مقالات

 لماذا سوريا الان؟ بقلم مروان سلطان -فلسطين 🇵🇸 

بقلم مروان سلطان -فلسطين 🇵🇸 

 لماذا سوريا الان؟

بقلم مروان سلطان -فلسطين 🇵🇸 

1.12.2024

———————————

اي كان النظام القائم في سوريا وسواء كان مؤازرا او معاكسا ، قوميا او يمينيا او يساريا ، فان ذلك ليس من اهتماماتي ولا يشغل بالي البتة ، بل كل الذي يهمني مدى تاثير الاستقرار في سوريا على مسار القضية الفلسطينية، والشعب الفلسطيني ، لا يمكن لنا ان ننكر دور سوريا في احتضان اللاجئين الفلسطينين، ولا يمكن لنا ان ننكر العلاقة الحميمة التي تربط الشعبين  الفلسطيني والسوري، كما لا ننكر كيف فتحت سوريا ذراعها للشبان الفلسطينين للتعليم المجاني في الجامعات السورية العريقة ، ولا ننكر ان سوريا 🇸🇾 احتضنت الثورة الفلسطينية وقيادتها لفترة من الزمن. لقد عاش الفلسطينيون في سوريا 🇸🇾 بموجب القانون السوري قبل اندلاع ما يسمى الربيع العربي، حياة مستقرة عزيزة كريمة وبحقوق متساوية مع الشعب السوري في مختلف الاماكن والقطاعات، وفي القطاع الحكومي حصل الفلسطيني على ترقيات تصل الى صفوف متقدمة في السلم الوظيفي السوري.

اما ما يحصل في سوريا 🇸🇾 اليوم هو امتداد لمخطط شاركت في تنفيذه قوى محلية واقليمية ودولية ، مان له اثر سلبي على مسار القضية الفلسطينية ، بل واثر سلبيا على التواجد الفلسطيني في سوريا 🇸🇾 وسار الفلسطيني بعدها الى لجوء جديد في اسقاع الارض . منذ اندلاع ما يسمى بالربيع العربي، بهدف قلب نظام الحكم في سوريا والاطاحة بنظام بشار الاسد. فشلت هذه القوى في مخططاتها وبرنامجها في سوريا  والاطاحة بالنظام.  ولا يختلف اثنان ان الموازنات التي اعتمدت من اجل تنفيذ المخطط بالاطاحة بنظام بشار الاسد ، لو انها اعتمدت لدفع عجلة التنمية والقضاء على الفقر وتسليح الجيوش العربية ، لاصبحت الامة العربية من محيطها الى خليجها قوة عسكرية واقتصادية وسياسية تضاهي الدول الكبرى ، ولاصبحت تقف ندا الى ند مع السوق الاوروبية المشتركة ، ودول الناتو وغيرها من المحاور العالمية الصاعدة القوية. ولكن للاسف هذه الاموال ساهمت في تدمير سوريا ، وعملت على تفتيت قواه. ولكن للاسف المجتمع العربي منقسم وتابع ، ولا باخذ المبادرة ليحقق امالة وتطلعاته وامانيه.

عشية الاتفاق اللبناني الاسرائيلي في وقف اطلاق النار ، صرح رئيس وزراء اسرائيل نتنياهو قائلا بان ” الرئيس السوري بشار الاسد يلعب بالنار” ولم تمض يوم على هذا التصريح حتى انطلقت المعارضة بعملياتها في سوريا 🇸🇾 وانقضت على حلب وحماه. لا احد يقول ان هذا الواقع لم تقم اسرائيل بتحريكه ، من اجل الضغط على الاسد في دعم حزب الله اللبناني، وتقليص التعاون مع ايران .

هنا قف وفكر ، ميليشيات مسلحة في سوريا ، تعمل بدعم تركي واسرائيلي وعربي ، تحركت للانقضاض على الاراضي السورية بعد التمتمة التي تمتم بها نتنياهو معبرا عن سخطه على بشار الاسد، هذه محاولة ليست بريئة على الاطلاق ، وهي تصب في ارادة الكيان الاسرائيلي او من يتحالف معه. هنا اود ان ابين ان هل تلك الميليشيات المدعومة من اسرائيل  التي ارتكبت الفظائع والابادة الجماعية وتهجير الشعوب في لبنان 🇱🇧 وفلسطين ، وغيرها من الدول التي تناوئ الرئيس بشار الاسد الان تعمل ايضا على كسر ارداة الشعب العربي وضرب المسلمين من خلال حرب الابادة التي شنت على العراق وسوريا واليمن واستبداله بنظام اخر بدعوى ان ذلك لتحقيق مبادئ الديمقراطية والعدالة ،  فاين هي الديمقراطية ؟ التي عملوا كل شئ مخالف لمسماها ومبادئها في المنطقة العربية والاسلامية.فقد اصبح الامر جليا ان كل المليشيات التي عملت تحت مظلة ما سمي بالربيع العربي هي ميليشيات عملت من اجل تفتيت العالم العربي والاسلامي ، وليس بهدف تحقيق مصالح الدول العربية. لقد كان العراق هدفا وسوريا ومصر مستهدفة، ولقد نالوا من العراق وسوريا واستطاعوا ان يعبثوا بهم واليوم هذه الدول تؤول الى التقسيم وليس الوحدة بعدما كانت قوة يحسب  لها الحساب.

اعتقد اني اوضحت ملابسات القضية والفكرة التي استحدثت لتحقيق مصالح ميليشيات تابعة لانظمة ودول  وقوى استعمارية. العداء لسوريا هو العداء للعراق ، هو العداء مصر 🇪🇬، هو العداء للسعودية واصاب ما اصاب من الدول العربية والاسلامية . بل هو يصب هذا في تصفية القضية الفلسطينية ، اينما يحدث توتر يتواجد فيه الفلسطينيون اعلم ان الهدف هو التواجد الفلسطيني وهذا ما يحدث في لبنان 🇱🇧 وسوريا الان. التوترات التي تحدث في الضفة الغربية هي مصطنعة من قبل الاسرائيليين لتحقيق اهداف جديدة في مسار تصفية القضية الفلسطينية. وسواء عزيزي القارئ اتفقت معي ام لم تتفق، فان هذا هو لب القضية. تارة يحدثوك عن الديمقراطية، وتارة يحدثوك عن بناء الشفافية والمسالة، وتارة بناء سلطة او ادارة فاعلة ، وتارة يتحدثون عن حسن الجوار مع الجيران .  كل تلك القضايا وغيرها ياتي في اطار ادارة الصراعات وليس حل النزاعات. كل ما  لا يتفق مع دولة الاحتلال لا مكان له الوجود، هذا هي القصة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب