلال فترة ولايته السابقة ما لم يقدمه أي رئيس، بعد أن اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة من تل أبيب إلى القدس، وقام بإعداد مخطط صفقة القرن الذي يهدف إلى تهجير الفلسطينيين، وقدم أيضا مشروع سيادة إسرائيل على الجولان وغيرها، لذلك سيجد صعوبة في الضغط على إسرائيل من أجل وقف الحرب، في ظل وجود رغبة من نتنياهو باستمرار الحرب وتحقيق مزيد من الإنجازات.
وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية إن الرئيس جو بايدن سيتخذ خلال فترة بقائه في الحكم قرارات لم يتخذها من قبل، للضغط من أجل تحرير الرهائن ووقف الحرب على غزة، وهذا ما ينتظره الغزيون أيضا. في سياق ذلك يقول الكاتب والمختص في الشأن الإسرائيلي عصمت منصور «إذا قرر ترامب وقف الحرب وبدأ باتخاذ قرارات لتهيئة الظروف، فإن نتنياهو لن يتجاهل ذلك لأسباب مهمة منها أن إدارة يقودها ترامب ستكون قوية، وستنفذ ما تتخذه من قرارات بالقوة، وهنا نتنياهو سيمهد الطريق إلى حل ويتماشى مع ترامب إذا كان بنيته تقديم مقترحات حقيقية وضرورية لإنهاء الحرب على غزة».
وبين لـ«القدس العربي» أن «ترامب لديه أولويات خلال فترة حكمه، وهي الحفاظ على الاقتصاد الأمريكي، واستقرار الوضع في الولايات المتحدة ومنافستها للصين، وجزء من تحقيق هذا الاستقرار سيكون في منطقة الشرق الأوسط، بالعمل على إيقاف الحروب القائمة وبالتحديد حرب غزة ولبنان، ولكن ربما سيتخذ قرارات لاحقا من حيث دعوة نتنياهو لإنجاز مهمته بأسرع وقت وغيرها من القرارات التي من شأنها إنهاء الحرب».
وبسؤاله عن ما إذا كان بمقدور بايدن تحقيق اختراق فى موضوع صفقة الأسرى أو إنهاء الحرب أجاب منصور: «بالنسبة لبايدن لديه الوقت والصلاحيات لاتخاذ إجراءات يمكن من خلالها تحقيق أي إنجاز عجز عن تحقيقه خلال الفترة الماضية، لكنه أيديولوجيا يتماهي مع مصالح إسرائيل ولا يضغط عليها، ولا يرى أي فائدة من الضغط على إسرائيل، ويترك الخيار لها لتحديد مستقبلها، لذلك لا أعتقد أن بايدن سيصل إلى أي إنجاز حول صفقة الأسرى ووقف الحرب خلال فترة بقائه»

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب