مقالات

“وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ” بقلم الكاتب مروان سلطان -فلسطين

بقلم الكاتب مروان سلطان -فلسطين

“وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ”

بقلم الكاتب مروان سلطان -فلسطين

https://www.falestinona.com/flst/Art/206755#gsc.tab=0

4.12.2024

———————————

هذه الاية الكريمة مرت في خاطرتي ، واردت ان اكتب الى القراء الكرام وعموم شعبنا الفلسطيني والعربي ، بعد شهور طويلة من الحرب التي شنها وتشنها حكومة الاحتلال على شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، والضفة الغربية ، ولبنان. واستعمل فيها احدث الذخائر واثقلها  التي اعدت في مواجهة اعتى الجيوش واقواها  لتلقى بها المدافع والطائرات على المواطنين  الذين لا حول لهم ولا قوة، وخلفت اثارا ودمارا لا يصدقه عقل.

لقد احدثت تلك الذخائر زلزالا هائلا من الدمار والقتل الذي يصعب وصفه ، لكن نستطيع ان نقول اينما سقطت تلك الذخائر جعلت من البيئة التي سقطت فيها منطقة غير صالحة للحياة، هذا من جانب ومن جانب اخر فان الخسائر البشرية تزيد اليوم في قطاع غزة لوحدها عن مائة وخمسون الف بين شهيد وجريح، وفي لبنان تم ازالة سبع وثلاثون قرية عن الوجود من قرى جنوب لبنان ، ونال بيروت ما نالها من تدمير للبيوت والمؤسسات واعداد القتلى والجرحى. وناهيك عن النازحين الذين بلغ عددهم في غزة اكثر من اثنين مليون مواطن تارة ينزحون من مكان الى مكان وفق عمليات الجيش الاسرائيلي في غزة، وفي لبنان نزح ايضا اكثر من مليون ونصف مواطن شكلوا مصدر عبء على الدولة اللبنانية. ارهاصات الحرب كثيرة وخطيرة وعملت ما عملت ايقاع الخسائر المادية والبشرية فيها. اما اهم الخسائر فهي التي تصيب الناس بالحزن والكمد والحسرة.

لعلي لا اهدف الا الحديث عن نتائج الحرب واثارها المادية والبشرية، ولكن هناك ما هو الاهم الا وهو العامل  المعنوي والنفسي الذي من الممكن ان تكون اثاره وخيمة على الشعب الفلسطيني والعربي في اي مكان بسبب حجم ما اصاب مدننا وقرانا وشعبنا من قرح ، يصعب وصفه والحديث عنه، الى ان مرت في خاطرتي كلام الله تعالى ” وَتِلْكَ ٱلْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ ٱلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَآءَ ۗ وَٱللَّهُ لَا يُحِبُّ ٱلظَّٰلِمِينَ”. وقوله تعالى ” وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ”. صدق الله العظيم. 

هنا اود ان ابين نقطتين هامتين اراد الله عز وجل ان يكونا قاعدتين لنا ان هذه الاحوال وتلك الظروف الصعبة التي تمر ثقالا على امتنا وشعبنا سوف تزول وتصبح من الذكريات لان حركة التاريخ تدور فلا يبقى القوي قويا ، ولا الضعيف ضعيفا . وكم من إمبراطورية عظمى انتهت وزالت وحل محلها غيرها. وهذه حقيقة ثابتة والشواهد على ذلك معروفة للقاسي والداني ولا يبقى على حاله الا الواحد الاحد الحقيقة الثابتة في هذا الكون. اما الامر الثاني الذي يؤخذ به دعوة الله ان لا نحزن وان لا نشعر بالاهانة او الاستكانة ذلك اننا ورغم الشدائد والمصاعب الجمة وما نشعر به من الم الا اننا نحن الاعلون ، لهذا لا يخيف المؤمنون تهديدات ووعود ترامب وغيره بالتدمير ، او بضم البلاد وتهجير العباد. شعبنا العظيم ان وعد الله حق وان النصر ات لا محالة، يقول الله تعالى ” وكان حقا علينا نصر المؤمنين”. هنا عندما يتجلى الايمان باعلى صوره يذهب الوهن وتقوى القلوب والابدان بسبب الاحزان، والله ، وكلنا يعلم اننا نحزن لكن في كلام الله سلوى وقداسة الموقف لان بعد العسر يسرى.

ان المعركة القادمة هي اماطة الاذى والضرر الذي اصاب شعبنا ، وسوف نعيد البناء ونرمم الكسر ونجبر المصاب بعون من الله ونصره . وان شاء الله انا لمنتصرون ، ويا محلى النصر بعون الله. ابشروا بقول الله تعالى في سورة الاسراء ” فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب