مقالات
معركة المصير العربي وإشكالية الأخلاق العربيةً بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين دياب -استاذ جامعي -سوريا-
بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين دياب -استاذ جامعي -سوريا-

معركة المصير العربي وإشكالية الأخلاق العربيةً
بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين دياب -استاذ جامعي -سوريا-
لن ندخل في الثلاثية التي ستكون وتشكل هذه المداخلة،وهي معركة المصير،والإشكالية التي ستدخلنا،في مفاهيم وأطروحات،والمنهج الذي سيقودها،تفسيراً وتحليلاً ووضعاً للمعاني.
إذاً؛البداية ستكون قولاً مختصراً،في أنّ أحد ميادين وساحات هذه المعركة المصيرية والأولى هي معركة الأخلاق،والتي تعني أن يتم تشكيل ثقافة عربية جديدة،قائمة على قيم كبرى،يراد لها أن تكون ركائز وأساسيات الشخصية العربية وأحد أهم مقوماتها وركائزها ومعالمها،والتي تفصح في نهاية الأمر عن
الشخصية العربية،القادرة على قيادة معركة التغيير،وبلوغ أهداف الأمة العربية،في أهدافها الكبرى،وفي رسالتها الخالدة.ودليلنا،أن الفكر القومي العربي،في بداياته الفكرية والنضالية كان مهموما،في بناء الشخصية العربية الجديدة،وفق وبناء على سلّم من المحددات القيمية،التي قالها،في بناء الجيل العربي الجديد.
وزعمنا أن دعوة الفكر القومي العربي،لم تأت من فراغ،يوم استلهم من التجربة الإسلامية،مشروعها،في بناء الجيل العربي القادر على حمل رسالة الإسلام،ثقافة جديدة للعالم،قوامهاً الأخلاق الحميدة،والتي تتجسد في سلوكها ونضالها’ وتضحياتها وعلاقاتها الاجتماعية القائمة على الاخوة والعدل الاجتماعي،وعلى سمو ورفعة القيم الأخلاقية،والأمن الاجتماعي وضمانته المحبة والسلم الثقافي،والبطولة والفداء،والإيمان بأمة عربية
واحدة،تعرف بأولوية بلوغ الرساله،وإيصالها للأمم.وأن يكون باطن الشخصية العربية الجديدة،مثل ظاهرها،وأن يترجم أخلاق الإسلام في افعاله، وفي حياته اليومية …إلخ وختم الفكر القومي العربي،دعوته لاستيعاب تجربة الرسول العربي المسلم،بقوله: كان محمد كل العرب،فليكن كل العرب اليوم محمداً.
ليس محل نقاش،أو لنقل وقفة طويلة أمام التيار القومي العربي،أمام سؤال هل نجح هذا التيار في بلوغ شخصية الجيل العرب الجديد،وما المستويات التي بلغها من أخلاق الحيل العربي الجيد،بوصفها كلمة السر في نضاله اليومي. فمداخلتنا مهمومة بقول كلمتها،ماذا عنى التيار العربي الوحدوي بالتجديد،هل التجديد الذي أراده هو التمسك بمقومات الشخصية العربية،التي قالها؛:فليكن اليوم كل العرب محمدا،أم التحديد الذي يدعوا اليه دعاة التنوير،على طريقة تجديد ،محمد بن سلمان يوم استقدم عراة أوربا،إلى الرياض،وفي الوقت نفسه وضع في السجون كل رجال الدين ممن ناهض هذا التجديد ،وقال إنّ التجديد،لابد أن ينبع من قيمنا،وثقافتنا العربية،المالكة للعناصر الثقافيّة المادية والروحية والاجتماعية والفكرية،التي تتجاوب مع روح العصر،الذي تختاره، وتقرره أبجدية الجيل العربي الجديد،ومستحقات معركة المصير العربي التي تخوضها الأمة العربية .
تقول لنا تجربة معركة المصير العربي، إنها تخوض في كل الساحات العربية،الهجمة العدوانية الغربية،والصهيونية ،وبكل أسلحتها الفكرية والإعلامية،والتربويّة،والخلقية،الهادفة إلى إنسان عربي ،يدير ظهره لأمّته ولقضاياها المصيرية،ويلتفت إلى الجنس والملذات، والدعارة،التي ابتليت بها عدة مدن عربية،تحت مسميات التعدد والتنوع والديمقراطية والإبراهيمية،إنها معركة الأخلاق التي تخوضها معركة المصير
العربي،على كل الجبهات،معركة لم تترك فيها الصهيونية أداة وفكرا،وألعاباً،وفلسفة، وإفلاما،ومالاً،وجنسا إلا ووضعت كل جهدها،لتكون قيمها الصهيونية،قيم الإنسان العربي،فذلك رهانها في كسب معركتها،على الدور الحضاري،الذي تخوضه ضد الأمة العربية،في معركة مصيرها،ودورها الحضاري.
سألني صديقي هل تعتبر أو ترى،في أن الفساد الخلقيّ والقيمي والمالي والسياسي الذي تحاول كثرة من الأنظمة العربية تعميمه،ومحاصرةالأجيال الناشئة به،يأتي في حسابات الصهيونية العالمية،وهي تخوض معركتها ضد الأمة العربية؟
د-عزالدين حسن الدياب.